كيف أطيع الله؟ الوصايا العشر

نثق ونعتمد تماماً على عمل يسوع المسيح الكامل على الصليب من أجل سلامنا مع الله (رومية 1:5). نؤمن أن الله يعتبرنا بارّين ومقبولين أمامه بناء على ما فعله المسيح من أجلنا. نسمي هذا “البر المنسوب”، أي أننا لسنا أبراراً من أنفسناً بناء على أعمالنا، وإنما نُحسَب أبراراً لأن كل ما يطلبه الله قد تمّ من أجلنا بواسطة يسوع المسيح فنسب لنا البر من خلال الإيمان به. لذلك، نسعى لأن نحيا الحياة بأفضل طريقة نقدر عليها، ليس لنكتسب الحق بالوقوف أمام الله وإنما لأننا أخذنا هذا الحق بالوقوف أمامه مُسبَقاً بهيئة عطية مجانية. لذا ينبغي أن نحيا كل حياتنا في سعي للتقوى والطهارة.

لهذه الغاية أعطانا الله شريعته ليساعدنا على عيش حياتنا بطريقة تسرّه وتكون بركة للذين حولنا. نحن لا نطبّق شريعة الله لنكسب الرحمة منه، فنحن ننظر إلى المسيح من أجل ذلك. لكننا نطبّق شريعة الله لأننا وجدنا الرحمة من خلال المسيح.

سنتمعن بسرعة في الوصايا العشر التي أعطاها الله لشعبه على جبل سينا بعد أن أخرجهم من العبودية في مصر. هذا المقطع موجود في الأصحاح 20 من سفر الخروج في الكتاب المقدس.

تتلخص الوصايا العشر بما يلي: “أَحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ فِكْرِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ” (مرقس 12: 29-31).

تنقسم الوصايا العشر إلى قسمين: الأول مرتبط بعلاقتنا مع الله والآخر بعلاقتنا مع المجتمع.

القسم الأول – علاقتنا مع الله

1. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي

ما معنى هذا؟ هذا لا يعني أن هناك آلهة أكثر من الله الحقيقي الواحد لكنه يعترف بأن قلب الإنسان ما هو إلا عبارة عن مصنع للأوثان وأننا نميل يومياً للبحث عن الرجاء والملجأ والمعنى في أشياء أخرى عدا عن الله. الوصية الأولى تذكرنا بأن علينا أن نجد الرجاء في الله وحده وأن يكون إيماننا فيه وحده. علينا ألا نعتمد على مكانتنا في المجتمع أو الزواج أو الوظيفة أو الشخصية أو الغِنى أو العائلة أو أي شيء آخر في هذا العالم من أجل رجاءنا وسعادتنا. عندما نضع إيماننا وثقتنا في شيء غير الله فإننا نخالف الوصية الأولى.

ما هو المطلوب؟ أن نعترف أن الله هو الله الحق الوحيد، وهو إلهنا، وأن نعبده ونمجّده بحسب ما كشفه عن نفسه من خلال الكتاب المقدس.

ما هو الممنوع؟ إنكار أو عدم عبادة أو تمجيد الله الحقيقي بصفته الله وإلهنا ومنح تلك العبادة والتمجيد لأي شخص آخر أو شيء أو فكرة.

2. لا تجعل لك صوراً منحوتة ..لا تنحني أمامها أو تخدمها.

ما معنى هذا؟ يريدنا الله أن نعبده من كل قلوبنا وأنفسنا. عندما يكون الله مسروراً بنا نكون نحن راضين فيه. أعطانا الله كلمته ليس لمجرد تعليمنا مَن يكون وإنما كيف ينبغي بنا أن نعبده كذلك. من الضروري لنا أن نقرأ كلمة الله ونكتشف مَن هو لكي نتمكن من عبادته بشكل لائق. عبادة صورة خاطئة عن الله في عيون أذهاننا أو نسب صفات له تعاكس  طبيعته المقدسة أمور سيئة مثل السجود لوثن أو دعوة هذا الوثن إلهاً لنا.

ما هو المطلوب؟ قبول وملاحظة والحفاظ على نقاء العبادة والأوامر الإلهية التي عيّنها الله في كلمته.

