التحرر من إدمان الإباحية
يشكل إدمان الإباحية مشكلة كبيرة مرتبطة بعالمنا المرتبط بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) إذ أصبح إيجاد المواد الإباحية أو التعرض لها أكثر سهولة من أي وقت مضى في تاريخ البشرية.
المشكلة حقيقية
متوسط السن للشخص الذي قد يتعرض للمواد الإباحية وصل إلى 11 عاماً. 90% من الذكور و60% من النساء الذين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً استعرضوا مواداً إباحية. تشير الإحصائيات إلى أن 68% من الرجال و18% من النساء يستعرضون مواداً إباحية مرة بالأسبوع على الأقل فيما يستعرضه 85% من الرجال و48% من النساء مرة شهرياً.
لكن هذه مجرد أرقام وإحصائيات. إلا أن احتمال قراءتك لهذا المقال غير متعلقة بالأرقام والإحصائيات وإنما تعود لأنك تعاني من مشكلة شخصية في هذه الناحية.
هنالك كم مهول من الخزي المتأتي من المواد الإباحية، فيشعر غالبية الذين يدمنونها بالخزي من مشاركة الآخرين ممن قد يتمكنون من مساعدتهم في التخلص من إدمانهم.
إن كنت جاداً في التخلص من مشكلة إدمان الإباحية، أقدم لك تالياً 5 خطوات أساسية تجعلك تتحرك في الاتجاه الصحيح.
1. توقف عن الكذب على نفسك
هل استخدمت يوماً واحداً أو أكثر من الأعذار التالية لتبرير إدمانك على المواد الإباحية؟
- هذه هي المرة الأخيرة التي أشاهد فيها شيئاً كهذا، فلا بأس لهذه المرة فقط.
- خلقني الله ضعيفاً، فالأمر إذن ليس خطأي.
- أجبرني الشيطان على فعل ذلك، أنا لستُ مُلاماً.
- لا بأس، الجميع يفعل هذا.
- الحاجات الجنسية جزء من الكيان البشري، فالأمر ليس ذي أهمية كبيرة.
- النظر إلى المواد الإباحية أفضل من ممارسة الجنس مع آخرين.
الخطوة الأولى للانفلات من إدمان المواد الإباحية هو التوقف عن الكذب على نفسك والتوقف عن تقديم الأعذار لسبب قيامك بذلك. عليكَ أن تتحمل مسؤولية النظر إلى المواد الإباحية.
2. تحكم بأفكارك
اعتاد غالبيتنا على فكرة أن المشكلة تكمن فيما نفعله وليس فيما نفكر فيه. وهذا منطق مغلوط. فكل فعل نقوم به نشأ في أفكارك أولاً. تحكم بأفكارك، عندها، ستبدأ أعمالك باتباع أفكارك.
إن كنت جاداً بشأن إيقاف إدمانك على المواد الإباحية فعليك أن تتحكم بأفكارك جذرياً. وهذه عملية صعبة. إذ يبدو أن ذهنك يعمل من تلقاء نفسه، لكنه كأي عضلة أخرى، كلما درّبتها كلما أصبحت أقوى وزادت قدرتك على التحكم بها بشكل أفضل.
كل الخطايا تبدأ من الذهن. لذا، فأول خطوة للتغلب على خطيتك هو أن تسيطر على ذهنك وتتحكم بأفكارك.
3. امتنع عن المشاهدة
قد تكون هذه الخطوة أساس كل الخطوات الجوهرية الأخرى. إن كنت تواجه مشكلة مع المواد الإباحية وتريد الانفكاك منها فعليك التقليل أو إلغاء قدرتك على بلوغها.
- هل تشاهد المواد الإباحية من خلال هاتفك الذكي؟ قد تكون الإجابة: التخلص من هاتفك وشراء واحد لا يحوي خاصية الولوج إلى الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
- هل تشاهد المواد الإباحية في حجرة نومك أثناء الليل؟ ربما تحتاج لترك الباب مفتوحاً أثناء فترة النوم.
