الثالوث: الله الابن

جميعنا نألف أسماء وصفات الله، لكن إن فهما تلك الصفات فقط فلن نفهم الله على نحو صحيح على الإطلاق، لأننا لن نفهم أن الله في جوهره وُجِد دوما كثالوث: الآب والابن والروح القدس. في هذا المقال سنتأمل في الله الابن.

الأقنوم الثاني من الثالوث هو يسوع المسيح، ابن الله ومخلّص العالم. في مقالنا عن الآب تأملنا في معنى أن يكون المسيح “ابن الله” لذا لن نزيد على ذلك هاهنا.

لطالما وُجِد الابن. لم يكن هناك وقتٌ لم يوجد فيه الأقنوم الثاني للثالوث.

الآب والابن والروح القدس أزليين، ليس لهم بداية ولا نهاية. لكن الكتاب المقدس يقول أن ابن الله الأزلي أصبح إنساناً (يسوع المسيح) لكي يصالحنا مع الله. هذه هي عقيدة التجسّد. كل عقيدة المسيحيين مبنية على الكتاب المقدس فقط إذ يعلن الكتاب المقدس بوضوح تام أصول المسيح. “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله.. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نورَ الناس … والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً(يوحنا 1: 1-4، 14). في البدء كان الابن مع الله وكان هو نفسه الله. وأصبحت كلمة الله جسداً.

لكن لماذا أصبح الله إنساناً؟ 

يقول الكتاب المقدسأن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب(1كورنثوس 15: 3-4) و”لما جاء ملءُ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الشريعة ليفتدي الذين تحت الشريعة لننال التبني(غلاطية 4: 4-5). الأقنوم الثاني لله أصبح إنساناً ليفديك ويخلصك. هذا ما نسمّيه الإنجيل أي الأخبار السارة.

قد تسأل “لماذا أصبح الله إنساناً ليخلصنا؟ ألم يكن باستطاعته أن يغفر لنا فحسب بدون التجسد والموت على الصليب؟” الإجابة هي “لا” ببساطة، فالتجسد والصليب ضروريان جداً لخلاصنا والغفران لنا.

ففي التجسد أصبح الله إنساناً لكي يطيع كل ما يطلبه الله من الإنسان (فيلبي 2: 5-11). وعلى الصليب، تحمّل المسيح كامل عقاب وغضب الله الآب. لكنه لو كان مجرد إنسان لما استطاع تحمّل كامل غضب الله. ولو كان مجرد إنسان لما استطاع أن يكون أضحية كفارية عن أي أحد آخر. كان عليه أن يكون الله الإنسان. إذ عليه أن يكون إنساناً ليحمل خطايا البشر وأن يكون الله ليحتمل غضب الله. فقط الإنسان يستطيع أن يحمل خطايا الإنسان وفقط الله يقدر أن ليقدم تفكيراً عن خطايا البشر بحيث يرضي عدالة الله بالكامل. أصبح الله إنساناً ليصالح الإنسان مع الله. هذا هو جمال محبة الله تجاهك متمثلة في الثالوث.

هنالك المزيد ليقال عن الله الابن، وسنتأمل أكثر في هذا الموضوع في مقال آخر.

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح. 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8