ما معنى اللقب “ابن الإنسان”؟

هذا الاسم ذاخر بالمعاني أكثر مما تتخيل.

عندما تقرأ الأناجيل سترى أن هنالك لقبين شائعين للتعريف بيسوع المسيح. أحدهما هو “ابن الإنسان” والآخر هو “ابن الله“. قد يبدو هذان اللقبان متناقضين لكن كليهما يعلن شيئاً عن هوية المسيح ومنشأه وسلطته.

لفهم معنى وأهمية مصطلح ابن الإنسان علينا بالعودة إلى العهد القديم خاصة إلى النبي دانيال. عاش دانيال النبي قبل أكثر من  500 عاماً من ولادة المسيح. ورأى النبي دانيال حلماً هو رؤيا قدم من خلالها شرحاً لمعنى لقب “ابن الإنسان” وسبب استخدام المسيح لهذا اللقب 83 مرة في الأناجيل للإشارة إلى شخصه.

اقرأ وصف النبي دانيال لهوية ابن الإنسان بتمعن:

وَشَاهَدْتُ أَيْضاً فِي رُؤَى اللَّيْلِ

وَإذَا بِمِثْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ

حَتَّى بَلَغَ الأَزَلِيَّ فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ.

فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِسُلْطَانٍ وَمَجْدٍ وَمَلَكُوتٍ

لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ.

سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لَا يَفْنَى، وَمُلْكُهُ لَا يَنْقَرِضُ.

(دانيال 7: 13-14).

رأى النبي أنه في أحد الأيام سيأتي شخص يُدعى ابن الإنسان من عند الله، ستكون له السيادة على كل العالم. وسيؤسس مملكةً تكون فيها سيادته بلا نهاية، وله سيسجد كل شعوب العالم.

هل بدأت بفهم السبب الذي استخدم فيه المسيح هذا اللقب للإشارة إلى ذاته؟ كان المسيح يقول أنه هو الآتي من عند الله والذي له أُعطِيَ كل السلطان على كل العالم. باستخدام هذا اللقب أعلن المسيح أنه ملك البشرية الحقيقي وأن مملكته لن تزول.

تنبأ النبي إشعياء أيضاً، وهو الذي عاش 700 عاماً قبل ميلاد المسيح – تنبأ  عن مجيء هذا الملك. أعلن النبي إشعياء عن ميلاد صبي سيكون إلهاً وإنساناً سيحكم على عرش داود، ومملكته لن تزول أبداً وسيملك في سلام وعدل وبِرٍّ.

لأَنَّهُ يُوْلَدُ لَنَا وَلَدٌ وَيُعْطَى لَنَا ابْنٌ

يَحْمِلُ الرِّيَاسَةَ عَلَى كَتِفِهِ،

وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلامِ.

وَلا تَكُونُ نِهَايَةٌ لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلامِ اللَّذَيْنِ يَسُودَانِ عَرْشَ دَاوُدَ وَمَمْلَكَتَهُ،

لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ،

مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ. إِنَّ غَيْرَةَ الرَّبِّ الْقَدِيرِ تُتَمِّمُ هَذَا.

(إشعياء 9: 6-7).

هذا الصبي الذي يتحدث عنه إشعياء هو ابن الإنسان أي المسيح الذي طال انتظاره؛ ملك الملوك ورب الأرباب. هو مخلِّصُ العالم ورجاء البشرية وخطة الله لخلاص خليقته  الساقطة ومصالحتهم معه.

هل عرفت لماذا يشكِّل لقب “ابن الإنسان” لقب المسيح المفضَّل؟

نقرأ في إنجيل مرقس عن القبض على المسيح من قِبَل اليهود قبل صلبه. طرح رئيس الكهنة على المسيح سؤالاً مباشراً “أَأَنْتَ الْمَسِيحُ، ابْنُ الْمُبَارَكِ؟” فأجاب المسيح “أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ، ثُمَّ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ!“.

سُئِل يسوع المسيح إن كان هو المسيّا (المسيح) ابن الله. فقال: “نعم، أنا هو” ومن ذلك لفت انتباه الحضور إلى نبوءة النبي دانيال عن ابن الإنسان.

صُدِمَ رئيس الكهنة من رد المسيح فمزٌّق ثيابه وقال: “لا حَاجَةَ بِنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ. قَدْ سَمِعْتُمْ كَلامَ كُفْرِهِ: فَمَا رَأْيُكُمْ؟” فَحَكَمَ الْجَمِيعُ بِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ.(مرقس 14: 61-64).

عندما قال المسيح أنه ابن الإنسان، فهم قادة اليهود أنه كان يعلن أنه حاكم ومخلص العالم لذا حكموا عليه بالموت للتجديف على اسم الله القدوس.

فأخذوا المسيح وصلبوه على الصليب، لكن الموت لم يقدر على إبقاء ابن الإنسان تحت سلطته. ففي اليوم الثالث بعد صلبه قام من بين الأموات غالباً الموت إلى الأبد ومؤسساً مملكته التي لن تزول أبداً.

أسس المسيح ابن الإنسان نوعاً جديداً من الممالك. ودعا المسيح جميع الناس من كل الأمم والخلفيات والديانات للمجيء إليه، هو مخلص العالم، ليجدوا السلام في مملكته.

إن كنت ترغب بأن تكون جزءاً من المملكة التي يحكمها المسيح فهذا مُتاح لك اليوم، تواصل معنا ونحن سنساعدك على تعلم المزيد.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8