لماذا لا يوجد عند المسيحيين هيكل أو كهنة أو ذبائح أو ملك؟

إن كنت قد قرأت العهد القديم يوماً فستلاحظ أن شعب الله كان لديهم هيكل حيث كانوا يعبدون. وكان لديهم كهنة يقفون بينهم وبين الله. وكان لديهم ذبائح اعتادوا على ذبحها في كل عام. وكان لديهم ملك يحكمهم.

إذاً، لماذا لا يوجد عند المسيحيين أيٌّ من هذه الأمور؟ فلا يوجد عند المسيحيين هيكل ولا كهنة ولا ذبائح ولا ملك.

لم لا؟

يعلم الكتاب المقدس بأن هذه الأمور كانتفَهَذِهِ كَانَتْ ظِلالاً لِمَا سَيَأْتِي، أَيْ لِلْحَقِيقَةِ الَّتِي هِيَ الْمَسِيحُ.” (كولوسي 2: 17). ليس عندنا هذه الأمور لأن جميع هذه الأمور هي رموز للمسيح. والمسيحالذي هو تحقيق كل هذه الأمورقد جاء!

كيف ترمز كل هذه الأمور للمسيح؟

الهيكل رمز للمسيح

كان الهيكل مركز العبادة بالنسبة لشعب الله على مدى آلاف السنين. في مركز الهيكل كانت هنالك حجرة مفصولة بستار سميك تُسمىقدس الأقداس“. كان في تلك الحجرة تابوت العهد وفوقه كرسي الرحمة. كان يشير هذا إلى حضور الله مع شعبه. كان الهيكل محور (قلب) العبادة لأن الله نفسه سكن هناك بطريقة خاصة.

عندما كان يسوع المسيح على الصليب، انشق الستار السميك الذي كان يفصل بين شعب الله من محضر الله بطريقة معجزية إلى قسمين (متى 27 :51). يظهر لنا هذا أنه بموت المسيح على الصليب لم يعد هناك أي فاصل يقف بيننا وبين الله. الهيكل كان مركز العبادة لشعب الله لكن الآن أصبح المسيح نفسه هيكلنا، فهو مركز عبادتنا. لم تعد عبادتنا مرتبطة بالمكان الجغرافي وإنما حيثما يكون المؤمنون بالمسيح يكون حضور الله معهم هناك.

الكهنوت رمز للمسيح

أعطى الله شعبه الكهنوت. إذ عيّن الله واحدة من العشائر الاثنتي عشر ليكونوا كهنة. تمثّل دورهم بالتشفّع لله نيابة عن الشعب. كانوا هم الذين يخدمون شعب الله. ونوعاً ما كانوا يمثّلون الله للشعب.

لم يعد لدينا كهنوت لأن المسيح هو رئيس كهنتنا. لم نعد بحاجة لأحد أو لشيء يتشفّع من اجلنا باستثناء المسيح نفسه. يعلم الكتاب المقدسإذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم (أي فينا)” (عبرانيين 7: 25). وُجِد الكهنوت ليشير نحو ذاك الذي سياتي ليكون رئيس كهنة نفوسنا. وهو قد جاء.

الذبائح رمز للمسيح

أُمِر شعب الله أن يقدّموا خروفاً ذبيحة سنوية كذبيحة عن الخطية؟ مثّل الخروف شعب الله وكل خطاياهم، فكان يؤخذ الخروف إلى الهيكل ليُذبَح هناك. كان هذا إشارة لشعب الله بأنهم خطاة وأن خطيتهم تستحق الموت (روما 6: 23). لكنه أيضاً إشارة لرحمة الله لأنه يغفر خطاياهم. لكن المشكلة كانت أن دم الحيوان لا يمكنه التكفير عن خطايا البشر.

عندما جاء المسيح، أصبح هو نفسه ذبيحة خطايانا. فكما كان الخروف ضمن الشعائر يحمل خطية الشعب فإن المسيح فعلياً حمل خطايانا على الصليب. وكما يتم ذبح الخروف كذلك صُلب المسيح. لكن بعكس الخروف كان المسيح قادراً فعلياً على غفران خطايانا عندما سفك دمه. هو الذبيحة العظمة التي تم تقديمها مرة واحدة عن كل الأزمنة. ولأن المسيح مات من أجلنا فلم يعد هناك حاجة لتقديم أية ذبائح أخرى.

الملوكية رمز للمسيح

أعطى الله شعبه ملوكاً ليحكموهم. كان على الملك أن يقود شعب الله إلى العبادة اللائقة لله. كان عليه أن يحميهم وأن يضمن أنهم يعرفون مَن هو الملك الحقيقي: الله نفسه.

لكن اليوم، لا يوجد ملك لشعب الله لأن لدينا يسوع المسيح، ملك الملوك. وعد الله شعبه بملك يكون أعظم من كل الملوك يكون دوره أن يحكم إلى الأبد ولا يكون لحكمه نهاية (إشعياء 9 :6-7). يسوع المسيح هو تحقيق هذه النبوة. فهو ملكنا وهو يجلب معه ملكوت الله. لا ينحصر الملكوت بحدود أو عرق. فملكوت المسيح مؤلف من كل المؤمنين في كل مكان الذي يسجدون له. ملكوت الله موجود في قلوب المؤمنين التي يحكمها المسيح كملك. الملوكية رمز للمسيح.

المسيح هو تحقيق كل النبوات الواردة في العهد القديم.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن كون المسيح هيكلك وذبيحتك وكهانك وملكك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8