خلاصة في اللاهوتيات المسيحية
“بَلِ انمُوا فِي نِعْمَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، وَفِي مَعْرِفَتِهِ. لَهُ المَجْدُ الآنَ وَإلَىْ الأبَدِ! آمِين.” (بطرس الثاني ٣: ١٨)
كأتباع للرب يسوع المسيح، نريد أن ننمو في معرفتنا وفهمنا للإيمان المسيحي. فيما يلي شرح للمصطلحات اللاهوتية الرئيسية مع المراجع. هذه مجرد مقدمة بسيطة للعقيدة واللاهوت المسيحية، ولكن صلاتي أن تكون خطوة أولى مفيدة لك. سأستمر في الإضافة إلى هذه القائمة من المصطلحات اللاهوتية، لذا عد مرة أخرى وانظر ما هو الجديد.
الله
إننا نُعلّم أنه لا يُوجدَ إلا إلهٌ حيٌ حقيقيٌ واحد (التثنية ٦: ٤، إشعياء ٤٥: ٥–٧، ٢ كورنثوس ٨: ٤)، روحٌ لامُتناهٍ كليُّ العلم (يوحنا ٤: ٢٤)، كامِلٌ في جميع سجاياه، واحدٌ في الجوهر، موجودٌ أزلياً في ثلاثة أقانيم (اشخاص)، الآب والابن والروح القدس (متى ٢٨: ١٩، ٢ كورنثوس ١٣: ١٤)، كلٌ مستحقٌ على السواء العبادة والطاعة.
الله الآب
نعلّم أن الآب، أوّل أقنوم في الثالوث، يُرتّب ويُدبّر كلّ شيء وَفقاً لقصده ونعمته (مزور ١٤٥: ٨–٩: ١ كورنثوس ٨:٦). وهو خاق كل شي (تكوين ١: ١–٣١: أفسس ٣: ٩). وبوصفه الرئيس الوحيد المُطلق والكلّيّ القدرة في الكون، فهو المُهيمن في الخلق والعناية والفداء (مزمور ١٠٣: ١٩: رومية ١١: ٣٦). وتشتمل أُبوّته على تسميته داخل الثالوث وعلاقته بالبشر كلتيهما. فبصفته خالق هو أبٌ لجميع البشر (أفسس ٤: ٦). إلا أنه أبٌ روحيٌ للمؤمنين وحدهم (رومية ٨: ١٤: ٢ كورنثوس ٦: ١٨) ،هو قد جعل كل ما يجري لأجل مجده (أفسس ١: ١١). وفي كل حين يدعم ويُدير ويضبط جميع الخلائق والحوادث (١ آخبار الايام ٢٩: ١١). وفي سيادته المُطلقة، ليس هو مُنشئ الخطية ولا مُقرّها (حبقوق ١: ١٣)، ولا هو يُقصّر في مُحاسبة الخلائق العاقلين ذوي للأخلاق (١ بطرس ١: ١٧). وهو قد اختار مُنعما منذ الأزل أولئك الذين سيأخذهم خاصّةً له (أفسس ١: ٤–٦)، ويُخلّص من الخطية جميع الذين يُقبلون إليه بوسطة يسوع المسيح، ويتبنّى خاصّةً لجميع الذين يُقبلون إليه، ويصير، لدى التبنّي، أباً لخاصّته (يوحنا ١: ١٢، رومية ٨: ١٥، غلاطية ٤: ٥، عبرانيين ١٢: ٥–٩).
الله الابن
نعلّم أن يسوع المسيح، ثاني أُقنوم قي اللاهوت، يَملك جميع المزايا الإلهيّة، وفي هذه هو مُساوٍ للآب ومُماثلٌ له في الجوهر والسرمدية (يوحنا ١٠: ٣٠، ١٤: ٩).
ونُعلّم أن الله الآب خلق ”السماوات والأرض وكل ما فيهن“ حسب مشيئته يسوع المسيح الذي به يقوم ويدوم كل شيء في الوجود وفي العمل (يوحنا ١: ٣، كولوني ١: ١٥–١٧، عبرانيين ١: ٢).
