إن كان المسيح هو الله، فكيف يُعقَل أن يموت؟

“عندي مليون سؤال لا يستطيع أحد الإجابة عليها تجعلك تدير ظهرك للإيمان بالمسيح في لحظة واحدة”. جاء هذا الإعلان المهول والجريء على لسان صديق لي خلال محادثة دارت بيننا حول الإيمان. وما هي أسئلته التي كانت ستجعلني أفقد إيماني في المسيح؟ “إن كان المسيح هو الله” قال لي باعتداد ”فمن الذي كان يثبّت الكون، اثناء موته على الصليب ووجوده في القبر مدة ثلاثة أيام؟

كان سؤالاً جيداً. فالكتاب المقدس يعلمنا بوضوح أن المسيح هو الله نفسه (يوحنا 1: 1؛ كولوسي 1: 15-20؛ عبرانيين 1: 3)، كما يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح أن المسيح مات على الصليب لأجل خطايانا ودُفِن وقام من بين الأموات في اليوم الثالث (1كورنثوس 15: 3، 4).

إذاً، كيف يُعقَل أن يكون المسيح هو الله ويموت؟ هل يموت الله؟

أبسط طريقة للإجابة على هذا السؤال هي “لا”، الله لم يمت ولا يمكن أن يموت.

لفهم هذا، علينا أن نفهم مَن هو المسيح. هنالك خطرين ينبغي تجنّبهما عند التأمل في شخص المسيح:

الأول هو القول أن المسيح كان مجرد إنسان مثلنا، مملوءاً بقوة من الله لعمل معجزات .. الخ. هذه النظرة للمسيح تُنكر ألوهيته وتؤكّد بشريته.

الخطر الثاني الذي ينبغي تجنبه هو القول أننا لا نحصل على إنسان جسدي حقيقي من خلال التجسّد مثلك ومثلي، وإنما فقط جوهر إلهي. هذه مشكلة شائعة نواجهها في العالم العربي عن الحديث عن الله الذي أصبح إنساناً، إذ يعترض الناس فوراً قائلين “لا يمكن لله أن يذهب إلى الحمام أو يختبر التعب والجوع أو أي ضعف بشري آخر”. المشكلة في هذا النوع من التفكير تكمن في أنه يؤكد ألوهية المسيح لكنه ينكر بشريته.

كلا هاتين الطريقتين للتفكير بيسوع المسيح خاطئتين ويجب تجنبهما مهما كلف الأمر.

ما نؤمن به هو ما تعلمه كلمة الله لنا، وهو أن المسيح هو الله بالكامل وإنسان بالكامل في شخص المسيح. نؤكد الوحدة الكاملة لألوهية وبشرية المسيح دون الخلط بينهما.

 

لذا، عندما اختبر المسيح الجوع والتعب، لم يكن جوهر المسيح الإلهي الذي جاع بل بشريته الحقيقية. وعندما كان المسيح يقيم الموتى من بين الأموات ويعيدهم للحياة، لم تكن بشريته التي تقيمهم من بين الأموات بل ألوهيته. كلٌّ من بشريته وألوهيته تتحدان بالكمال في شخص المسيح الواحد, وهكذا لا يكون لدينا شخصين منفصلين بل شخص واحد له طبيعتان تامتان: الإلهية والبشرية.

لذا، للإجابة على سؤالنا الأول: عندما مات المسيح على الصليب كانت طبيعته البشرية الكاملة التي سُمِّرَت بالمسامير، وعندنا تُوِّج المسيح بإكليل الشوك الذي تثبَّت على رأسه كان دمه البشري الحقيقي الذي تدفق وسال على وجهه. وعندما مات على الصليب فإن جسده البشري هو الذي مات فعلياً. لكن نفسه البشرية المتحدة تماماً مع طبيعته الإلهية لم تمت على الصليب بكل تأكيد. ففيما مات جسده الملموس مدة ثلاثة أيام كانت طبيعته الإلهية الأبدية حية وتحفظ كل ذرة في الكون.

تتحد الطبيعتين في المسيح: البشرية  والإلهية، ومع هذا لا يوجد خلط بينهما.

عزيزي القارئ، قد يكون هذا صعب الفهم عليك، لكنني أطلب منك أن تتذكر أن المسيح أصبح “الله-الإنسان” ومات كذبيحة كفارية على الصليب وقام من القبر بعد ثلاثة أيام، كل هذا بسبب المحبة. فالله يحبك لدرجة أنه مات المسيح من أجلك. لا توجد محبة أعظم من هذه أن يضع (يضحي) إنسان حياته من أجل صديقه.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن محبة الله القوية واللانهائية لك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك على البدء في علاقة شخصية مع الله.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8