كيف أضمن ذهابي للجنة؟

هل تساءلت يوماً إن أمكنك أن تعرف يقيناً إن كنت ستذهب للجنة؟ أعتقد أن غالبية البشر قد طرحوا على أنفسهم هذا السؤال أكثر من مرة.

تتحدث كل الديانات عن الجنة والمكافأة التي ستحصل عليها إن ثابرت على الإيمان والأعمال الصالحة. وتُدلي كل الديانات الجنة أمام أنظار الناس لكن خارج متناولهم. كما أن غالبية الديانات تجيب على التساؤل حول الجنة بـ”لا، لا يمكنك أن تتأكد يقيناً أنك ستذهب إلى الجنة، لذا عليك أن تدأب على العمل الصالح وربما سيسمح لك الله بدخول الجنة في النهاية.” إنها طريقة لإخافة الناس وإلزامهم بالديانة.

لكن يسوع المسيح يقلب هذا الأمر رأساً على عقب. فبدلاً من أن يحاول إخافة الناس واستخدام هذا الخوف كأداة لحثهم على اتباعه، أراح المسيح الناس وطمأنهم بالنسبة للمكان الذي سيذهبون إليه بعد الموت ووقوفهم أمام الله في يوم الدينونة.

نحن أناس لدينا تساؤلات وشكوك خاصة بأدائنا، لكن الكتاب المقدس هو كتاب الوعود التي تلاقينا حيثما نحن ومن ثم ترفعنا إلى مستوى أعلى.

إذاً، كيف يجيب يسوع المسيح على هذا السؤال الخاص بضمان الجنة؟

أولاً، يحوّل الإنجيل انتباهنا بعيداً عن أدائنا الخاص ويركّزه على يسوع المسيح. كل الديانات تطلب منك البحث في أعماق نفسك لتكتشف إن كنت صالحاً بما يكفي لاستحقاق الجنة. لكن يسوع المسيح يقول أن ليس بإمكاننا أن نكون صالحين بما يكفي لاستحقاق الجنة. للوهلة الأولى يبدو هذا قولاً قاسياً يصعب على الناس تقبّله، فالجميع يريدون أن يعتقدوا أنهم صالحين بما يكفي وأنهم ليسوا أِشراراً حقاً. لكن الحقيقة هي أننا جميعاً نخطئ ونقصّر يومياً في تطبيق معايير الله الكاملة لحياتنا.

يعلم الكتاب المقدس أن لدينا “رجاء حيّ(1بطرس 1: 3) في عمل يسوع المسيح الكامل. رجاؤنا بالحياة الأبدية مع الله في الجنة لا ينبع من محاولاتنا لإطاعة شريعة الله بالتمام والكمال. فلا رجاء حي هناك لأننا جميعاً نفشل في ذلك بشكل يومي.

لكن الرجاء الحي الذي يخبرنا عنه الكتاب المقدس ينبع من إيماننا في يسوع المسيح فادياً ومخلصاً لنا. وما الذي يقوله المسيح عن كل أولئك الذين يضعون إيمانهم فيه؟ “أنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد(يوحنا 10: 28). يا له من وعد مذهل. يعلم الكتاب المقدس أن لك “ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظٌ في السماوات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ، لخلاصٍ مُستَعَدّ أن يُعلَن في الزمان الأخير(1بطرس 1: 4-5). لا يوجد تلاعب هنا، ولا استغلالٌ للجنة أداةً لإبقائك خائفاً. لا يوجد سوى الوعد والتأكيد والضمان والراحة.

يقدم المسيح دعوة لكل مَن يدلك أن ليس بإمكانه دخول السماء بناء على جهوده الخاصة: “تعالوا إليّ يا ثقيلي الأحمال وأنا أريحكم(متى 11: 28). هل ترى الوعد “سأريحكم”. لا يوجد “ربما” أو “لو”، لا يوجد سوى “سوف” أريحكم.

وهذه الدعوة مقدَّمة لك اليوم إن أردت ذلك. يسوع المسيح لا يرفض أبداً أي خاطئ يأتي إليه باحثاً عن الرجاء الحي. إن كنت تريد أن تعرف كيف يمكنك أن تتأكد من محبة الله لك ومكانك في السماء، تواصل معنا اليوم وسنساعدك على البدء.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8