ونُعلّم أنه في التجسُّد (صيرورة الله إنساناً) تنازل المسيح فقط عن امتيازات الألوهية ولكن ليس عن أيّ شيء من جوهر اللاهوت، لا في الدرجة ولا في النوع. فأن ثاني أُقنوم في الثالوث، ذاك الموجود أزلياً، قَبِلَ في التجسُّد جميع خصائص الناسوت الجوهرية، وذلك صار هو الله/الإنسان (فيلبي ٢: ٥–٨، كولوني ٢: ٩).
ونعلّم أن يسوع المسيح يُمثَّل الناسوت واللاهوت في وَحدة غير مُنقسمة (متى٥:٢، يوحنا ٥: ٣٢، ١٤: ٩–١٠، كولوني ٢: ٩).
ونُعلّم أن ربّنا يسوع المسيح وُلِدَ مِن عذراء (إشعياء ٧: ١٣، متى ١: ٦٢–٣٥)، وأنه كان الله مُتجسِّداً (يوحنا ١: ١، ١٤)، وأنّ غرض التجسُّد كان أعلان الله وفداء البشر والسيادة على ملكوت الله (مزمور ٢: ٧–٩، إشعياء ٩: ٧، يوحنا ١: ٢٩، فيلبي ٢: ٩–١١، عبرانيين ٧: ٢٥–٢٦، ١ بطرس ١: ١٨–١٩).
ونُعلّم أن ثاني أقنوم في الثالوث وضع جانباً، عند التجسُّد، حقّه في الكامل امتيازات التواجُد مع اللع، وتقبّل مكانة ابن، واتّخذ وجوداً يُناسِب خادماً، فيما لم يُجرّد ذاته قطُّ من سجاياه الإلهيّة (فيلبي ٢: ٥—٨).
ونُعلّم أن ربّنا يسوع المسيح أتمّ فداءنا بسفك دمه وموته الكفّاري على الصليب، وأن موته كان اختيارياً، نيابياً، بَدَليّاً، تكفيريّاً (يوحنا ١٠: ١٥، رومية ٣: ٢٤ و٢٥، ٥: ٨، ١ بطرس ٢: ٤٢).
ونُعلّم أنه على أساس فعّاليّة موت ربّنا يسوع المسيح، يُعفَى الخاطئ المؤمن من عقاب الخطيّة وعقوبتها وسلطانها، وذاتَ يوم من وجودها بالذات، وأنه يُعلن بارّاً، ويعطى الحياة الأبديّة، ويُتبنّى في عائلة الله (رومية ٣: ٢٥، ٥: ٨ و٩، ٢ كورنثوس ٥: ١٤–١٥، ١ بطرس ٢: ٢٤، ٣: ١٨).
ونُعلّم أن تبريرنا ترسّخ بقيامته بالجسد من بين الأموات، وأنه الآن مُرفّعٌ إلى يمين الآب، حيثُ يتشفّع فينا الآن بصفته شفيعنا ورئيس الكهنة الذي لنا (متى ٢٨: ٦، لوقا ٢٤: ٣٨–٣٩، أعمال ٢: ٣٠–٣١، رومية ٤: ٢٥، ٨: ٣٤، عبرانيين ٨: ٢٥، ٩: ٢٤، ١ يوحنا ٢: ١).
ونُعلّم أن يسوع المسيح سوف يرجع كي يضمّ الكنيسة، التي هي جسده، لنفسه في نهاية الزمان، وبعد أن ينتصر على جميع أعدائه، سيملك مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبدين (أعمال ١ :٩–١١، ١ تسالونيكي ٤: ١٣–١٨، ١ كورنثوس ١٥: ٢٣–٢٧، لوقا ١: ٣٢–٣٣، ١ كورنثوس ١٥: ٢٤).
ونُعلّم أن الرب يسوع المسيح هو الشخص الذي به سوف يُحاكم الله جميع البشر، الأحياء والأموات (يوحنا ٥: ٢٢، ٣٣، ١ تيموثاوس ٤: ١، متى ٢٥: ٣١–٤٦).
