ما هي الولادة الجديدة؟

مناقشة شائعة تدور عندما أكلّم الناس عمن هو يسوع المسيح والخلاص الذي قدّمه لنا فحواها “حسناً، إن كان يسوع قد منح الخلاص من عقوبة خطيتك عنها سترتكب المزيد من الخطايا لأنك لم تعد تخاف من دينونة الله.” ظاهرياً، يبدو هذا اعتراضاً منطقياً، إن غُفِرت خطايا تماماً ولن تواجه عقوبة خطاياك عندها ستخطئ بقدر ما يحلو لك عالماً أنك لن تلقى العقاب.

لا يفاجئنا الكتاب المقدس حين يتوقع أننا عندما نسمع للمرة الأولى عن نعمة الله المجانية وعن غفرانه لخطايانا أن نطرح هذا السؤال بالتحديد. هنالك رسالة مكتوبة في العهد الجديد بوحي من الروح القدس للمؤمنين في مدينة روما في القرن الميلادي الأول. في سلسلة من الأسئلة وإجاباتها نجد أنه تم التعامل مع هذا السؤال، “فَمَاذَا إِذَنْ؟ أَنُخْطِيءُ لأَنَّنَا لَسْنَا خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ؟ حَاشَا!” (رومية 6: 15)

لفهم هذه القضية علينا أن ننظر إلى أمرٍ حدث عندما عاش يسوع المسيح على الأرض.

كان الوقت ليلاً عندما جاء رجل إلى المسيح وطرح عليه سؤالاً. كان هذا الرجل قائداً دينياً وعضواً في مجلس الشعب اليهودي. تحت ستار الليل قال ليسوع المسيح “يا معلم، نعلم أنك قد أتيتَ من الله معلماً، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي انت تعمل إن لم يكن الله معه.” أجاب يسوع وقال له “الحق الحق أقول لك: إن كان أحدٌ لا يولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يوحنا 2: 2-3).

كانت هذه إجابة مُفاجِئة لكلمات الرجل المنمّقة ليسوع المسيح. لقد عرف المسيح قلب الرجل وعرف ما الذي كان هذا الرجل بحاجة إليه. لقد احتاج أن “يولد ثانية“. ارتبك الرجل وقال ”كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ كَبِيرُ السِّنِّ؟ أَلَعَلَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً ثُمَّ يُولَدَ؟“ أَجَابَهُ يَسُوعُ: ”الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ مَلَكُوتَ اللهِ إِلاَّ إِذَا وُلِدَ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ. فَالْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ هُوَ جَسَدٌ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. فَلاَ تَتَعَجَّبْ إِذَا قُلتُ لَكَ إِنَّكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الْوِلاَدَةِ مِنْ جَدِيدٍ.“ (يوحنا 3: 4-7). لم يكن المسيح يتحدّث عن الولادة الجسدية لكنه كان يتحدث عن الولادة الروحية.

واحدة من عقائد الإنجيل التي يتم تجاهلها باستمرار هي الولادة الجديدة. اتباع المسيح لا يعني مجرد الإيمان بالعمل الذي قام به المسيح على الصليب من أجلنا فحسب، بل اتباع المسيح يعني أننا وُلِدنا ثانية. إذاً، ما معنى أن نولد ثانية؟

عندما نؤمن بأن يسوع المسيح أطاع كل شرائع الله نيابة عنا، ونؤمن أنه تلقّى العقوبة بدلاً منا على الصليب، وأنه قام من بين الأموات ليعطينا النُّصرة على الموت وجهنم، عندها الله ، الروح القدس، يسكن فينا معطياً لنا حياة روحية جديدة (كورنثوس الاولى 3: 16). يبدأ الروح القدس بتغيير طبيعتنا ذاتها، إذ كنا قبل ان يعطينا الروح القدس الحياة الجديدة غير قادرين على محبة الله كما ينبغي علينا أن نفعل أو أن نحب أقرباءنا كأنفسنا.

لكن الآن كمؤمنين في المسيح، يعطينا الروح القدس رغبات جديدة وقوة جديدة لنحيا حياتنا ليس من أجلنا لكن من أجل مجد الله.

كمؤمنين في يسوع المسيح، لم تعد حياتنا ملكاً لنا بعد الآن. فنحن ننتمي لله. وأجسادنا تنتمي لله. مشاعرنا تنتمي لله. عواطفنا وميولنا تنتمي لله. علينا أن نحيا كل حياتنا بواقع الولادة الجديدة. عندما مات المسيح على الصليب ماتت ذواتنا القديمة معه، وعندما قام من بين الأموات أقامنا معه كرجال ونساء جدد (رومية 6: 1-4). في المسيح مُتنا عن سلطان الخطية على حياتنا وأُطلِقنا أحراراً لنحيا لمجد الله. (رومية 6: 7)

هل وُلِدت ثانية؟ هل دُفِنت طبيعتك الخاطئة القديمة مع يسوع؟ هل قُمت روحياً مع المسيح لتحيا الحياة الجديدة؟ إن لم تفعل، فيمكنك أن تفعل ذلك اليوم. فوعد الإنجيل لك “إن اعترفت بفمك بالرب يسوع المسيح، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الموات، خَلُصْت” (رومية 10: 9).

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8