المسيح يقدم أكثر من مجرد الغفران

نعرف جميعاً مفهوم غفران الخطايا. فكل ديانة تعترف بمشكلة الخطية وبأننا جميعاً أناسٌ ساقطون ومكسورون نكسر وصايا الله بشكل يومي.

ولكل ديانة طرقها الخاصة ليحصل أتباعها على غفران خطاياهم من خلال تكرار بعض العبارات أو الذهاب في رحلاتٍ للحج أو العطاء للفقراء أو الصلاة. فكل ديانة تقدم غفران الخطايا لأتباعها.

المشكلة في كل واحد من هذه المنظومات الدينية هي أنها لا تصل إلى البُعد الكافي. فغفران الخطايا جيد وضروري وينبغي السعي وراءه لكنه لا يكفي للدخول إلى ملكوت الله وفردوس الله.

أذكر حديثاً جرى بيني وبين أحد الشيوخ من القادة الدينيين حيث أخبرني أنه لم يفوّت فرض صلاة واحدة على مدى ثلاثين عاماً. وأخبرني أنه في كل مرة صلّى فيها كانت خطاياه الماضية منذ آخر صلاة له تُغفَر. لذا طرحت عليه السؤال “بعد ثلاثين عاماً من الأمانة المُطلقة في الصلاة بحسب ما ينبغي عليك ألا تزال تشعر بالحاجة للغفران يومياً؟” فأجاب بلا تردد قائلاً أنه لا يزال يحتاج إلى الغفران. فكل أمانته لشريعة الله وكل غفران الخطايا الذي حصل عليه لم يكن كافياً لتطهير قلبه أو تصحيح طبيعته الخاطئة. الشيء الوحيد الذي كان يفعله غفران خطاياه له كان إعادة حسابه إلى صفر لكنه لم يودع أي شيء إيجابي في حسابه.

لا يقدم يسوع المسيح الغفران اللازم للخطايا فحسب بل يقدم لنا التبرير أيضاً.

ما هو التبرير؟ إنه جوهر بشارة الإنجيل المتقدة وهو ما يميّزها عن كل ديانات العالم الأخرى.

فالتبرير يتخطّى الغفران.

فما هو التبرير إذاً؟

إنه عمل الله لغفران خطايانا ونَسَب طاعة يسوع المسيح لنا لكل ما يطلبه الله منا. لقد تمت عملية تبادل عظيمة على الصليب إذ يعلمنا الكتاب المقدس أن المسيح  الذي لم يرتكب خطيةً قط أخذ على عاتقه خطايانا وأعطانا طاعته الكاملة لشريعة الله (2كورنثوس 5: 21). لذا فنحن الآن، بسبب إيماننا بما فعله المسيح من أجلنا، لم تُغفَر خطايانا فحسب لكننا أصبحنا نُعتَبر كاملين كما لو أننا لم نخطئ قط، بل وأيضاً وكأننا أطعنا تماماً كل ما طلبه الله منا. هذا هو التبرير بالإيمان بالمسيح وهو فحوى وجوهر بشارة الإنجيل. يعلّم الكتاب المقدس “فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رومية 5: 1) و “لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع” (رومية 8: 1).

جميع الديانات تقدّم غفران الخطايا لكن يسوع المسيح وحده يقدم لنا الغفران وجعلنا كاملين من خلال برّه المنسوب لنا.

من خلال الغفران، ينظر الله للمذنب ويقول “لن أعاقبك بسبب خطاياك” لكن من خلال التبرير ينظر الله للمذنب ويقول “لن أعاقبك بسبب خطاياك فحسب بل سأجعلك بريئاً وكاملاً بسبب اتحادك مع يسوع المسيح، وسأعاملك كما لو كنتَ المسيح ذاته”. يحدث هذا التبادل العظيم بسبب اتحادنا بالمسيح من خلال الإيمان بأن ما فعله كان من أجلك أنت. “هذا هو جسدي الذي يُبذَل عنكم، …، خذوا وكلوا” (لوقا 22: 19).

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد أو كانت لديك أية أسئلة، تواصل معنا اليوم.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8