هل وُضِع شخص آخر على الصليب بدلاً عن المسيح؟

في غالبية أرجاء العالم واقع وحقيقة أن يسوع المسيح مات على الصليب منذ ألفي عام أمر غير مشكوك فيه ولا جدل فيه. لكن هنا، في العالم العربي لا يزال هناك جدال دائر حول ما حدث ليسوع المسيح على الصليب.

يقول البعض ان المسيح لم يمت إطلاقاً وانه لم يقتَل. يقولون أن الله وضع شبهاً للمسيح على شخص آخر ومن ثم تم صلب هذا الآخر على الصليب بدلاً من المسيح. إنهم يؤمنون أن الله خدع الناس الأقرب للمسيح عن قصد. حتى أمه، مريم العذراء المباركة، خُدِعت من قِبَل الله. وكل أتباع المسيح وتلاميذه سقطوا فريسة لخداع الله المقصود عندما أسقط صورة المسيح على شخص آخر وأصعد المسيح إلى السماء.

لكن هذا يتعارض مع كل شيء علّمه وفعله يسوع المسيح. كان المسيح في مهمة خاصة، ليست تقديم ديانة جديدة وليست بناء أمة أرضية وليست سن شريعة جديدة، بل تخليص العالم من سلطة الخطية والموت والشيطان. وليسترد البشرية الساقطة ويعيدها إلى الله. الكتاب المقدس هو كلمة الله الصادقة وفيه يقول المسيح بنفسه أنه “ثبَت وجهه لينطلق إلى أورشليم” (لوقا 9: 51) وتنبأ أنه “سيتألم كثيراً، ويُرفَض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكَتَبة، ويُقتَل، وبعد ثلاثة أيام يقوم(مرقس 8: 31). مضى المسيح طَوْعاً غلى الصليب، موضع تنفيذ حُكْم الإعدام، وكل هذا كان “حسب قصد الدهور الذي صنعه (الله) في المسيح يسوع ربنا” (أفسس 3: 11). يعلم الكتاب المقدس أن موت المسيح الانتصاري على الصليب كان “مُعَيَّناً مُسبَقاً” ليحدث (أعمال 4 : 28).

قبل ولادة يسوع المسيح بسبعمائة عام تنبأ النبي إشعياء بوحي من الله أن المسيح الآتي سيموت من أجل خطايا العالم.

“مُحْتَقَرٌ ومخذولٌ من الناس،

رَجلُ أوجاعٍ ومُخْتَبِرُ الحَزَن،

وكمُسَتَّرٍ عنه وجوهنا،

مُحْتَقَرٌ فلم نَعْتَدَّ به.

لكن أحزاننا حَمَلَها،

وأوجاعنا تحمَّلها،

وهو مَجروحٌ لأجل معاصينا،

مسحوقٌ لأجل آثامِنا.

تأديبُ سلامنا عليه،

وبحُبُره شُفينا.

كلنا كغَنَمٍ ضَلَلنا.

مِلنا كلٌّ واحدٍ إلى طريقه،

والرب وضع عليه إثمَ جميعِنا“

(إشعياء 53)

لم يخدع الله العالم في ذلك اليوم عندما مضى المسيح إلى الصليب. الله نور وفيه لا يوجد ظلام (1يوحنا 1: 5). الله لا يخدع الناس فهذا عمل الشيطان وليس الله. خطة الله هي خلاص كل الناس وليس الكذب على الناس.

أولئك الذين يدّعون أن المسيح لم يمت على الصليب يرفضون خطة الله الرائعة لخلاصهم. ولكن، حتى لو كنت أنكرت يوماً أن المسيح قد مات على الصليب وقام في اليوم الثالث، هو لا يكنّ لك سوى المحبة. يمكن أن تصبح كل البركات التي نالها المسيح بعمله على الصليب من أجل شعبه مُلكاً لك حتى لو كنت قد كرهت الصليب سابقاً. خطة الله لخلاصك لم تشمل تفادي الصليب بل الذهاب إليه مباشرة من أجلك. أحبك الله بهذا المقدار بحيث تحمّل الألم الرهيب لكي تتمتع أنت بالقُرب منه وتكون لك شركة معه إلى الأبد.

إن كنت ترغب بأخذ خطوة في الإيمان في المسيح مخلصاً لك، يمكنك فعل ذلك اليوم. يد خلاص الله ممدودة دوماً نحو الخُطاة الذين يتوبون ويأتون إليه طلباً للحياة. إن أردت أن تعرف المزيد عن كيف يمكنك أن تنال الخلاص من خلال موت وقيامة المسيح، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8