فبفضلتهالمسيح هو الوسيط بين الله والناس (١ تيموثاوس ٢: ٥)، ورأس حسده الكنيسة (أفسس ١: ٢٢، ٥: ٢٣، كولوسي ١: ١٨)، والمَلِكَ الكوني الآتي الذي سيملك على عرش داود (إشعياء ٩: ٧–٨، لوقا ١: ٢٢)، هو الديّان الأخير لجميع الذين لا يضعون ثقتهم فيه على أنه الرب والمخلص (متى ٢٥: ٣١–٣٧، أعمال ١٧: ٣٠–٣١).
الله الروح القدس
ونُعلّم أن الروح القدس هو أُقنومٌ إلهيٌ أزليٌ غير مُشتَقً، يملك جميع سجاياه الشخصية الألوهية، بما فيه الفِطنة (١ كورنثوس ٢: ١٠–١٣)، والمشاعر (أفسس ٤: ٣٠)، والإرادة (١ كورنثوس ١٢: ١١)، والسرمدية (عبرانيين ٩:١٤)، والحضور في كُلَّ مكان (مزمور ١٣٩: ٧–١٠)، والعِلم بكل شيء (إشعياء ٤٠: ١٣–١٤)، والقدرة على كل شيء (رومية ١٥: ١٣)، والصادِقيّة (يوحنا ١٦: ١٣). وفي جميع السجايا الألوهية هو مُساوٍ للآب والابن ومن جوهرٍ واحدٍ معهما (متى ٢٨: ١٩، أعمال ٥: ٣–٤، ٢٨: ٢٥–٢٦، ٢ كورنثوس ١٣: ١٤، ثمّ إرميا ٣١: ٣٤ مع عبرانيين ١٠: ١٥–١٧).
ونُعلّم أن عمل الروح القدس هو إجراء المشيئة الألوهية بالنسبة إلى البشر أجمعين. ونُقِرُّ بعمله المُهيمة في الخلق (تموين ١: ٢)، والتجسُّد (متى ١: ١٨)، والإعلانِ المكتوب (٢ بطرس ١: ٢٠–٢١)، وعمل الخلاص (يوحنا ٣: ٥–٧).
ونُعلّم أن عملاً فريداً للروح القدس في هذا الدهر قد بدأ يوم الخميسين حين جاء من عند الآب كما وعد المسيح (يوحنا ١٤: ١٦–١٧، ١٥: ٢٦) لكي يُباشر ويُكمّل بنيان جسد المسيح. ويشمل هذا العمل تبكيت العالم على خطيّة وعلى برًّ وعلى دينونة وتمجيد الرب يسوع المسيح وتغيير المؤمنين إلى صورة المسيح (يوحنا ١٦: ٦–٩، أعمال ١: ٥، ٢: ٤، رومية ٨: ٢٩، ٢ كورنثوس ٣:١٨، أفسس ٢: ٢٢).
ونُعلّم أن الروح القدس هو العامل الفائق في الولادة الجديدة وتعميد جميع المؤمنين وضمّهم إلى جسد المسيح (١ كورنثوس ١٢: ١٣). كذلك أيضاً يسكن الروح القدس فيهم ويقدّسهم ويُعلّمهم ويُعوّيهم للخدمة، ويختمهم إلى يوم الفداء (رومية ٨: ٩–١١، ٢ كورنثوس ٣: ٦، أفسس ١: ١٣).
ونُعلّم أن الروح القدس هو المعلّم الإلهي الذي أرشد الرسُل والأنبياء إلى جميع الحقّ إذ عكفوا على كتابة إعلان الله، أي الكتاب المقدس (٢ بطرس ١: ١٩–٢١). وكلّ مؤمن بالمسيح له حضور الروح القدس ساكناً فيه منذ لحظة الخلاص، وواجب جميع المولودين أن يمتلئوا بالروح القدس أي يكونوا خاضعين لسيطرته (رومية ٨: ٩–١١، أفسس ٥: ١٨، ١ يوحنا ٢: ٢٠، ٢٧).
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17