لماذا يبدو الإنجيل سخيفاً؟

عندما تفكر بالأمر، يبدو لك الإنجيل سخيفاً. فكل الأديان في العالم تخبرك أن عليك العمل جاهداً وتنفيذ كل أوامر الله لعلّك تدخل إلى السماء. اذهب حيثما تشاء، فرسالة كل الديانات متشابهة، اعمل بجد أكبر أو حاول أكثر أو أفضل، لكن رسالة الإنجيل مختلفة جذرياً عن كل الأنظمة والديانات الأخرى.

فجوهر الإنجيل هو الصليب، مسيح يموت ووعد بنعمة ومحبة وراحة وقبول من الله مجاناً وبلا استحقاق وبنعمة غير مكتسبة. يبدو هذا مضحكاً.

هذا هو رد الفعل الذي يتوقعه الكتاب المقدس  منك تجاه رسالة الإنجيل. إذ يعلم الكتاب المقدس “كلمة الصليب عند الهالكين جَهَالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله(1كورنثوس 1: 18).

كيف يمكن للصليب أن يكون قوة الله؟

يعلم الكتاب المقدس أن الإنجيل يبدو مثل حماقة لغير المخلَّصين والمشكِّكين. إذ يطالب البعض بعلامة أو معجزة، فيما يريد أخرون فلسفة وكلمات عميقة ذات وقع رنان، لكن ما لدينا هو الخلاص بواسطة الصليب.

يخاطب الكتاب المقدس أذهاننا وقلوبنا بشكل مباشر عندما يعلم  “أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ وَأَيْنَ الْبَاحِثُ؟ وَأَيْنَ الْمُجَادِلُ فِي هَذَا الزَّمَانِ؟ أَلَمْ يُظْهِرِ اللهُ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ جَهَالَةً؟ فَبِمَا أَنَّ الْعَالَمَ، فِي حِكْمَةِ اللهِ، لَمْ يَعْرِفِ اللهَ عَنْ طَرِيقِ الْحِكْمَةِ، فَقَدْ سُرَّ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِجَهَالَةِ الْبِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. إِذْ إِنَّ الْيَهُودَ يَطْلُبُونَ آيَاتٍ، وَالْيُونَانِيِّينَ يَبْحَثُونَ عَنِ الْحِكْمَةِ. وَلكِنَّنَا نَحْنُ نُبَشِّرُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً، مِمَّا يُشَكِّلُ عَائِقاً عِنْدَ الْيَهُودِ وَجَهَالَةً عِنْدَ الأُمَمِ؛ وَأَمَّا عِنْدَ الْمَدْعُوِّينَ، سَوَاءٌ مِنَ الْيَهُودِ أَوِ الْيُونَانِيِّينَ، فَإِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ قُدْرَةُ اللهِ وَحِكْمَةُ اللهِ.(1كورنثوس 1: 20-24).

ما يدعوه البشر حماقة هو في منظور الله توضيح غني لحكمته وقوته في قهر الخطية والموت وجهنم والقبر من خلال ما يبدو وكأنه حماقة في حكمة البشر. لكن بموته غلب المسيح الموت، وبقيامته للحياة مرة أخرى فتح الطريق لكل مَن يؤمن به لنيل الحياة الأبدية.

هكذا يظهر الله حكمته وقوته الفائقتين، الحكمة في وضع خطة لخلاص الشعب الخاطئ وتحقيق هذه الخطة من خلال عمل المسيح على الصليب. فقد فدى طبيعتنا الساقطة وعاقب الخطية  وفي ذات الوقت غفر للخاطئ بأن عاقب المسيح البريء محرراً الخاطئ المذنب. كل هذا يستحق الحمد لخطته العظيمة للخلاص وغلبته للخطية واستعادة شعبه إلى علاقة الشركة معه.

بآلام المسيح وموته وقيامته التي تبدو لنا كحماقة يحكم المسيح علينا بمحبته ورحمته ونعمته. فيصرخ كل قلب اختبر محبته وخلاصه مع الرسول بولسوَبِفَضْلِ اللهِ صَارَ لَكُمْ مَقَامٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي جُعِلَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً، حَتَّى إِنَّ مَنِ افْتَخَرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ. (1كورنثوس 1: 30-31).

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8