كيف تتبع المسيح على المدى البعيد

اتباع يسوع المسيح هو أسمى امتياز يحظى به أحد. وعود الإنجيل صادمة من جمالها إذ تكشف لنا مقدار محبة الله لنا.

لكن اتباع المسيح قد يكون صعباً أيضاً. يمكننا اختبار مقداراً كبيراً من الضغوط من العائلة والأصدقاء للعودة إلى طرقنا القديمة. ومع مرور الوقت، يزداد ذلك الضغط فيرهقنا لدرجةٍ نتساءل معها “هل يستحق اتباع المسيح كل هذا إن كنت سأختبر كل هذه الصعوبات بسببه؟”

اتباع المسيح ليس سباق عدوٍ سريع بل هو سباقٌ طويلٌ مثل سباق الماراثون، فعندما يركض أحدهم سباقاً عدو سريع لمسافة 100 متر فإنه يحتاج إلى الكثير من الطاقة لفترة قصيرة من الزمن. لكن عندما يركض أحدهم مسافة 42 كيلومتر فإنه يحتاج إلى كم كبير من قدرة التحمل. أنت لا تحتاج للتدرب لسباق ماراثون طويل بذات الطريقة التي تتدرب فيها لسباق عدو سريع لمسافة 100 متر.

اتباع المسيح هو ماراثون.

إليك سبعة امور ستساعدك على التدرب والركض بشكل جيد لسباق الإيمان طويل المدى.

1. احفظ كلمة الله

كلمة الله هي سِراج/مصباح لأرجلنا ونورٌ لسبيلنا (مزمور 119: 105). لن تحظى دائماً بامتياز وجود كتاب مقدس بين يديك، لكن يمكنك أن تحفظ كلمة الله الآن وتكنزها في قلبك، فعندما تأتيك الصعوبات يمكنك أن تبحث في مخزون كلمة الله المحفوظة في قلبك. حفظ كلمة الله سيساعدك على العدو في السباق حتى النهاية.  

2. تعمّق في الكلمة إلى أن تتعمق الكلمة فيك

عندما نتمتع بامتياز قراءة كلمة الله، علينا أن نقرأها. أعرف الكثير من المؤمنين الذي يستنفذون طاقتهم أثناء عدوهم في سباق الإيمان لأنهم أهملوا وقت قراءة الكلمة. اقرأ وادرس كلمة الله حتى تنغرس الكلمة بجذور عميقة في نفسك. لا يوجد شيء يسمى النمو والنضج الروحي بدون التغذّي من كلمة الله.

3. تذكر أن المؤمنين لطالما تعرضوا للاضطهاد

إن كنت تختبر التعرض للضغط بسبب اتباعك للمسيح، تذكر أنك لست وحيداً. فالمسيح نفسه تألم تاركاً لنا مثالاً نتبعه (1بطرس 2: 21). وكذلك حدث مع كل تلاميذ المسيح. كما تعرض المؤمنون في كل جيل بسبب إيمانهم. في الواقع، يعلم الكتاب المقدس أن “جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطَهدون(2تيموثاوس 3: 12). أنت لست وحيداً، وأنت لست متروكاً. استمر في التقدم.

4. في ملكوت الله، يترافق الألم مع الكرامة جنباً إلى جنب

أثناء سعيك لتحمّل العدو في السباق، تذكر أن ملكوت الله هو ملكوت مضاد (معاكس). فالله يعطي القوة للضعفاء (2كورنثوس 12: 9). ويعطي النعمة للمتواضعين (يعقوب 4: 6). ويعطي الكرامة للمتألمين. غالباً، عندما يتم ذكر موت المسيح المخزي على الصليب في الكتاب المقدس يتبعه فوراً القول “هناك رفّعه الله(فيلبي 2: 8، 9؛ عبرانيين 12: 2؛ أعمال الرسل 2: 23، 24). إن كنت تتألم الآن، اثبت وتذكر أن الله سيرفّعك أيضاً (2كورنثوس 4: 14).

5. كن في شركة مع مؤمنين آخرين

الجمرة التي تنزع من النار ستبرد سريعاً. النبتة التي لا تُسقى ستجف. وكذلك المؤمن الذي ليس في شركة عميقة مع مؤمنين آخرين سيجد أن تعلقه بالله سيبرد. إن كنت تريد أن تعدو في سباق الإيمان هذا، وتريد أن تكون تابعاً صحيحاً للمسيح على المدى الطويل ، يجب أن تكون في شركة مع مؤمنين آخرين.

6. تذكر وعود الله

حفظ كلمة الله، وأخذ خلوة يومية والتواجد في شركة مع مؤمنين آخرين، كل هذه الأشياء ستساعدك على تذكّر وعود الله. فالكتاب المقدس هو كتاب الوعود لك. بشارة الإنجيل هي رسالة وعود لك. فالله يحبك ولن يتركك أو يتخلى عنك، وطُرُقه دائماً صالحة حتى إن كانت تقودنا عبر وادي ظل الموت. تذكُّر الوعود سيساعدك لتكون عدّاءً في الماراثون.

7. إحيا في ظل/نور الأبدية

أثناء عدوك في سباق اتباع المسيح حتى في أثناء الأوقات الصعبة. تذكر أن هذه الحياة ستنتهي قريباً. الأمر الوحيد الذي سيدوم للأبد هو امتلاؤك بالفرح مع الله. فالسماء بانتظارك، وستتبارك في محضر الله. ذلك هو خط النهاية. عندما يبدأ العدّاء بالعدو فإنه يفعل هذا بإبقاء خط النهاية في تفكيره، وبالتالي لا يتوقف إلا بعد عبوره. ومن ثم يرتاح ويحتفل بانتصاره.

 ثبّت عينيك على يسوع المسيح واركض في سباقك بروح النصرة والفوز (1كورنثوس 9: 24-27).

نرجو أن تجد هذا المقال مفيداً لك. إن كانت لديك أية أسئلة متعلقة بهذا المقال أو أي أمر آخر أَعْلِمنا بذلك وسنعمل على مساعدتك على إتمام السباق بقدرة التحمل (عبرانيين 12: 1).

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8