عاش المسيح في ظل الاحتلال في فلسطين

يشبهك يسوع المسيح أكثر من أي نبي من الأنبياء.

احتل الرومان القدس سنة 64 قبل الميلاد، وأعدّ مجلس الشيوخ الروماني أن يعيّنوا واحداً منهم ليكون ملكاً على الشعب سنة 40 قبل الميلاد. حاول الرومان أن يستوطنوا أرض فلسطين وإنشاء مدنهم الرومانية الخاصة في كل مكان، مجبرين الشعب على استخدام لغتهم وعاملوهم كمواطنين من الدرجة الثانية. كان جنود الرومان في كل مكان وتوجّب على الشعب أن يدفعوا الضرائب لصالح روما.

هل يبدو هذا مألوفاً؟

كان هذا هو الجو السائد في فلسطين في القرن الأول عند ولادة يسوع المسيح. كانت عائلته تعيش في الناصرة في الشمال، لكن المسيح وُلِد في بيت لحم إذ توجّب على مريم وخطيبها يوسف العودة إلى مسقط رأسهما لدفع الضرائب والتسجيل في التعداد الروماني العام للسكان (لوقا 2). بل إنهما اضطرا للهرب إلى مصر لمدة سنتين والعيش فيها كلاجئين عندما سمع الحاكم الروماني بولادة يسوع وأنه كان المسيح الذي طال انتظاره (متى 2: 13-15).

لكن هنا تنتهي جميع أوجه التشابه. هنا يصبح المسيح مختلفاً عن كل قائد آخر قرأنا عنه أو عرفناه. بالرغم من أن البيئة المحيطة بالمسيح كانت مشابهة لبيئتنا تماماً إلا أن يسوع المسيح سلك تحت الاحتلال بطريقة لم يتوقعها أحد.

معرفة ما كان يحدث في زمن المسيح يضفي على تعاليمه قوة أكبر وغرابة أعظم. عندما علم المسيح أن “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ” لم يكن تعليماً مجازياً (متى 5: 44). كان الشعب يعاني من الاضطهاد. وعندما علم المسيح الشعب أن يدفعوا ضرائبهم ويعيشوا في سلام مع جميع الناس، كان هذا تعليماً يصعب سماعه (متى 22: 15-22). وعندما علم المسيح أن مهمته لم تكن الإطاحة بالرومان بل تأسيس ملكوت الله كمملكة روحية في قلوب البشر، لم يعجب قوله هذا الشعب، إذ وجدوا فيه امراً شديد الصعوبة فتوقف الكثيرون من أتباعه عن اتباعه (يوحنا 6: 66).

عرف المسيح ماهية العيش تحت كنف الاحتلال، لكنه وعد ان الله نفسه سيكون معكم ولن يترككم أبداً (عبرانيين 13: 5). عرف المسيح معنى أن يكون المرء لاجئاً، لكنه وعد بأرض وبيت لن يزولا أبداً (عبرانيين 11: 13-16). عرف المسيح معنى أن يكون المرء مضطهداً في أرضه، لكنه وعد بالراحة للمتعَبين ومحبة فائقة وعميق لدرجة أن يصبح التعامل مع الأعداء رحيماً (لوقا 23: 33-38). عرف المسيح ماهية العيش كغريب في بلاده، لكنه وعد أننا سنُدعى أبناء الله (يوحنا 1: 12). يعرف المسيح كيف تشعر وهو يريد أن يتقابل معك حيثما أنت (عبرانيين 4: 15)، لكنه لا يريد أن يتركك هناك، بل يريدك أن تعرف معنى الحرية الحقيقي والكرامة الحقة وأن تختبر الحياة الحقيقية.

يجلب المسيح نوعاً من الحرية أفضل من أي حرية يمكن أن يمنحها جيش أو حكومة. يقدم لك المسيح شيئاً يدوم إلى أبد الآبدين. إنه يقدم لك تجديد العلاقة مع الله وغفران الخطايا وكنوزاً في السماء وقوة المحبة والقدرة للعيش والضمان للحياة الأبدية في محضر الله المبارك. في المسيح تنكشف محبة الله لك مهما كان وضعك، وكل شيء يقدمه يمكن ان يكون لك اليوم.

إن كنت تريد أن نعرف المزيد عن كيفية معرفة المسيح وتلقي محبة الله، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8