إن كان المسيح هو الله، فلماذا لم يخلص نفسه عن الصليب؟

تنبأ المسيح عن آلامه الآتية وموته وقيامته. كانت هذه رسالة وقعها صعب على مسامع أولئك الأقرب إلى يسوع المسيح. كان هناك الكثير من الارتباك بين تلاميذه عن السبب الذي يدعو قائدهم لأن يتألم ويموت. هنالك مقطع في الكتاب المقدس يقودنا عبر ما قاله المسيح عن آلامه ورد فعل أتباعه لما قاله: “من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهِر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكَتَبة، ويُقتَل، وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً “حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!” فالتفت وقال لبطرس “اذهب عني يا شيطان! أنتَ مَعثَرةٌ لي، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس(متى 16: 21-32).

ما الذي عناه المسيح بقوله “أنت لا تهتم بما لله لكن بما للناس” كيف يمكن أن يكون لله خطة يتألم فيها المسيح ويموت؟ نحصل على لمحة عن دافع الله من السماح ليسوع المسيح بالموت من فم المسيح نفسه إذ قال “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ(يوحنا 3: 16). كيف يمكن أن يكون تعليق المسيح على الصليب هو خطة محبة الله للعالم؟

لم يكن مستعداً للموت على الصليب فحسب، بل كان مسيطراً على موته.

قال المسيح “أَنَا أَبْذِلُ حَيَاتِي فِدَى خِرَافِي” ومن ثم “لَا أَحَدَ يَنْتَزِعُ حَيَاتِي مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذِلُهَا بِاخْتِيَارِي. فَلِي السُّلْطَةُ أَنْ أَبْذِلَهَا وَلِيَ السُّلْطَةُ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا(يوحنا 10: 15، 18). لم يعرف المسيح ما سيحدث وسمح بحدوثه فحسب، بل قال أنه خطط لهذا منذ البداية.

موت المسيح على الصليب، بالرغم من قسوته وعاره، كان خطة الله لخلاص البشرية. كان الصليب خطة الله لفداء البشرية الساقطة وإنقاذنا من خطيتنا وعارنا وموتنا وسلطة الشيطان. على الصليب، حمل المسيح على عاتقه طوعاً خطيتنا ومات معها على الصليب. الله الآب نظر إلى المسيح البار (الذي بدون خطية) وعامله كما لو كان قد ارتكب كل خطايانا. هذا التبادل، البريء بدلاً من المذنب، كان خطة محبة الله لإنقاذنا من لعنة الخطية التي هي الانفصال الأبدي عن الله.

لكن، إن كان المسيح هو الله، فلماذا لم يخلص نفسه عن الصليب؟ بالرغم من أن لديه القوة لإنقاذ نفسه إلا أنه أراد أن يصبح الذبيحة الكفارية لكي نخلص أنا وأنت، ونحصل على الغفران والمصالحة والفداء والتقرب من الله. ذهب المسيح طواعية إلى الصليب لأنه يحبك. لا توجد محبة أعظم من هذه.

لم يبقَ المسيح ميتاً لكنه قام منتصراً على القبر بعد ثلاثة أيام، مثبتاً كل ما فعله وعلّمه. إن كان المسيح قد مات فقط لما أفاد موته أحداً. لكن لأنه قام من الأموات، يمكننا الاستفادة من حياته وموته وقيامته.

إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك الاستفادة بشكل شخصي من موت المسيح على الصليب والحصول على الخلاص والغفران، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8