من هو الرسول بولس؟

الرسول بولس هو أحد الأشخاص الأكثر تأثيراً في تاريخ المسيحية أجمع. لقد كتب 13 رسالة في العهد الجديد وساعد على انتشار الإنجيل في أرجاء الامبراطورية الرومانية الوثنية.

لكن من كان الرسول بولس؟

لم يكن بولس من تلاميذ يسوع المسيح الاثني عشر الأوائل. في الحقيقة، كره بولس الإنجيل بل واضطهد الكنيسة إلى أن دخل في محادثة معجزية عندما كان في طريقه إلى دمشق ليضطهد أتباع المسيح هناك.

كان بولس (الذي كان يُدعى شاول قبل اتباعه للمسيح) من عشيرة بنيامين (فيلبي 3: 5) لكن مولود في تركيا الحديثة والتي كانت جزءاً من الامبراطورية الرومانية الأمر الذي جعل منه مواطناً رومانياً (أعمال 16: 37؛ 22: 25). وأمضى جزءاً كبيراً من حياته المبكرة في أورشليم (القدس) يتتلمذ عن معلم يهودي مشهور اسمه غمالائيل (أعمال 22: 3). ومثل أبيه، كان بولس فريسياً (أعمال 23: 6)، وعضواً في أكثر الجهات الدينية اليهودية تزمّتاً (فيلبي 3: 5).

ارتد بولس بطريقة معجزية عندما كان في طريقه إلى دمشق لاعتقال المسيحيين في تلك المدينة. فظهر له المسيح القائم من بين الأموات شخصياً ومنذ ذلك اليوم بدأ بولس بإعلان رسالة الإنجيل (أعمال 9: 20). بعد هروبه من التهديد الوشيك على حياته في دمشق (أعمال 9: 23-35، 2كورنثوس 11: 32-33) امضى بولس ثلاث سنوات في العربية (ربما في البتراء) (غلاطية 1: 17-18). خلال هذا الوقت، تلقى الجزء الكبير من عقيدته بإعلان مباشر من الرب يسوع المسيح ذاته (غلاطية 1: 11-12).

أكثر من أي فرد آخر، كان بولس مسؤولاً عن انتشار المسيحية في الامبراطورية الرومانية. لقد ذهب في ثلاث رحلات تبشيرية عبر عالم الشرق الأوسط واعظاً بالإنجيل بلا كلل زراعاً الكنائس التي سعى مراراً لإهلاكها (أعمال 26: 9). بعد عودته إلى أورشليم حاملاً عوناً مالياً للكنيسة المحتاجة هناك تم اتهامه زوراً من قِبَل بعض اليهود (أعمال 21: 27-29)، وضُرب بوحشية على يد عصبة غاضبة (أعمال 21: 30-31)، ومن ثم تم اعتقاله من قِبَل الرومان. ومع أن اثنين من الحكام الرومان وهما فيلكس وفيستُس بالإضافة إلى هيرودس أغربا لم يجدوا شيئاً يمسكونه عليه مذنباً لأي جرم ضغط عليهم قادة اليهود لإبقاء بولس في سجن الرومان.

بعد سنتين، مارس الرسول بولس حقه كمواطن روماني واستأنف قضيته أمام قيصر. بعد رحلة خطيرة (أعمال 27-28) شملت عاصفة عنيفة دامت مدة أسبوعين في البحر أسفرت عن تحطم السفينة، وصل بولس إلى روما. وأخيراً أُطلِق سراحه لفترة وجيزة من الزمن قبل أن يؤسَر من جديد في روما وإلقائه في السجن وفي النهاية قطع رأسه سنة 67 بعد الميلاد بسبب إيمانه في يسوع المسيح.

بالرغم من عدم جاذبيته الجسدية (2كورنثوس 10: 10؛ غلاطية 4: 14)، إلا أن بولس تمتع بقوة داخلية منحت إليه بالروح القدس (فيلبي 4: 13). نعمة الله أثبتت كفايتها لتوفير كل ما يحتاج إليه (2كورنثوس 12: 9-10) ومكّنت خادم المسيح النبي هذا من إنهاء سباقه الروحي بنجاح (2تيموثاوس 4: 7).

كتب بولس رسائل العهد الجديد وهي رومية، كورنثوس الأولى والثانية، غلاطية، أفسس، فيلبي، كولوسي، تسالونيكي الأولى والثانية، تيموثاوس الأولى والثانية وتيطس وفليمون.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8