الخطية دَيْن، وانفصال، وجريمة

لا يفهم الكثيرون ضرورة عمل المسيح الكفاري على الصليب. فالناس لا يرون أنفسهم ضالين لدرجة احتياجهم إلى مخلّص، وبالتالي فإن فكرة الحاجة إلى فدائهم بدم المسيح على الصليب منافية للعقل بالنسبة لهم.

تكمن المشكلة في عدم فهمنا لماهية الخطية في الحقيقة. وإن لم نفهم ماهية الخطية، عندها لن نفهم سبب حاجتنا لمخلص.

يصور الكتاب المقدس الخطية بثلاثة طرق: إنه يدعوها ديناً، ويدعوها بحالة انفصال عن الله، ويدعوها بجريمة. من خلال فهم هذه الأشكال الثلاثة، سنرى سبب حاجتنا لمخلص يفدينا من خطايانا.

الخطية دَيْن

نعرف ما هو الدَّيْن. إن أراد أحد ما أن يشتري سيارة، يمكنه أن يستدين (يأخذ قرضاً) من البنك ومن ثم يصبح مدينا للبنك. عليه أن يسدد دَيْنَه قليلاً فقليلاً إلى أن يدفع كامل المبلغ المُستَحَق. كل الديانات تنظر للخطية من هذا المنظور. إنهم يعترفون أنكم تدين بالطاعة الكاملة لله وأنك فشلت في فعل ذلك. لكن الديانات تخبرنا أن بإمكاننا تسديد ديننا رويداً رويداً عن طريق أداء الأعمال الصالحة. ولكن إن كنا مُلزمين من قِبَل الله بالمحافظة على كامل الشريعة فكم من الأعمال الصالحة يمكننا عملها قبل أن نعود كاملين ثانية؟ الإجابة هي: لا شيء. فبمجرد ارتكابنا للخطية نصبح ملطخين بالخطية إلى الأبد. لا يهم كم الأعمال الصالحة التي نؤديها بعد أن أخطأنا، إذ سنبقى خُطاة.

الخطية انفصال

الخطية هي انتهاك لشريعة الله الكاملة. عندما نخطئ، نعارض خالقنا. في كل مرة نخطئ فيها، حتى لو في أبسط الطرق، نمثّل عدم ثقتنا في صلاح الله، حالنا كمن يقول” “يا الله، أنا أعرف أكثر منك”. تفصلنا الخطية عن بركات الله، وتخلعنا من  العلاقة الجميلة التي قصدها الله لنا. وبدلاً من العيش في سلام مع الله، نعيش معارضين له.

الخطية جريمة

عندما يأمر الله بشريعة معينة فإنه يشرّع سلوكاً معيناً، ويكون واجبنا كخليقته أن نسلك بحسب ما يقول. إذ يوضع علينا التزام أخلاقي عادل أن نطبق تلك الشريعة. وعندما لا نطيع فإننا نكسر تلك الشريعة، وهذا يعني أننا نرتكب جريمة في نظر الله، عندما يتم ارتكاب جريمة، فقد تم انتهاك عدالته فنستحق بالتالي النتائج. عندما نخطئ، نرتكب جريمة ضد رب الكون.

الآن، وقد رأينا إثم الخطية، يمكننا أن نفهم أفضل سبب حاجتنا الماسة لمخلّص. والشكر لله لوجود رجاء لنا، لأن الله بمحبته العظيمة لنا، وفّر لنا كل ما نحتاجه ليخلصنا من خلال شخص يسوع المسيح وعمله من أجلنا.

فعلى الصليب، دفع المسيح الدَّيْن الذي أصبحنا ندين به لله عندما أخطأنا. لقد فعل هذا من خلال عيشه حياة الكمال التي كان يُفتَرض بنا أن نعيشها. دفع المسيح ديننا بدمه وحياته، واستعاد المسيح علاقتنا المكسورة مع الله من خلال اتحادنا به في موته على الصليب وقيامته من القبر. فالآن، عندما ينظر الله إلينا فإنه يرانا من خلال يسوع المسيح. فالمسيح، أثناء وجوده على الصليب، تحمّل عقاب خطايانا وأرضى عدالة الله نيابة عنا. تم تسديد ديننا، واستعادة علاقتنا مع الله، ودفع جريمتنا عنا. الآن، لم نعد عبيداً للخطية، بل أصبحنا أحراراً لنعيش في سلام مع الله.

يسوع المسيح لم يبقَ ميتاً، بل قام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من موته الكفاري على الصليب عن خطايانا. غلب المسيح خطيتنا والموت. والآن، يمكننا أن نحظى بالغفران والحياة من خلاله.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن كيف يمكنك الحصول على غفران خطاياك من خلال عمل يسوع المسيح على الصليب، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8