ما الفرق بين الشريعة والإنجيل؟

هنالك خَلْط كبير بين شريعة الله والإنجيل. إن سألت أغلب الناس أن يشرحوا هما فلن يتمكنوا من إعطاء إجابة مُرْضِية. لنفهم أي شيء حول الإيمان المسيحي عليك أولاً أن تكون قادراً على التمييز بين الشريعة والإنجيل.

الشريعة

الشريعة تضع مطالب. فهم هذا مهم جداً. الشريعة جيدة لأنها أُعطِيَت من قِبَل الله. المشكلة تكمن فينا أنا وأنت لأننا نفشل في إطاعة كل شرائع الله يومياً.

كل ديانة لها شريعتها، قائمة من الأمور الحرام والحلال. والوعد هو ذاته في كل مرة، أطيعوا الشريعة وسيفتح الله أبواب السماء من أجلكم. تخبرنا الشريعة أن نصوم ونصلي، وأن نحب جارنا، وأن نفعل الخير للفقراء. تخبرنا الشريعة ألا نشتهي، ولا نسرق، وألا نتفاخر، وألا نكذب. ليس مسموحاً لنا بقتل الناس، لكننا نكرههم في قلوبنا. لا ينبغي أن نسرق من الناس لكننا لا نفرح عندما تحدث لهم الأشياء الجيدة بدلاً عنا. تنتهي الشريعة بلعنة ساحقةً إيانا بكمالها. إنها جيدة لكننا لسنا كذلك. كلما حاولنا أن نطيع الشريعة كلما رأينا بُعدنا عن إطاعتها فعلياً. الشريعة لا تخلصنا من خطايانا بل تكشف خطايانا لنا. تكمن المشكلة في أن الديانة تتركنا هنا. لا تقدم لنا المساعدة لأنها غير قادرة على تغيير مشكلتنا الحقيقية ألا وهي طبيعة قلوبنا الساقطة.

الإنجيل

الإنجيل يعني “الأخبار السارة” وهو عكس الشريعة. الشريعة تضع مطالب لكن الإنجيل عطية مجانية لنا من قِبَل الله. تشير الشريعة إلى خطايانا لكن الإنجيل هو غفران الخطايا. الإنجيل بكامله هو من أجلك ويسوع المسيح هو جوهر الإنجيل.

هنالك نبوءات منذ القديم على لسان الأنبياء بأن المسيح سيُسحَق من أجلك. ترك المسيح كل مجد السماء ووُلِد من مريم العذراء من أجلك. خلال نشأة المسيح كان في طاعة كاملة لشريعة الله بكل الطرق، من أجلك. صنع المسيح كل المعجزات التي صنعها من أجلك. كل ما علّمه المسيح كان من أجلك. كان المسيح “حَمَل الله الذي حمَل خطايا العالم” من أجلك (يوحنا 1: 29). سخروا من المسيح من أجلك. ضُرِب المسيح من أجلك. حوكم المسيح مظلوماً ووُجِد مذنباً بالرغم من أنه لم يتركب أية خطية، من أجلك. سُمِّر المسيح على الصليب من أجلك. وعلى الصليب، صرخ المسيح “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون” من أجلك. مات المسيح من أجلك. وقام المسيح من الأموات ليضمن لك أن كل ما فعله وكل ما قاله وكل ما عاناه كان من أجلك. تمم المسيح الشريعة نيابة عنك، لأنك فشلت في ذلك ولن تتمكن أبداً من ذلك لوحدك. الإنجيل ليس مثل الشريعة. فالشريعة هي الموت أما الإنجيل فهو الحياة. الشريعة هي لعنة أما الإنجيل فهو المصالحة الكاملة لشعب خاطئ مع الله الكامل. هذه هي الأخبار السارة، هذا هو الإنجيل. 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8