المساواة الكاملة أمام الله 

يتحدَّث الكتاب المقدَّس، الذي هو كلمة الله، عن المساواة بطريقتين مختلفتين؛ الأولى مُدَمِّرة والثانية مجيدة وتفوق الهَمّ.

أوَّلاً، يتحدَّث الكتاب المقدَّس عن المساواة بيننا نحن الخطاة: ’’إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ‘‘ (رومية 3: 23). ليس هناك ما يميِّز الفقير عن الغني؛ فكلاهما خُطاة. المتدَيِّن خاطئ تمامًا كما الوثنيُّ. جميعُنا مذنبين بالتعدي على شريعة الله، ممَّا يُسبِّب الألم لنا ولِمن حولنا. كما أنَّ التعدِّي خيانة لله الذي نَدينُ لهُ بالولاء التامّ. فيقول الكتاب المقدَّس: ’’لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ‘‘ (رومية 6: 23). إن كُنتَ تظنُّ أنَّك صالحٌ كفاية لتدخل السماء بناءً على أعمالك الصالحة، وإن كنتَ تظنُّ أنَّك لم تتعدَّى على شريعة الله، يُعلن الكتاب المقدَّس أنَّ ’’أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ‘‘ (رومية 3: 10). وهذا للأسف يضُمُّني أنا وأنت.

هذه هي المساواة في الخطيَّة الموحشة التي يتكلَّم عنها الكتاب المقدَّس، لكنَّ الكتاب لا ينتهي هنا.

يَصف الكتاب المقدَّس حالتنا بأنَّها سيئة بالفعل، لكنَّه أيضًا يوضِّح بطريقةٍ جميلة حبَّ الله لنا نحنُ المكسورين والخطاة المتمرِّدين. ويُقابلنا الكتاب المقدَّس عند يأسنا وتعاستنا ويأتي لنا بأخبارٍ سارَّةٍ: ’’وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا‘‘ (رومية 5: 8)، وأيضًا: ’’لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ‘(يوحنَّا 3: 16). الله يُحِبُّك بالرغم من خطيَّتك وضعفاتك. هو يراك ويعرفك ويُحبُّك. وقد أرسل الله يسوع المسيح لكي يفدي جميع الذين يأتون إليه للخلاص.

يقول الكتاب المقدَّس: ’’لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ»‘‘ (رومية 10: 9-13).

تعني عبارة ’’لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ‘‘ أنَّه لا يُهمُّ من أين تأتي أو ماهيَّة خلفيَّتك؛ إن كُنتَ متديِّنًا أو غير متدَيِّن، عربيًّا أو أجنبيًّا، مسيحيًّا كنت أو مُسلِمًا، ذا أخلاق حميدة أو حتَّى خاطئًا سيِّئًا، فإنَّ الله يُحِبُّكَ ويريد أن يسكب عليك من غِنى خلاصِهِ وفدائهِ وتجديدهِ، فقط إن أتيت إليه.

يعلِّمُنا الكتاب المقدَّس نوعان من المساواة؛ الأولى أنَّنا جميعًا خطاة ونستحقُّ الإنفصال عن محبَّة الله إلى الأبد، والثانية هي أنَّ الله يحبُّك ويقدِّم لَكَ، بِلا تميّيز عن غيرك، الحياة والخلاص بواسطة عمل يسوع المسيح على الصليب. يمكِنُك أن تنال جميع ما فعله المسيح لَك إن آمنتَ به اليوم.

إن كنتَ تريد أن تعرف أكثر عمَّا فعلهُ يسوع المسيح من أجلك، أو كيفيَّة أن يعود عَمَلَهُ عليك بالنفع، تواصل معنا وسنساعدك أن تبدأ.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8