هل يمكن الوثوق بالآخرين بحسب رأيك؟

كمجتمع بشري نميل للاعتقاد بأننا نعيش في عالم يمكننا الوثوق بالناس الذين فيه. لكن حقيقة الأمر هي أن ثقتنا في الناس والمؤسسات ضعيفة جداً. الحكومات التي ينبغي عليها أن تفعل قدر استطاعتها لرفع مستوى المعيشة لشعوبها لا تفعل سوى زيادة أسعار المواد الأساسية ورفع الضرائب فيما تبقى الأجور متدنية جداً.

أحياناً نعتقد أن أفراد عائلتنا المقربين هم الذين يحمون ظهورنا لنتبيّن لاحقاً أنهم مخادعون يسعون وراء مصالحهم الخاصة. كم مرة تم خداعك من قبل صديق أو قريب اعتقدت أنك تثق فيه؟ كم مرة شاركت في كشف أسرار أو نشر إشاعات عن شخص اعتقد أن بإمكانه الوثوق فيك؟

حتى أجهزة هواتفنا الخلوية “تتجسس” علينا وتطبيقات التواصل الاجتماعي تتبّعنا في كل حركة نقوم بها وكل موقع نتصفّحه وكل نص نرسله.

الحقيقة هي أننا لا نثق بالناس والمؤسسات إلا قليلاً ولسبب وجيه. إذاً، بمن يمكننا الوثوق؟

تصف الديانات الله أحياناً بطريقة تجعلنا نتساءل إن كان بإمكاننا وضع ثقتنا فيه. نسمع قصصاً عن رحمة الله عندما يظهر الرحمة للخُطاة بناء على معيار  اعتباطي ومن ثم نسمع قصصاً اخرى عن عقاب الله للناس بناء على معيار اعتباطي آخر. يعلم بعض القادة الدينيون أن الله قد يطرح جميع الذين آمنوا فيه إلى النار في يوم الدينونة ويقبل كل الهندوس فيدخلهم إلى الجنة. إنهم يقولون “يستطيع الله أن يفعل ما يشاء”، لكن إن كان هذا صحيحاً، فهل يمكن الوثوق به فعلاً؟

يعطينا الكتاب المقدس وصفاً مثيراً للاهتمام لطبيعة الله وشخصه فيما يتعلق بمصداقيته. تقول الآية “الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَحَوُّلٌ، وَلاَ ظِلٌّ لأَنَّهُ لَا يَدُورُ (يعقوب 1: 17). إنه تعبير جميل عن أمانة الله وتذكير لنا بأنه حتى لو خدعنا أفراد عائلتنا وأصدقاؤنا وحكومتنا وكذبوا علينا إلا أن الله يبقى أميناً وصادقاً. وإن جئتَ إلى الله من خلال يسوع المسيح فإنك ستنتمي إليه وهو لن يتركك أبداً أو يتخلى عنك. هو لن يخلف بأي وعد أعطاه لك. إنه موضع ثقتك الكاملة لأن “لاَ ظِلٌّ لأَنَّهُ لَا يَدُورُ“. وعد الكتاب المقدس أن كل الذين يضعون إيمانهم في يسوع المسيح من أجل خلاصهم لن يُخذَلوا أبداً. (رومية 10: 11)

لن يكذب الله عليك أبداً. هو لن يخدعك أو يغشك. وإن وضعت ثقتك فيه من خلال تضحية وعطية يسوع فإن الله سيكون معك وليس ضدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8