ما هي “أرض الموعد”؟

عندما تبدأ بقراءة الكتاب المقدس ستلاحظ سريعاً أن الفكرة الرئيسية التي تتكرر على مدى العهد القديم هو مفهوم أرض الموعد.

في الأصحاحات الأولى من الكتاب المقدس يَعِدُ الله إبراهيم بنوعين من البركة: (1) الوعد بأن يكون له نسل كثير العدد (2) الوعد بأن يعطيه أرضاً ليسكن فيها نسله (تكوين 12: 7).

تجدد وعد الله لإبراهيم بالأرض والنسل لإسحق ابن إبراهيم (تكوين 26: 3-4) ومرة أخرى لابن إسحق يعقوب (تكوين 35: 11).

بعد أن خلّص الله شعبه من 400 عام من العبودية في مصر، قادهم الله إلى الأرض التي وعد بها آباءهم إبراهيم وإسحق ويعقوب. فدخلوا أرض الموعد وأخضعوا الأمم التي كانت تسكن فيها وقسّموها على أسباط (قبائل) إسرائيل الاثني عشر. وأخيراً، بسبب خطية شعب الله تم نفيهم من أرض الموعد مدة 70 عاماً، لكن الله أعادهم إليها بعد أن مات الجيل الذي أخطأ.

وهذا يوصلنا من زمن إبراهيم إلى مجيء يسوع المسيح بعد حوالي 2000 عام. يبدو أن كل الرواية الخاصة بتعامل الله مع شعبه تدور حول أرض الموعد.

لكن، ما هي أهمية أرض الموعد؟ 

وماذا تعني بالنسبة لنا اليوم؟

تمثّل أرض الموعد محبة الله لشعبه وعنايته الإلهية بهم. كما تمثّل الأرض الراحة والسلام لشعب الله من كل أعدائهم. وتمثّل الأمان والانتماء في هذا العالم. ترمز الأرض لعهد الله مع شعبه وكل وعوده لهم، كما ترمز إلى حضور الله مع شعبه وأمانته معهم ورحمته نحوهم. كلما قرأنا عن أرض الموعد علينا أن نتذكر أمانة عهد الله معنا وعنايته الإلهية بنا ومحبته لنا.

أعطى الله شعبه أرضاً ليعيشوا فيها وليكون لهم إلههم فيها فيكونون له شعبه. في تلك الأرض سيحمي الله شعبه ويدافع عنهم إلى الأبد. وفيها سيكون الله نفسه ملكاً عليهم وسيحكمهم بالعدل والرحمة.

كما توجّهنا أرض الموعد إلى المسيح لأنه التحقيق النهائي لأرض الموعد.

ففي المسيح يكون الله معنا دائماً، واقفاً إلى جانبنا وليس ضدّنا. والمسيح هو ملكنا العظيم الذي يحكم شعبه بالمحبة. عندما جاء المسيح جاء بإعلان “ملكوت الله(متى 4: 17). وفي ملكوت الله سنجد راحة من كل أعدائنا، وفي المسيح لدينا بيت لا يمكن أن يؤخَذ منا. كما لنا سلام مع الله.

في المسيح، لدينا ملء أمانة الله نحو شعبه، وبسبب المسيح فإن الله لن يتركنا أبداً أو يتخلى عنا. فالمسيح هو عمانوئيل أي “الله معنا“.

قال المسيح أنه سيأخذنا إليه وأنه يُعدُّ لنا منزلاً في السماء التي هي أرض الموعد النهائية (يوحنا 14: 3). تاق كل أنبياء العهد القديم لتحقق وعد أرض الموعد السماوية وليس الأرضية (عبرانيين 11: 13-16). يعلم الكتاب المقدس أن أرض الموعد ستكون نصيباً لكل مَن يثق في يسوع المسيح مخلصاً وربَّاً. فهي “مهيّئة كما يهيّئ العريس لعروسه” وسيسكن الله نفسه معنا هناك (رؤيا 21: 3، 4). لن يكون هناك أي دموع أو حزن ولا ألم ولا بكاء، إذ سيمسح الله كل دمعة من عيوننا. يعلم الكتاب المقدس أنه لن يكون هناك حاجة للشمس أو القمر في السماء لأن مجد الله سينير فيها (رؤيا 21: 23).

تحقق وعد أرض الموعد بيسوع المسيح، فهو مكافأتنا العظيمة. هو ملكنا ومعزّينا، هو راعينا الصالح الذي يقودنا ويحامي عنا. هو الذي سيقودنا إلى السماء حيث سنتمتع بحضوره إلى أبد الآبدين. 

إن كنت ترغب باكتشاف كيف يمكنك أن تجد الراحة والسلام مع الله من خلال المسيح، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8