هل الألم اختبار أم فرصة؟

نتساءل دوماً لماذا يسمح الله بكل هذا الألم الموجود في العالم! فإن كان “الله محبة” كما يقول المسيحيون فلماذا يوجد كل هذا المرض والألم والمعاناة والحروب والكوارث وحتى الموت؟

ألا يقدر الله أن يعفي الجنس البشري من كل هذا؟ يجتمع الكثيرون بأن الله خلقنا في جنة رياء خالية من كل هذه الأشياء المؤلمة لكنه أخرجنا منها لهذا العالم الشقي، فكيف يخلو قلب الله من الرحمة ولا ينجينا من هذه الحياة؟

هنالك شقين لهذا التساؤل: الأول لماذا خرجنا من الجنة والثاني كيف نعود إلى هناك؟

بادئ ذي بدء، لم يكن الله هو الذي اختار خروجنا من الجنة، ولكن نحن –في صورة الإنسان الأول “آدم“- عصينا أمراً مباشراً موجّهاً إلينا من قِبَل الله خالِق الكون فوقعنا في الخطية، وكما يعلمنا الكتاب المقدس فإن “أجرة الخطية هي الموت …” (رومية 6: 23). فوجودنا في عالم مليء بالألم والحزن والمرض والموت ليس سوى نتيجة رفضنا لنعمة الله بحياة تخلو من المشاكل والاستمتاع بمحضر الله وبكل خليقته التي أعطانا السلطان عليها.

لا يمكننا اتهام الله جزافاً بأن الألم ما هو إلا امتحان من الله لكي يعطي الناجح في الامتحان الثواب “الجنة” إذا أطاع ويعاقب بجهنم من يعجز عن الخضوع. إننا نعرف يقيناً أننا لم نقدر على إطاعة أمر واحد أثناء وجودنا في الجنة فقط فكم بالحري يمكننا إطاعة كل شرائع وتعاليم الديانات في هذا العالم؟ إن وجودنا في عالم مليء بالألم والتعب ما هو إلا نتيجة مباشرة لعصياننا. فالله عادل، لا يقدر أن يحتمل العصيان والخطية، ولا بد من دفع ثمن العصيان، أي خروجنا من العالم المثالي الذي خلقه لنا لنتحمّل وِزْر (عقاب) عصياننا.

لكن الله محبة، وهو رحيم إلى أبعد الحدود، فلم يرضَ أن يبقى الإنسان منطرِحاً في عالم الخطية بلا رجاء، لكن الكتاب المقدس يعلمنا في الجزء الثاني من ذات الآية السابقة رومية 6: 23ب “… وأما هبة الله فهي حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا”. فالله وضع لنا الحل منذ سقوط الإنسان في الخطية واستحقاقه العقاب الأبدي فمنحنا وعداً بالخلاص تحقق من خلال موت المسيح على الصليب كفّارة لخطايانا. فأعطانا بذلك طريقاً للمصالحة مع الله والرجوع إليه والتمتع بسلامه الذي يفوق كل فهم وإدراك حتى في وسط المتاعب والألم. وبهذا يستطيع كل إنسان قَبِل المسيح مخلصاً لحياته أن يعيش في سلام وفرح دائم حتى بوجود الألم والمرض والموت، لأن الله أعطانا الحياة الأبدية التي تخلو من كل هذه الأشياء. “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).

ندعوك عزيزي القارئ لقبول هذه الدعوة المجانية بقبول المسيح مخلصاً لحياتك لكي تتمتع بالسلام الفرح وتكون وريثاً للحياة الأبدية بحسب وعد الله لك، فتكتشف معنى السلام في وسط الألم والفرح في خضم المتاعب.

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8