المسيح يسترجع كرامتنا

هل فكرت يوماً بالفرق بين الكرامة وهي أمر جيد وبين الكبرياء الذي هو سيء؟

الكبرياء السيء هو العجرفة التي تنفّر جميع من يحيطون بالشخص المتغطرس. الكبرياء السيء يحدث عندما نفتخر بشيء لا ينبغي لنا الافتخار به. ويظهر عادة عند الأشخاص الذين يحاولون نفخ أنفسهم وإظهار أنفسهم بمظهر أفضل مما هم عليه في الحقيقة. في حين تأتي الكرامة عادة مصحوبة مع تواضع شديد لأن أحداً آخر هو الذي يكرمنا. العزة التي تأتي من إكرام شخص لنا وهو في مركز أكثر  نُبلاً منا يجلب لنا إحساساً صادقاً باحترام الذات يسمح لنا برفع رؤوسنا بعزّة.

هنالك آية في كلمة الله تتكلم عن كون الله في مهمة لإعطاء الكرامة للبشر من خلال حياة وطاعة وموت وقيامة يسوع المسيح. تحوي هذه الآية البسيطة على وعد عميق لك. اقرأها بتمعّن وافهم ما تقوله. “فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره.” (2 كورنثوس 8: 9)

هنالك ثلاثة أمور تحدث في هذه الآية القصيرة، إن أدركتها فإنها ستغير حياتك إلى الأبد.

 أولاً، المسيح كان غنياً

لا يُقصَد بهذا المال أو الأراضي أو العقارات. غِنى المسيح أكبر بكثير من أي شيء يمكنك أن تتخيله. هنالك وصف ليسوع المسيح في كلمة الله الموحى بها تساعدنا على فهم معنى أن يكون غنياً إذ تقول “فإنه فيه (أي المسيح) خُلِقَ الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، سواء كانت عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين – الكل به وله قد خُلِق…. وفيه يقوم الكل … لكي يكون هو متقدِّماً في كل شيء.(كولوسي 1: 15-18). هل بدأت بفهم ما معنى أن يكون المسيح غنياً؟ كل الأشياء خُلِقَت به ومن أجله. أنت، عزيزي القارئ، خُلِقت بالمسيح ومن أجل المسيح.

ثانياً، “من أجلكم افتقر”

فهمنا الآن الجزء المتعلق بيسوع بكل عظمته وفخامته وجلاله التي كان يتمتع بها قبل خلق العالم والتي تركها ليصبح فقيراً. عندما كان المسيح على الأرض لم يكن صاحب ثروة، ولم يملك حتى بيتاً يسكن فيه. لكنه تخطّى الفقر المادي إذ أجرى معجزات وعلّم ما لم يعلمه إنسان قط. فكرهه الناس وتآمروا لقتله. وأخيراً، في نهاية حياته، سُمِّر المسيح، الذي وُجِد العالم لأجله، بلا رحمة على صليب العار وقُتِل على يد البشر الذين خلقهم. أصبح المسيح فقيراً، متخلياً من كل كرامة وإكرام من أجلك أنت.

ثالثاُ، “لكي تستغنوا أنتم بفقره”

هذا هو الجزء الذي يبيّن حقيقة مَن هو المسيح  وكل ما فعله من أجلك. صحيح أن المسيح سُمِّر على صليب من خشب ودُفِن في قبر لكن تلك لم تكن نهاية القصة. ففي اليوم الثالث بعد موت المسيح، قام من بين الأموات في المجد والكرامة والسلطان! وفي قيامة المسيح غلب الموت وسحق كل سلطان الخطية والموت والجحيم وغلب كل قوات الشيطان وكل الأرواح الشريرة إلى الأبد. في فقر المسيح وعاره أزال عارنا وإفلاسنا الروحي، وفي قيامته أعاد لنا كرامتنا من خلال إعادة تعريفنا في شخصه. نصبح شعبه وهو يصبح فادينا ومخلّصنا. يعطينا اسماً جديداً ويُلبسنا ثياب العز والكرامة.

هل جئت إلى المسيح عزيزي القارئ معطياً إياه خزيك وسامحاً له بإلباسك بكرامته وعزّته؟ 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8