هل يمكنني التأكد من أن صيامي مقبول؟

هل تساءلت يوماً إن كان صيامك مقبولاً لدى الله؟ هل تساءلت يوماً ما الذي يجعل صيامك مُرْضياً له حقاً؟ هل يعود السبب إلى طاعة وصية الصوم؟ هل هذا ما يريده الله؟

أسمع غاباً الناس يخبرونني أن الصوم المقبول والمرضي عند الله هو الصوم المرتبط بالنوايا الحسنة والطاهرة. أي أنها مسألة القلب، أن تكون الدوافع طاهرة وصالحة، هي التي تجعل صيام المرء مقبولاً. لكن النوايا والدوافع أمورٌ يصعب قياسها، هل تعرف متى تكون نواياك صحيحة؟ كيف تعرف أن دوافعك طاهرة تماما؟

توجهنا الديانة للصوم لكسب شيء من الله، فعلينا أن نصوم لنكسب غفران الخطايا، وعلينا أن نصوم لنكسب الأعمال الصالحة التي تساعدنا على عبور يوم الدينونة،  وعلينا أن نصوم لنكسب رضى الله عن حياتنا، وعلينا أن نصوم لنكسب محبة الله.

توجهنا الديانة للصوم لتجنب غضب الله وسطوته. فيُستَخدم عقاب الله وغضبه كأدوات لجعلنا نحافظ على طاعة الشريعة.

يُساق الكثيرون للصوم لكسب شيء ممن حولهم، فهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر سيء أمام المجتمع، بل يريدون أن يتركوا انطباعاً جيداً، ويلا يرغبون بأن يتم اعتبارهم كأناس سيئين، لذا يصومون.

لكن يسوع المسيح غيّر كل هذه الأفكار وأعطانا أسباباً أفضل للصوم.

فالمسيح يعلمنا ألا نصوم لكسب شيء من الآخرين، ويعلمنا ألا نصوم للتظاهر أمام الناس بأننا متدينين، وعلّمنا أن: “متى صُمْتُم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صُمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى 6: 16-18).

الصوم المقبول عند الله ليس ذاك الذي يحسّن من صورتنا أمام  الآخرين.

الإنجيل (والذي يعني حرفياً “الأخبار السارة”) هو كلمة الوعد. جاء المسيح معلناً الغفران المجاني للخطايا ومحبة الله غير المسبوقة والأبدية لكل الذي يأتون إليه بالإيمان.

لا ينبغي أن نصوم لكسب رضا الله، فإن كان لديك الإيمان بما فعله المسيح من أجلك فقد أصبحت مقبولاً عند الله. ولا ينبغي أن تصوم للحصول على غفران الخطايا، فالله قد غفر كل خطايا الماضي والحاضر والمستقبل. كما لا ينبغي أن تصوم لاستحقاق الأعمال الصالحة، إذ لنا إيمان أن طاعة المسيح الكاملة لشريعة الله قد حُسِبَت لنا.

نحن لا نحتاج لفعل أي شيء لكسب رضا الله لأنه قد سكب كل رضاه علينا في يسوع المسيح.

فعندما نصوم، ينبغي أن يكون صومنا مصحوباً بالإيمان بأن الله قد قبِلنا وغفر لنا وتبنّانا في محبته الأبدية، وليس العكس.

الصوم المقبول عند الله يأتي من وجع قلب شعب الله الذين يصرخون من وخزة الجوع الجسدي وكأن حالهم يقول لله “أحتاج إليك، أريدك، أتوق إليك، أنت كنزي، أريد المزيد منك، وأشتاق لذاك اليوم الذي ستعود فيه”.

ينبغي أن يكون الدافع إلى الصوم نابع من اشتياق قلبي لله. أن نرى الناس يتصالحون مع الله وأن نرى ملكوته يأتي وأن تتم مشيئته على الأرض كما هي في السماء، نريد أن نرى الشفاء في الزواج، ونريد أن نرى أبناءنا وهم يتمتعون بسرور الله، ونريد أن نرى الضالين يعودون إلى الله، ونريد أن نسجد أمام الله بالرغم من ألم الجوع والعطش الجسدي، وأن نضع كل طلباتنا أمامه.

هذا هو الصوم المقبول عند الله.

إن كنت تريد أن تعرف أكثر عن قبول الله ومحبته لك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8