هل يقدر الله أن يغفر خطية الإنسان بدون عار الصليب؟

لا توجد عقيدة مثيرة للشقاق أكثر من عار موت يسوع المسيح على الصليب. إذا أردت أن تجد عوامل مشتركة بين المسيحية والديانات الأخرى فالتزم بمواضيع تخص الفضائل. إذ نجد هناك كل التوافق: لا تقتل، لا تسرق، لا تكذب. كل هذه الأمور نجدها مشتركة مع الديانات الأخرى.

لكن جوهر الإيمان المسيحي لا يدور حول قائمة من الفضائل أو الأمور الواجب تجنبها بل يدور حول مسيح مصلوب مُسَمّر على قطعتين من الخشب. فجذر دعوى الكتاب المقدس هو أن يسوع المسيح مات بدلاً عنا على الصليب وأن هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الخلاص من دفع ثمن خطايانا ومصالحة العلاقة مع الله كلي القدرة.

الجدل ضد هذه العقيدة المجيدة هو أن الله ليس بحاجة لعار موت المسيح على الصليب ليغفر الخطايا. فالله يستطيع أن يغفر الخطايا ببساطة من خلال الإعلان بأنها قد غُفِرت؟ وربما تبدو هذه إجابة جديرة بالتصديق ظاهرياً لكنها في الواقع تدمر طبيعة وشخص الله إن افترضنا أنه يغفر الخطايا بدون موت المسيح على الصليب.

مشكلة خطية الإنسان تثير التساؤل بأن “كيف يقدر الله أن يكون عادلاً ومبرراً الخطاة الذين كسروا شريعته المقدسة؟” (رومية 3: 26).

نتحدث عن كون الله رحيماً، وهو كذلك بالفعل، فوق كل قدرتنا على تصوّر الرحمة. لكن إن كان الله يُظهر رحمته وغفرانه للخطايا بدون عقاب عندها يكون عدله غير موفى به. وهذا يعني أن الله نفسه لن يعود إلهاً عادلاً! وإن أظهر عدله الكامل فقط بدون رحمته عندها لن يحصل أحد على الرحمة أو الغفران لأن الجميع أخطأوا ويستحقون غضبه العادل. المشكلة التي نواجهها هي أن الله كامل تماماً ولا يمكنه أن يسلك خارج نطاق كماله، إذ لا يمكنه التغاضي عن عدله من أجل رحمته، فلو فعل، لتوقف عن كونه الله لأنه لن يعود قادراً على استكمال شخصه.

لكن الله، الغني في محبته لك، خطط لطريقة ليظهر من خلالها رحمته ويخلصك من خطاياك، وفي ذات الوقت يرضي عدله الكامل. وتلك الخطة هي صليب المسيح.

يعلم الكتاب المقدس: “وأما الآن فقط ظهر بِرُّ الله … بالإيمان بيسوع المسيح، إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدّمه الله كفّارة بالإيمان بدمه، لإظهار بِرّه، من أجل الصَّفْح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار بِرّه في الزمان الحاضر، ليكون باراً ويبرِّر مَن هو من الإيمان بيسوع.” (رومية 3: 21-26)

حل مشكلة خطية الإنسان وطبيعة الله الكاملة كان في يسوع المسيح. فالمسيح كان الذبيحة الكاملة للخطية لكونه عاش حياة كاملة بدون خطية. ومن ثم مضى إلى الصليب طوعاً، وهو مكان العقاب، بدلاً عنا. وعلى الصليب، سكب الله غضبه الذي كان موَّجهاً نحوناً لعصياننا وتمردنا على شريعته الكاملة فسحق المسيح بدلاً عنا (كولوسي 2: 13-14). أخذ البريء طوعاً مكان المذنب. وحصل المذنب على رحمة الله فيما تلقّى البريء عدل الله. وبذلك يظهر الله على الصليب كلاً من عدله ورحمته في ذات الوقت.

بالرغم من أن صليب المسيح عقيدة جدلية يكرهها الشر في كل مكان إلا أن من خلالها يُظهر الله محبته المذهلة لك. لهذا نسمّي هذه العقيدة إنجيل “إعلان الأخبار السارة”.

“لأنني لست أستحي بالإنجيل، لأنه قوة الله للخلاص لكل مَن يؤمن .. لأن في الإنجيل مُعلَن بر الله بإيمان، كما هو مكتوب “أما البار فبالإيمان يحيا” (رومية 1: 16-17).

إن أردتَ أن تعرف المزيد عن كيفية غفران خطاياك والمصالحة مع الله، تواصل معنا وسنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8