كيف للمسيح أن يكون الله والوسيط الوحيد بين الله والإنسان؟

وصل هذا السؤال من أحد القراء” كيف يمكن للمسيح أن يكون الله والوسيط الوحيد بين الله والإنسان؟ هل يكون المسيح وسيطاً بينه وبين ذاته؟

يأتي هذا السؤال من الآية الكتابية التي تقول “لأنه يوجد إله واحدٌ ووسيطٌ واحدٌ بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فِديةً لأجل الجميع” (1تيموثاوس 2: 5-6).

هذا سؤال رائع وهو سؤال يحتاج إلى الانتباه لما يقوله الكتاب المقدس عن مَن هو يسوع المسيح. إحدى نقاط الارتباك تبرز من عقيدة غير كتابية عن الله. لقد اعتدنا على سماع أن الله واحد لكن تعليم الكتاب المقدس عن الله أكثر غنى وعمقاً من تعليم الديانات الأخرى.

إذاً، مَن هو يسوع المسيح؟ المسيح هو الله وإنسان في شخص واحد. ومع هذا، يسوع المسيح ليس هو الله الآب، كما أنه ليس الله الروح القدس. لا يمكننا أن نفصل فعلاً بين الأقانيم الثلاثة لله، وإنما يمكننا التمييز بينهم. علينا أن نتذكر أن المسيح أزلي، كونه الأقنوم الثاني لله، فليس له بداية ولا نهاية (يوحنا 1: 1-5، 14؛ يوحنا 8: 58؛ فيلبي 2: 5-11). أي أن المسيح أزلي وهو موجود قبل أن يتخذ الجسد البشري. ومن خلال تجسده أصبح يسوع المسيح إنساناً فعلاً بكل معنى الكلمة ولكنه في ذات الوقت لا يزال الله بكل معنى الكلمة. لذلك دُعي الله-الإنسان. الطبيعة الثنائية ليسوع المسيح هي التي تؤهله ليكون الوسيط بين الله الآب والبشرية. لا يوجد سوى الله-الإنسان الكامل، يسوع المسيح، القادر على استعادة السلام بين الله الآب والبشرية المكسورة.

لأن الأقنوم الثاني لله، يسوع المسيح، أخذ الجسد البشري، فقد تأهل ليصبح الوسيط بين الله والإنسان (كولوسي 1: 11-14).  بحسب التناقض البشري، فإن الوسيط يقف في الوسط للموافقة بين طرفين متعارضين. ندعو هذا المصالحة، وهي ما يفعله المسيح تماماً. إنه يصالح الله مع الإنسان. هنالك آية هامة في الكتاب المقدس تساعدنا على فهم العلاقة بين الله الآب والله الابن فيما يخص عمل الوساطة: “الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2كورنثوس 5: 19). أترى ما الذي يحدث هنا؟ الله الآب، بمحبته العظيمة للبشرية الساقطة، يعيد العالم إليه من خلال المسيح كوسيط. إنه ليس الآب الذي يقف بين ذاته والبشرية، كما أنه ليس الابن الواقف بين ذاته والبشرية، بل هو الابن الواقف بين الآب والبشرية ليجلب المصالحة والخلاص لكل من يؤمن.

الله يحبك كثيراً بحيث أرسل يسوع المسيح، ابنه الأزلي، ليصبح مثلك لكي يخلصك. هل شككت يوماً في محبة الله نحوك؟ كل ما تحتاج لفعله هو أن تنظر إلى شخص يسوع لترى محبة الله الكاملة لك.

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8