- هل نقطة ضعفك في منصات التواصل الاجتماعي؟ قد تحتاج لإعطاء كلمات السر الخاصة بحساب الفيسبوك وحساب الانستغرام لشخص آخر ليتمكنوا من رؤية ما تتابعه من خلالهما. قد تحتاج لإلغاء بعض الصداقات أو التوقف عن متابعة منشورات الأشخاص الذين يثيرون فيك الشهوة.
- قد تكون الأفلام والبرامج التي تشاهدنا هي التي تزرع أموراً سيئة في ذهنك وتقودك إلى أفكار غير صحية وغير مفيدة. توقف عن مشاهدتها.
- قد تحتاج لتحميل أداة ترشيح (فلتر) على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بك.
أياً كان السبب الذي يجعلك تصل إلى المواد الإباحية عليك بالحد من استخدامه أو منع وصولك إليه تماماً.
4. اطلب من شخص آخر أن يكون شريكك المحاسبي
لا يمكنك فعل هذا لوحدك. فأنت لست قوياً بما يكفي. خلقنا الله في حاجة لآخر. خلقنا الله لنعيش بين جماعة. ابحث عن شخص تثق فيه، شخص يشاركك بالقيم التي تؤمن بها. شخص لن يذمك بسبب إدمانك، بل يساعدك على محاربته. ومن ثم، تحتاج لأن تكون صادقاً تماماً مع هذا الشخص.
اسمح لصديقك المحاسبي يسألك بطرح الأسئلة الصعبة، مثل:
- هل تقاوم الإغراءات بنشاط؟
- ما هي النجاحات التي أحرزتها هذا الأسبوع في حربك ضد الإغراءات؟
- كيف هي حياة أفكارك؟
- هل نظرت إلى مواد إباحية أو أموراً أخرى عبر الشبكة العنكبوتية مما يغذي إدمانك بدلاً من التخلص منه؟
- ما هي الخطوات الواقعية التي ستأخذها هذا الأسبوع للمثابرة في حربك ضد شهواتك؟
إن كنت جاداً بشأن التحرر من المواد الإباحية، فشارك شخصاً آخر فيما تصارع فيه. من المدهش كم يمكننا أن نصبح منعزلين. فالشيطان يريد منك أن تصارع لوحدك، أما الله فيريدك أن تجلب صراعك إلى النور.
5. تذكر أن الله يحبك
أنت لا تثير اشمئزاز الله. هو لا يشعر بالخزي من الارتباط بك. فالله يحبك ويريدك أن تختبر الحرية من إدمانك. يريدك الله أن تتمتع به لأنه هو مصدر الفرح الحقيقي. وهو يعرف أن عادة إدمان المواد الإباحية تقضي على قدرتك على التمتع به.
قال يسوع المسيح أنك لا تقدر أن تخدم سيدين، فإما أن تحب الواحد وتبغض الآخر. لا يمكنك أن تتبع كل من الله والشهوة في نفس الوقت.
الأخبار السارة التي يحملها الإنجيل هي أن الله يحب الخُطاة، ويخلص الخُطاة، ويجدد الخُطاة، ويفدي الخُطاة. يعلمنا إنجيل الأخبار السارة أن الله يحبنا أكثر من قدرتنا على الاستيعاب. نحن لسنا حثالة عند الله. ولسنا بلا القيمة في نظر الله. نحن لسنا خيبة أمل الله. فالله يعرفنا بكل ضعفاتنا ويحبنا ويريد ما هو الأفضل لنا
يذكرنا الله في كلته أننا، أنت وأنا، لسنا ملكاً لأنفسنا، إذ اشترانا لنفسه بدم المسيح الثمين. فلنتشجع لتمجيد الله في أجسادنا (1كورنثوس 6: 18-20).
إن كنت ترغب ببدء علاقة شخصية مع الله أو لديك أية أسئلة أخرى، فلا تتردد بالتواصل معنا اليوم.
اقرأ مقالات مشابِهة
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17