مَن قتل المسيح؟

مَن قتل المسيح؟

لقد وُجِّهَ هذا السؤال لي مئات المرَّات. ومهما كان الجواب الذي أعطيه، كان الشخص الذي يسألني السؤال يجيب دائمًا بنفس الطريقة: “المسيح لم يمت“.

الكتاب المقدَّس لديه الكثير ليقوله بشأن موت يسوع المسيح. لقد تنبَّأ الأنبياء عن موته حتَّى قبل ولادته بمئات السنين. وموت المسيح والقيامة التي حدثَتْ بعده هما الموضوعان الرئيسيَّان في العهد الجديد ويُقدَّم لنا وصفٌ تفصيليٌّ لهما.

قبل أيَّامٍ قليلة من صَلْبه، قام المسيح نفسه بتقديم وصْفٍ لأتباعه بخصوص ما سوف يحدث: “ها نَحنُ صاعِدونَ إلَى أورُشَليمَ، وابنُ الإنسانِ يُسَلَّمُ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ والكتبةِ، فيَحكُمونَ علَيهِ بالموتِ، ويُسَلِّمونَهُ إلَى الأُمَمِ لكَيْ يَهزأوا بهِ ويَجلِدوهُ ويَصلِبوهُ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ.(متَّى 18:20-19).

نرى هنا أنَّ المسيح تنبَّأ بأنَّ قادة اليهود سوف يعتقلونه ويسلِّمونه إلى الرومان الذين بدورهم سوف يسيئون له ثمَّ أخيرًا يقتلونه. ولكنَّ المسيح يقول أيضًا بأنَّهلَمْ يأتِ ليُخدَمَ بل ليَخدِمَ، وليَبذِلَ نَفسَهُ فِديَةً عن كثيرينَ(متَّى 28:20).

في هذا المقطع الكتابيِّ، ينظر المسيح إلى موته من زاويةٍ أخرى؛ حيث يقول المسيح هنا أنَّه هو الذي يقدِّم حياته من أجلنا. وفي مناسبةٍ أخرى، يقول المسيح: “ليس أحَدٌ يأخُذُها (حياتي) مِنّي، بل أضَعُها أنا مِنْ ذاتي. لي سُلطانٌ أنْ أضَعَها ولي سُلطانٌ أنْ آخُذَها أيضًا. هذِهِ الوَصيَّةُ قَبِلتُها مِنْ أبي(يوحنَّا 18:10). هنا نرى بتفصيلٍ كبيرٍ أنَّ المسيح ليس فقط عرف أنَّه سوف يموت، بل أنَّه سوف يضع حياته طوعًا فديةً عن شعبه. كما نرى أيضًا كيف أنَّ هذا الأمر كان خطَّة الله الآب.

في الآية التي هي على الأرجح أشهر آيةٍ في كلِّ الكتاب المقدَّس، يقول المسيح التالي: “لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ.(يوحنَّا 16:3). نتعلَّم هنا شيئين بخصوص موت المسيح: أوَّلًا، أنَّ الله نفسه هو الذي كان يُقدِّم المسيح للموت. وثانيًا، أنَّ موته كان من أجل خلاص كلِّ شخصٍ يؤمن به.

 لغاية الآن رأينا كيف أنَّ موت المسيح حدث بسبب أنَّ قادة اليهود قاموا بتسليمه للرومان الذين قاموا بدورهم بصلبه. ولكن كانت هذه خطَّة الله لخلاص كلِّ مَن يؤمن به. وكذلك أنَّ المسيح نفسه كان راضيًا بأن يذهب إلى الصليب ويموت فديةً عن الخطاة.

ولكن هناك أمرٌ إضافيٌّ آخر يجب أن ننظر إليه لكي نفهم مَن قتل المسيح.

قبل أكثر من 700 عامٍ على ولادة المسيح، يعطينا النبيُّ إشعياء نظرةً متعمِّقةً للسؤالمَن قتل المسيح؟“. لقد قال: “وهو مَجروحٌ لأجلِ مَعاصينا، مَسحوقٌ لأجلِ آثامِنا. تأديبُ سلامِنا علَيهِ، وبحُبُرِهِ شُفينا.(إشعياء 5:53). لقد قُتِل المسيح لأنَّنا (أنت وأنا) قد أخطأنا. لقد كانت خطيئتنا هي التي سمَّرَتْ المسيح على الصليب. لقد مات المسيح على الصليب نيابةً عنَّا. على الصليب أخذ المسيح عقابنا. على الصليب، أزال المسيح عارنا. لقد كانت خطايانا هي التي قادت يسوع المسيح إلى الموت.

وبكلِّ ما في الكلمة من معنى، فإنَّنا (أنت وأنا) قتَلْنا المسيح بالحقيقة. ولكنَّه مات بناء على إرادته الشخصيَّة ورضاه. لقد مات لأنَّه يحبُّنا جدًّا للحدِّ الذي جعله يرضى بأن يحمل خطيئتنا وعارنا إلى الصليب ويموت بينما هو يحملهما على نفسه من أجلنا لكي يصبح ممكنًا استردادنا إلى الله.

لقد كان اليهود مَن قتلوه. لقد كان الرومان مَن قتلوه. لقد كنَّا نحن (أنت وأنا) مَن قتل المسيح. ولكن كان هذا ينبثق من خطَّة الله المُحِبَّة لتخليصنا. ووضع المسيح حياته طوعًا وبذلها لكي يصبح ممكنًا أن نخلص.

لم يبقَ المسيح ميِّتًا! لقد قام من القبر بعد ثلاثة أيَّامٍ من صَلْبه. ولأنَّه حيٌّ كذلك أنت يمكنك أن تصبح حيًّا.

إذا أردت أن تعرف المزيد بخصوص الكيفيَّة التي يمكنك بواسطتها الحصول على غفران خطيئتك وعارك بواسطة موت المسيح وقيامته، اتَّصل بنا اليوم وسوف نساعدك لكي تفهم ذلك أكثر.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8