ما هو الممنوع؟ عبادة الله من خلال الصور أو أي شيء لم يُحدد في كلمته.

3. لا تحلف باسم الرب إلهك باطلاً

ما معنى هذا؟ مثلما تتعلق الوصيتان الأوائل بالمحافظة على طهارة عبادتنا للرب فإن هذه الوصية أيضاً تذكرنا بأن علينا ألا نستخدم اسم الله القدوس أبداً لدعم أي أمر خاطئ أو زائف. كما لا ينبغي علينا أن نسلك في أية طريق تضعنا في موضع ندين فيه الآخرين لأن الله وحده هو الذي يقاضي وسيدين جميع الأحياء والأموات. وإنما علينا أن ندعو اسم الله ليلاً ونهاراً طالبين منه العون واثقين أنه يسمع صلواتنا. وعلينا أن نستخدم اسم الله في خدمة الخير والحق عارفين أن كل شيء صالح لدينا يأتي منه وعلينا أن نستخدمه لخدمته. الوصية هي تذكير لنا لأن نجلب أتعابنا وما يقلقنا وأعباءنا ونضعها أمام الله من خلال الصلاة عالمين أنه يهتم بنا.

ما هو المطلوب؟ أن نستخدم اسماء الله وألقابه وصفاته وشرائعه وكلمته وأعماله ما يخدم الخير. وأيضاً أن ندعوه بالصلاة.

ما هو الممنوع؟ تدنيس أو إساءة استخدام أي شيء يكشف الله عن نفسه من خلاله.

4. اذكر يوم السبت لتقدسه

ما معنى هذا؟ يعطينا الله بلطفه نحونا تذكيراً ثنائياً في هذه الوصية؛ فأجسادنا بحاجة للراحة لذا علينا أن نأخذ يوماً واحداً من الأسبوع لنستريح فيه من أعمالنا اليومية. والتذكير الثاني هو أن الله يريدنا، نحن المؤمنون، أن نجتمع مع مؤمنين آخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل لنقدم تسبيحاتنا له ونسمع كلمته ونقرأها ونتعلمها ونرنم الترانيم ونصلي له مع جماعة المؤمنين. في العهد القديم كان هذا اليوم محصوراً بيوم السبت لكننا لم نعد ملزمين بيوم محدد أو مكان محدد في العهد الجديد.

ما هو المطلوب؟ أن نرتاح من أعمالنا العادية يوماً واحدة من سبعة أيام. أن نجتمع مع مؤمنين آخرين بشكل أسبوعي لقراءة كلمة الله علانية وعبادة الله معاً.

ما هو الممنوع؟ الاعتقاد أننا لا نحتاج للاجتماع معاً والتعلم من بعضنا بعضاً أو خدمة واحدنا للآخر.

القسم الثاني – علاقتنا مع بعضنا بعضاً

5. أكرم أباك وأمك

ما معنى هذا؟ علينا أن نقدم تكريماً خاصاً لوالدينا. أن نكرم والدينا يعني أن نحبهما وأن نطيعهما وأن نظهر لهما التواضع. ضمن هذه الوصية يوجد تذكير لنا بإكرام كل مَن لهم سُلطان فوقنا، ليس فقط والدينا، لكن في العمل علينا أن نكرم رؤساءنا ونخضع لهم، وفي المدرسة علينا أن نكرم المعلمين، وفي المجتمع علينا أن نطيع الحكومة ونحترم قوانين البلاد.

ما هو المطلوب؟ أن نحافظ على إكرام وطاعة كل مَن لهم سلطان علينا.

ما هو الممنوع؟ أن نتجاهل الإكرام والواجب المفروض نحو كل مَن له سلطة علينا أو أن نفعل أي شيء ضدهم.

6. لا تقتل

ما معنى هذا؟ هذه الوصية بأن لا تقتل لا تشمل مجرد قتل إنساناً آخراً وإنما تشمل كل شيء يسبّب الأذى بأية طريقة لإنسان آخر أو يمنعه من الازدهار. علينا أن لا نقتل أو نكره أو نؤذي أي إنسان آخر من خلال أعمالنا أو كلماتنا أو أفكارنا. ينبغي أن يكون هدفنا نجاح وصحة وانتعاش جميع الناس حتى لو كانوا أعداءنا.

