ما الفرق بين المسيحي وتابع المسيح؟

اعتدنا على التفكير بالديانة كأمر نولد فيها. لماذا أنت مسيحي؟ لأنني وُلِدتُ في عائلة مسيحية. لماذا أنت مسلم؟ لأنني وُلدتُ في عائلة مسلمة. أو نفكر بالديانة كنوع من النوادي إذ يمكنك أن تترك أحدها وتنضم إلى الآخر – مغيِّراً مجموعة من الأنظمة والقوانين أو الشعائر بأخرى.

لكن المسيح قلب فكرتنا عن الديانة رأساً على عقب.

إذ تعلم الديانة “كلما فعلت أكثر كلما أصبحت أحسن حالاً”. أما المسيح فيعلمنا أن الإيمان فيه له التأثير المعاكس تماماً.

يملي الإيمان أن التزامنا بالشعائر الدينية لا يجعلنا أكثر صلاحاً أمام الله، لأن كل شعائر العالم لا يمكنها تطهير قلبك. إنه الإيمان برحمة الله غير المستحقة الذي يمنحنا إياه المسيح الذي يطهرنا من الأعماق ويصلح علاقتنا مع الله.

أن تكون مؤمناً حقيقياً يعني أنك تابع من أتباع المسيح أو تلميذ من تلاميذه، ليس مجرد كونك عضواً في مجموعة دينية بل أن تصبح تحت سيادة وقيادة المسيح. قد يكون المرء مسيحياً لكنه ليس تابعاً ليسوع المسيح.

ما معنى أن تكون تابعاً للمسيح؟

الأمر يبدأ بالإيمان. 

نقصد بـ”الإيمان” الإيمان بكل ما أعلنه الله لنا من خلال كلمته أي الكتاب المقدس. وما الذي أعلنه الله في كلمته؟

أولاً: أنك خاطئ ومنفصل عن الله بسبب خطيتك. والأمر المفاجئ هو أن أول خطوة للإيمان الذي يخلّص هو إدراك أنك متمرد ضد قداسة الله. أو بكلمات أخرى، عليك أن تتوب. الاعتراف بضعفك وانكسارك هو أصعب شيء يمكن أن يفعله شخص ما، إذ نريد تصديق أننا أناسٌ صالحون بطبعنا. لكن الخطوة الأولى لأن تصبح تابعاً للمسيح هو الاعتراف بحاجتك المطلقة لرحمة الله غير المستحقة.

بعد اعترافنا بضعفنا وعدم قدرتنا على أن نكون صالحين بما يكفي لكسب رضا الله عندها علينا أن نصدّق وعود الله الواردة في الإنجيل.

وعود الله كثيرة ورائعة جداً.

علينا أن نؤمن أن الله يحبنا بالرغم من أننا خطاة وأنه أرسل المسيح إلى العالم ليكون ذبيحة كفارية لخطيتنا. علينا أن نؤمن أن الله سيغفر لنا خطايانا ويسامحنا ليس لأننا نستحق ذلك بل لأجل المسيح فقط. علينا أن نؤمن ونعتمد على عمل المسيح وحده من أجل خلاصنا وليس بأي عمل صالح نقوم به. علينا أن نؤمن أن المسيح هو ربنا وسيدنا بالإضافة إلى كونه مخلصنا وصديقنا. علينا أن نؤمن أن الله أمين وأنه سيغفر لنا خطايانا إن نحن آمنّا بعمل المسيح من أجلنا.

بعد إيماننا بالمسيح رباً ومخلصاً علينا ان نموت عن خطيتنا وطرق عيشنا القديمة ونحيا كخليقة جديدة في المسيح يسوع. ينبغي علينا أن نحيا كما عاش المسيح، بتواضع ومحبة ووداعة. علينا أن نموت بشكل يومي عن الخطية التي تحيا فينا ونتوب ونقبل غفران المسيح كل يوم (رومية 6: 11).

أن تكون تابعاً للمسيح لا يعني أن تتّبع لائحة من الشعائر، بل يعني أن تكون لك علاقة حية مع الله من خلال عمل المسيح الكفاري. يسوع المسيح لم يأتِ جالباً ديانة جديدة معه لكنه جاء معلناً الحياة الأبدية لكل مَن يؤمن به.

ماذا عنك؟ هل تثق في ديانتك أو خلفية عائلتك أو التزامك بالطقوس الدينية؟ يريدك الله أن تعرفه معرفة شخصية وأن تجد راحة نفسك فيه لا في الديانة. ديانتك لن تخلصك، وحده المسيح قادر على ذلك.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن كيفية اتباع المسيح، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8