لماذا لا يقول المسيح “أنا هو الله، اعبدوني”؟

إن كنت تقرأ هذا المقال فأنت غالباً لم تقرأ الإنجيل قط. إن قرأت الإنجيل يوماً فحتماً ستلتقي مع يسوع المسيح وجهاً لوجه. ستعرفه مع الشخص الفعلي الذي عاش على هذا الأرض وتنشق هواءها ومشى على ترابها. وأعتقد أنك ستندهش مما ستراه. فيسوع المسيح ليس كأي شخص آخر في تاريخ البشرية.

هل عملت يوماً مع شخص يشعر بعدم الأمان؟ فهم يذكرونك دوماً بأنهم هم الآمرون ويحاولون فرض سيطرتهم على كل مَن يعمل لصالحهم؟ يخاف الرؤساء الذين يشعرون بعدم الأمان من فقدان سلطتهم، وهو قلقون دوماً حيال ما يعتقده الآخرين عنهم. لا شيء أسوأ من العمل مع شخص يذكرك دائماً بأنه هو المسؤول.

هذه هي الفكرة التي يأخذها الناس عن المسيح. لكن حقيقة المسيح هي عكس ذلك تماماً. فهو لا يشعر بعدم الأمان في شخصه. فكما نقرأ في الإنجيل نحن لا نرى المسيح متجولاً في محاولة للدفاع عن نفسه أو إخبار الآخرين عن نفسه مطالباً أن يؤمنوا فيه. وهو لا يتحدى الناس لاجتراح معجزات أفضل منه. ولا يقول للجميع أنه نبي أو أنه ذو أهمية أو أنه الله في جسد بشري.

في الحقيقة، ما نكتشفه عن المسيح هو أنه غالباً ما يفعل ما يلغي نفسه. فيخبر أتباعه أو الجموع التي شفاها ألا يخبروا أحداً (متى 16: 20؛ مرقس 3: 12؛ لوقا 9: 21). في الحقيقة، بعض أعظم المعجزات التي أجراها تمت في السر. لماذا؟ لأن المسيح لم يكن يشعر بعدم الأمان. فهو لم يكن بحاجة لموافقة أحد أو لتأييد بشر. لقد كان يعرف مَن هو ومن أين جاء وما كانت مهمته.

لم يطلب يسوع المسيح من الناس أن يعبدوه. لكن ما فعله بدلاً من ذلك كان أن يدعو الناس لمعرفته. لم يقل المسيح “أنا هو الله، اعبدوني” بل قال بدلاً من ذلك “تعالوا إلي وأنا أريحكم” (متى 11: 28). لا يشعر المسيح بعدم الأمان بل هو يجلس مع الناس مقدماً لهم الحب بدلاً من محاولة جعلهم يسجدون له. وبدلاً من محاولة أن يكون الأعظم أصبح هو خادماً للكل. وبدلاً من محاولة إثبات ألوهيته كان يتراحم على الخطاة ويغفر لهم خطاياهم. وبدلاً من إجبار الناس على اتباعه قام بدعوة الضعفاء والضالين والمكسورين والخطاة للمجيء إليه ليكونوا أصدقاءه. لا يطالب المسيح بالعبادة والإكرام بل سلم حياته من أجلك لكي تتمتع معه إلى الأبد. لم يكن المسيح يشعر بعدم الأمان بل  كان يعرف مَن هو ولذلك لم يقل “انا هو الله، اعبدوني” بل قال بدلاً من ذلك “السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يوحنا 10: 10-11).

صديقي العزيز، كل ما هو المسيح وكل ما فعله كان من أجلك أنت. ملؤه وكماله هما لك إن طلبت يسوع المسيح مخلصاً لك (يوحنا 1: 16). لا يطالبك يسوع المسيح بأن تسجد له بل يدعوك باسمك بمحبة ولطف قائلاً “تعال إليّ وأنا أريحك”.

إن كنت ترغب بالمجيء ليسوع المسيح فيمكنك ذلك اليوم. تواصل معنا ونحن سنساعدك على خطوة أولى خطواتك نحو حياة جديدة في المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8