هل من معنى لألمي ومعاناتي؟

هل تساءلت يوماً عن سبب وجود كل هذا الكم من الألم في هذا العالم؟ لماذا الحياة صعبة؟ لماذا يوجد الكثير من الأمراض والحروب والألم؟ لماذا نكبر ونعاني من تلف الشيخوخة؟ لماذا يموت كل الناس؟

المنظور الديني

تعلمنا الديانة أن المعاناة ما هي إلا تجربة. حيث يريد الله أن يكتشف ما الذي سنفعله إزاء كل صراعات الحياة وصعوباتها. إن ثابرنا خلال المعاناة كجنود صالحين فإن الله سيعطينا السماء كمكافأة. لكن إن تذمرنا واشتكينا فإن الله قد أعدّ النار لنا. لقد وُضِعنا على هذه الأرض ليتم اختبارنا وما الألم والمعاناة إلا جزء من ذلك الاختبار.

المنظور العلماني (الدنيوي)

العلماني يخبرنا أن لا معنى للألم وأن علينا أن نتجنّبه مهما كان الثمن. فليس للحياة أي معنى حقيقي وعلينا أن نمارس حياتنا اليومية متجنبين الألم بأي طريقة. في الغرب، يلتزم الناس بالاستقرار بشكل يومي للهرب من الألم. بل إن هناك حالياً حركة تُسمّى “حق الموت” والتي تدعو بأنه إن كانت حياة الفرد أقل مستوى من توقعاتهم فينبغي أن يكون لهم الحق بالانتحار بمساعدة طبية. فإن كانت الحياة بلا معنى إذاً فلا معنى للألم.

المنظور المسيحي

المنظور المسيحي مختلف تماماً وأفضل بكثير من المنظورين السابقين، فالمسيحية تعلّم أن حياتك أكثر من مجرد اختبار، كما أن للحياة بما فيها كل آلامك ومعاناتك لها معنى. 

تعلم المسيحية ما يعاكس الحتمية فالمعاناة ساحقة، وما يناقض البوذية فالمعاناة حقيقية، وما يفنّد القَدَرية فالمعاناة غالباً تكون غير عادلة، وما يحاجج العلمانية فالمعاناة لها معنى. هنالك هدف منها وإن تمت مواجهتها بطريقة صحيحة فيمكنا أن تقودنا إلى عُمْق محبة الله.

1. المسيح قدوتنا ومثالنا

يسوع المسيح، بصفته أخينا الأكبر، تألم وأخبرنا بأننا سنتألم أيضاً. عندما خاطب الله الألم في الكتاب المقدس بدأ بيسوع “لانكم لهذا دُعيتم. فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا، تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية، ولا وُجِد في فمه مَكْر. الذي إذ شُتِم لم يكن يَشْتِم عِوَضاً، وإذ تألم لم يكن يهدِّد بل كان يُسلِّم لمن يقضي بعدل … الذي بجراحِه شُفيتُم(1بطرس 1: 21-14). يتقدّمنا المسيح في طريق الألم، وفي تألمه معنا ومن أجلنا أعطى الكرامة لكل آلامنا.

2. الله معنا

يستطيع الإنسان الذي يضع إيمانه في المسيح أن يطمئن بأن لن يصيبه ما ليس في صالحه، لن الله مسيطر على كل الأشياء، وهو هنا من أجلك وليس ليكون ضدك. الكتاب المقدس يقول، “فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستَعْلَن فينا … ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبّون الله … فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا، فمن علينا؟ .. مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشِدّةٌ أمْ ضيقٌ أمْ اضطهادٌ أمْ جوعٌ أمْ عُرْيٌ أمْ خطرٌ أمْ سيفٌ؟ ولكننا في هذه جميعها يَعْظُم انتصارنا بالذي أحبَّنا(رومية 8: 18-39)

3. يمكن أن نواجه كل الآلام

يستطيع التابع ليسوع المسيح أن يتحمل الألم والمعاناة، ليس لأنه اختبار وهو يريد أن ينجو في يوم الدينونة، بل لأن الله نفسه أعطانا القوة لنحتمل “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني (فيلبي 4: 13). يمكنني أن أعاني من مختلف الأشياء وأتحمّل كل الأشياء بل وأفرح في كل الأشياء لأن الله نفسه هو مصدر قوتي.

4. لا نفشل

وأخيراً، المؤمن بيسوع المسيح يمكنه أن يسير في درب الألم لأنه يعلم يقيناً أن كل ما هو خاطئ في الأرض سيكون صحيحاً في السماء. وعد الفرح الأبدي بانتظاره، “لذلك لا نفشل، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدّد يوماً فيوماً. لأن ضيقنا المؤقت يجهّزنا لثِقَل أبدي من المجد الذي يفوق كل خيال، ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى زائلة، وأما التي لا تُرى فأبدية(2كورنثوس 4: 16-18).

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح. 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8