ما هو المطلوب؟ أن نفعل كل شيء مسموح للحفاظ على حياتنا وحياة الآخرين.

ما هو الممنوع؟ انتزاع حياتنا أو حياة أي إنسان آخر  أو الجَوْر عليه أو فعل ما يؤذيه.

7. لا تزنِ

ما معنى هذا؟ أمر الله بهذه الوصايا ليكون فيها أفضل انتعاش ليس فقط لنفسنا وإنما للآخرين أيضاً بالإضافة على المجتمع بأكلمه. أمر الله بالزواج ليكون الرباط المناسب الوحيد للعلاقات الجنسية. علينا أن لا نرتكب الزنا جسدياً أو فكرياً من خلال تغذية أفكار الشهوة في أذهاننا. وإنما علينا أن نفعل كل ما يمكننا فعله للحفاظ على وقار ونقاء جميع الناس ليس فقط جسدياً وإنما في أفكارنا أيضاً. لا ينبغي بنا أن نشارك الآخرين في محادثات شهوانية أو  أن نثير الآخرين ليفكروا بأفكار غير طاهرة حول أي إنسان آخر. أن نشتهي إنساناً آخراً في قلوبنا ما هو إلا خطية وعلينا أن نهرب منها.

ما هو المطلوب؟ الحفاظ على عفّتنا وعفة الآخرين في قلوبنا وكلامنا وسلوكنا.

ما هو الممنوع؟ جميع الأفكار والكلمات والسلوك غير الطاهر.

8. لا تسرق

ما معنى هذا؟ علينا أن لا نسرق أو نغش أو نكون غير صادقين في أماكن عملنا. علينا أن نكون صادقين في كل تعاملاتنا وشفافين بالنسبة للآخرين. علينا أن نحترم ممتلكات الاخرين ونستخدم مصادرنا الخاصة لمساعدة أولئك الأقل حظاً منا. كل ما نملكه ونمتلكه ينبغي أن يُستخدم لإعطاء المجد لله.

ما هو المطلوب؟ العمل الشرعي وزيادة الوفرة سواء لأنفسنا أو للآخرين.

ما هو الممنوع؟ كل ما يعيق الوفرة لأنفسنا أو لغيرنا بشكل غير عادل.

9. لا تشهد ضد قريبك بالزور

ما معنى هذا؟ لا ينبغي أن نكذب أو أن نكون غير صادقين، وإنما علينا أن نعكس صفات الله الذي لا يكذب. علينا أن نكون صادقين مع رؤسائنا في العمل وزملائنا وشريك حياتنا وأصدقائنا وأقربائنا. ينبغي أن نفعل كل ما يمكننا لنحافظ على صيتهم وسمعتهم وأن لا نكون كاذبين أو نمامين أو مخادعين. علينا أن نحافظ على كرامة واسم جميع الناس.

ما هو المطلوب؟ الحفاظ على الصدق أمام كل الناس وحِفظ سمعتنا وصيت الآخرين.

ما هو الممنوع؟ أن نقول أي شيء غير صادق أو مؤذٍ لسمعة أنفسنا أو سمعة الآخرين.

10. لا تشتهِ

ما معنى هذا؟ يريدنا الله أن نحيا حياة الشكر لما لدينا. ليس علينا أن نكون قانعين وراضين بما لدينا عالمين أن كل الأشياء الصالحة تأتي منه فحسب وإنما يريدنا أيضاً أن نكون سعداء لنجاح وازدهار جميع الناس. تمنعنا هذه الوصية من الحَسَد لما يملكه الآخرين بل أن نكون قانعين بما لدينا سواء كان قليلاً او كثيراً. علينا أن نفرح لنجاح الآخرين ونفعل كل ما في وسعنا لدعمهم ومساعدتهم.

ما هو المطلوب؟ الرضا والامتنان لما لدينا والشعور بالفرح لما يملكه الآخرون.

ما هو الممنوع؟ كل عدم رضا بما نمتلكه أو حَسَد الآخرين أو الشعور بالأسى لما يملكونه.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8