ما هو وقت الخلوة الشخصية مع الله؟

كأتباع ليسوع المسيح نؤمن أن الله حيّ وعامل في حياتنا وفي العالم. ونؤمن أنه أبونا وأنه لم يدعُنا لديانة وإنما لعلاقة شخصية معه. ومثل كل العلاقات، تتطلب علاقتنا مع الله بعض المجهود من جانبنا. لو كان هناك شخصان تزوجا منذ عدة سنوات دون أن يتكلّما مع بعضهما سوى في المناسبات الخاصة فإنك بكل تأكيد لن تصف علاقتهما بالجيدة أو الصحية. لا بد أن تعتقد أنهما لا يطيقان بعضهما. لا بد من وجود تواصل لإنجاح الزواج. وذات الأمر ينطبق على علاقتنا مع الله. الطريقة الأساسية التي يكلّمنا الله بواسطتها هي من خلال كلمته أي الكتاب المقدس. كلمة الله هي “حيّة وفعّالة” (عبرانيين 4: 12)، وعلينا أن نلتجئ دوماً لكلمة الله بتوقّع أن الله سيكلّمنا من خلالها.

قراءة كلمة الله

لا نتعامل مع الكتاب المقدس مثلما نتعامل مع أي كتاب آخر. في مزمور 119: 18 نقرأ هذا “اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك“. عندما نفتح الكتاب المقدس ونبدأ بالقراءة فيه ينبغي علينا أن نصلي لله لكي يفتح عيوننا لنرى العجائب المخفية في كلمته. إن قرأنا كلمة الله متوقعين أن نتغذّى عليها وأن نتعلّم منها عن الله وعن كيفية عيش حياتنا من أجل تمجيده فإننا سنجد ما نسعى إليه. لا يريد الله منا مجرد تأدية الفرائض وإنما يريدنا أن نأتي لكلمته متوقعين أن نسمع منه.

الصلاة

أمر أساسي آخر لقضاء وقت خلوة شخصية مع الله هو الصلاة. فمن خلال قراءة كلمة الله هو يتحدّث معنا ومن خلال الصلاة نحن نتحدّث معه. فالله هو أبونا السماوي وهو يريدنا أن نحادثه، إنه يحب أن يسمع أصواتنا كأبناء له. علينا أن نتذكر في صلواتنا أن لا نطلب من الله أشياء وأموراً نريدها فقط بل أن نحمده ونشكره لما قد فعله في حياتنا. ينبغي أن تكون حياة الصلاة للمؤمن غنية بالطلب والشكر معاً. ينبغي أن تُرفع الصلاة دوماً باسم يسوع الميسح لأنه هو الوسيط بين الله والإنسان (تيموثاوس الاولى 2: 5). علينا أيضاً ان نصلي برجاء وثقة كبيرين لأننا نعرف أن الله يسمعنا وأنه يحبنا. علينا أن نصلّي دائماً بحسب مشيئته وليس مشيئتنا كما علّمنا المسيح (متى 6: 10). إن كنت تصارع في كيفية الصلاة يمكنك الاستعانة بالصلاة الربانية كمرشد لك يساعدك.

لا يقيّم وقت الخلوة الشخصية مع الله بعدد فصول الكتاب المقدس التي تقرأها أو المدة التي تقضيها في الصلاة، قد تستغرق الخلوة الشخصية خمسة دقائق. الأمر الهام هو أن تكرّس وقتاً يومياً تقضيه مع الله في قراءة كلمته والصلاة.

الكتاب المقدس كتاب سميك وقد يكون أمر البدء في قراءته مرهباً. ان كنت لا تعرف بماذا تبدأ لقراءة الكتاب المقدس فيمكنك البدء بقراءة مزمور واحد يومياً بالإضافة إلى فصل واحد من أحد الأناجيل. سيساعدك المزمور لتصلي والإنجيل سيساعدك لتعرف يسوع المسيح مخلصنا. كلما زادت معرفتك في الكتاب المقدس كلما أصبح أمر فهم ترابطه أسهل.

إن كنت جديداً في الإيمان أو كنت قد آمنت لبعض الوقت لكنك لم تمارس الخلوة الشخصية اليومية فأشجعك على أن تبدأ اليوم. تمهّل في البداية، حاول لمدة عشرة دقائق في اليوم. اقضِ بعض الدقائق في الصلاة ومن ثم اقرأ فصلاً واحداً من الكتاب المقدس أو اثنين. عندما تعتاد على عادة الصلاة والقراءة بشكل يومي فسيصبح أمر الزيادة سهلاً. 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8