الإنجيل كلمة قصيرة

الإنجيل كلمة قصيرة

الشريعة كلمة طويلة

الإنجيل كلمة بسيطة وقصيرة لكنها قوية لأنه يفدي الخطاة ويغيّرهم ويصالحهم مع الله، بأسلوب يمكن للطفل أن يفهمه. يُصرّح الإنجيل “خطاياكم مغفورة بسبب المسيح

لكون الشريعة ضعيفة وغير قادرة على تغيير حالة انكسار قلب الإنسان وضعت قائمة لا تنتهي من الشروط والتهديدات والقوانين التي ينبغي تطبيقها.

الإنجيل هو إعلان عما فعله الله من أجلك لتكون مقبولاً أمامه، لكن الشريعة ما هي إلا قائمة مستحيلة من الأوامر والمتطلبات التي عليك تنفيذها لتجعل من نفسك مقبولاً أمام الله.

 في شريعة موسى، هنالك 613 شريعة مختلفة ليتبعها الناس، كانت هنالك شرائع غذائية وشرائع للاغتسال، وشرائع خاصة بمعاقبة الزنى والسرقة، وشرائع عن إكرام الوالدين. كانت هنالك شرائع عن كيفية تقديم الذبائح لمختلف أنواع الخطايا ومواعيد تقديم هذه الذبائح. كانت هنالك شرائع خاصة بالصحة والأراضي. كما كانت هنالك المئات والمئات من الشرائع التي كان ينبغي على المرء اتباعها والالتزام بها. جزء كبير من التوراة كان سرداً للشريعة. فالشريعة طويلة جداً وضعيفة.

لكنك لو سألت أي مسيحي عن أشهر آية في الكتاب المقدس، لأجابتك بدون شك يوحنا 3: 16. الأمر الملفت في هذه الآية هو أنها لا تطلب شيئاً منا. فهي لا تحتوي أية شرائع بل هي إعلان عن محبة الله للخطاة المنكسرين. إنها تصرّح: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية“. هذا هو الإنجيل. الإنجيل كلمة قصيرة لكنها قوية.

لقد تحدثت مع العديد من المسلمين على مدى السنوات، وغالباً ما كانت أحاديثنا تدور حول الإيمان. لكن عندما يتحدث مسلمٌ عن ديانته، فهو يتكلم عن الشريعة. إذ يتحدث عن الربح والميراث والصوم ونصائح الصلاة وتوجيهاتها. وقد يشعر بالحماس لدقيقة فيما هو يشرح الفرق في الشريعة ما بين المحرم والمكروه والأمر والحسنة. إطلاق لحى الذقن على سبيل المثال من الأمور الحسنة لكنه ليس أمراً مكروهاً إذا لم ترغب بذلك. في الإسلام، هنالك عدد لا متناهي من القوانين والشرائع. فالشريعة كلمة طويلة لا تغيرنا أبداً.

على الشريعة أن تكون طويلة إذ لا توجد طرق محددة لارتكاب الأخطاء. لذا، توجب وجود لائحة لا تنتهي من القواعد الواجب اتباعها لعقاب الخطية وإبقاء الناس على السراط المستقيم.

ففيما الشريعة طويلة لأن الخطية تنبع منا، إلا أن الإنجيل هو كلمة واحدة، فهو كلمة رجاء وتجديد وراحة وفرح “خطاياكم مغفورة في المسيح“.

يعلم الكتاب المقدس أنه “إن كانت خطاياكم كالقِرمِز تَبْيَضّ كالثلج(إشعياء 1: 18). كما قال المسيح “الحق الحق أقول لكم، إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية(يوحنا 5: 24). كما علم الرسول بولسما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبَّني وأسلَم نفسه من أجلي(غلاطية 2: 20). وقال المسيح أيضاً “أنا هو خبز الحياة، مَن يُقبِل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبداً(يوحنا 6: 35). 

كمسيحيين، ينبغي أن نفرح إذ ليس عندنا شريعة مثل باقي الديانات التي تقدم قوائم طويلة من الأوامر والتهديدات إذ ليس عندهم كلمة قصيرة كالإنجيل. ينبغي أن يكون عندهم شرائع للاغتسال لأنهم يفتقرون لدم المسيح الذي غسلنا من خطايانا. لا بد من وجود شرائع تهددهم وتعاقبهم لأنهم لم يولدوا ثانية من الروح القدس. لا بد أن تسلط الشريعة الدينونة عليهم لأنهم لا يعرفون سوى الله القاضي ولا يعرفونه أباً محباً.

الإنجيل كلمة قصيرة ورائعة وقوية ومانحة للحياة ومرضية للنفس، تشع بالرجاء وتغير الحياة. “خطاياك -وإن كَثُرَت- مغفورة. اذهب في سلام”

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8