المعرفة عن المسيح غير كافية

كنت مرةً راكباً في سيارة أجرة وسألت السائق إن كان يعرف مَن هو يسوع المسيح، وقد أحببت إجابته، إذ قال: “أعرف مَن يكون. إن رأيته في الشارع فسأميّزه على الفور. لكن لا تربطنا علاقة.” كانت إجابة صادقة تصف نوعية علاقته مع المسيح. فكلنا نعرف مَن هو المسيح، لكن هل نعرفه حقاً معرفةً شخصية؟ أعرف الكثير من الناس معرفة سطحية، لكن أولئك الذين يعرفونني على مستوى شخصي عميق قليلون. معرفة اسم المسيح وبعض المعلومات الأساسية عنه ليست كافية.

ذات مرة سأل المسيح تلاميذه سؤالاً ملفتاً للاهتمام: “مَن يقول الناس أني أنا؟” (مرقس 8: 27). فأجاب أتباعه “البعض يقولون يوحنا المعمدان، آخرون يقولون إيليا، وآخرون إرميا أو أحد الأنبياء”. من ثم انتقل يسوع من سؤال عام عن رأي الآخرين إلى سؤال شخصي “وأنتم، مَن تقولون أني أنا؟” هذا هو أهم سؤال يمكنك أن تجيب عليه يوماً: “مَن تقول أن المسيح هو؟”

القصة الأكثر تفصيلاً وكمالاً عن حياة وتعليم وعمل المسيح تصدر عن الكتاب المقدس في الأناجيل. نجد هناك أربعة شهود أو مبشرين هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا، الذين كتبوا بوحيٍ من الروح القدس سرداً تفصيلياً لحياة يسوع المسيح. بدأ البشير لوقا إنجيله معبِّراً عن سبب رغبته بهذا السرد التفصيلي قائلاً “رأيت .. أن أكتب على التوالي إليك .. لتعرف صحة الكلام الذي عُلِّمتَ به” (لوقا 1: 3، 4). أنهى البشير يوحنا إنجيله بقوله “وأما هذه فقط كُتِبَت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه” (يوحنا 20: 31).

بعد أن طرح يسوع على تلاميذه سؤال مَن يعتقدون أنه هو أجاب بطرس وقال “أنت هو المسيح ابن الله الحي” فأجاب يسوع وقال له “طوبى لك يا سمعان بن يونّا، إن لحماً ودماً لم يُعلِن لكَ، لكن أبي الذي في السماوات” (متى 16: 16، 17).

لا يكفي أن تعرف أن المسيح كان نبياً أو معلماً عظيماً، أو أنه أجرى معجزات، أو أنه أُرسِل من الله. كل هذه الأمور جيدة, لكن مجرد المعرفة عن المسيح لا تكفي، علينا أن نعرفه ونختبره بشكل شخصي. يدعونا يسوع لاتباعه بوعد أنه سيعطينا الحياة الأبدية. “خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي” (يوحنا 1-: 27-28).

ماذا عنك؟ مَن تقول أن المسيح هو؟ هل تعرف صوته؟ هل تتبعه؟ هل تقابلت معه؟ إن كنت كذلك فيمكنك أن تكون متأكداً أن الله يعرفك ويحبك وأنه لن يتركك أو يتخلى عنك أو ينكرك. إن لم تكن متأكداً مَن هو المسيح، إن لم تكن تسمع صوته أو تتبعه، يمكنك أن تفعل هذا كل يوم. فيداه مفتوحتان دائماً لقبول أي شخص يأتي إليه بإيمان.

إن أردتَ أن تعرف المزيد عن كيفية اتباع يسوع، تواصل معنا وسنساعدك!

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8