ما هِيَ السماء؟

جميعُنا يتسائل: كيف ستبدو السماء؟

وقد تصَّوَر البعض السماء أنَّها حالةٌ من الخيال، تَطوف فيه مجموعةٌ من الغيوم حول المكان بينما يجلسُ عليها من يعزفون القيثارات. أمَّا بعض الناس، فيعتقدون أنَّ السماء حالةٌ ماديَّة وأرضيَّة، تجد فيها الحدائق والأنهار والأشجار، ويكون رجاؤهم أنَّ كلَّما كانَ مُحَرَّمًا على الأرض سيصبح مُحلَّلاً في السماء.

إنّ وُجهتَي النظر السابقتَين عن السماء محدودتان جدًّا وتفتقدان الفكرة الإجماليَّة؛ إذ يتحدَّث الكتاب المقدَّس عن المجد الذي لا يمكن تصوُّره الذي ينتظرنا في السَّماء. ’’مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ‘‘ (1 كورنثوس 2: 9). ما أعدَّه الله لك يفوق ما قد تتخيَّله.

يعطينا الكتاب المقدَّس لمحةً أُخرى عن الفرح الذي يفوق تصوُّره الخيال، الفرح الذي ينتظرنا في السماء، فيقول: ’’لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ‘‘ (أفسس 2: 7). يُخبرنا هذا العددُ الكتابيُّ أنَّ هناك نعمةً فائقةً تنتظرنا في السماء!  لماذا يستخدم الكتاب المقدَّس كلمة ’’فائقة‘‘؟ لأنَّك لن تتمكَّن من أن تقيس كميَّة الفرح اللامحدود الذي ستغمرك السماء به؛ لن يكون هناك أيَّامًا مملَّة في السماء كما يخشى بعض الناس. سيأتي كلُّ يومٍ جديد بفرحٍ جديد، وستمضي تجارب المتعة القديمة، لتُسكب عليك اختبارات جديدة من مجد الله. لهذا يستخدم الكتاب المقدَّس كلمة ’’غنى‘‘ ويشير إلى ’’غنى مجده‘‘؛ أي مجد الله الذي لا ينفد أو الذي لا يمكن قياسه أو الذي لا يمكن تصوُّره. هذا ما خلقك الله لأجله.

يفوق الكتاب المقدَّس جميع أشكال الفرح الوقتيَّة التي تعدك ’’أن الفرح يأتيك عندما تستمتع بما هو ملموس؛ كشُربِ الخمر أو الجنس أو الأكل…‘‘. لكنَّ مفهوم الكتاب المقدَّس للسماء أفضل من ذلك.

يقول الكتاب المقدَّس أن سبب الفرح في السّماء هو أنّ الله بنَفسِهِ سيكون معنا: ’’أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ‘‘ (1 يوحنا 3: 2). ما أروع هذه الرؤيا التي سنُبصره! رؤيا لا يراها إلَّا الملائكة. سنكون مع الله الذي هو مَصدَر الحياة، ومَصدَر الصلاح والبَرَكات والجَمال والفَرح. سوف نرى الله كما هو. لماذا تُعدُّ السماء مكانًا رائعًا؟ لأنَّ الله بنفسه سيكون في وسَطِنا.

في نهاية الكتاب المقدَّس يُعطينا الله صورة جميلة عن السلام والمجد الذي ينتظرنا في السَّماء: ’’وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: “هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”‘‘ (رؤيا يوحنَّا 21: 3).

يتحدَّانا المسيح فيقول: ’’لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا‘‘ (متى 6: 19-21) أين تُخبِّئ كنزك؟ هل تحمِّسك فكرة الفرح الأبديِّ مع الله في السماء؟ أم أنَّ قلبك وكنزك مُخبَّئ في الأشياء الأرضيَّة؟

إن كُنتَ تريد أن تعرف المزيد عن كيفيَّة التأكُّد من حصولك على الحياة الأبديَّة، تواصل معنا اليوم لنساعدك على أن تأخذ الخطوة الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8