الله ليس الرجل الخارق – مقدمة إلى الثالوث

هل شاهدتَ يوماً فلماً عن أحد الأبطال الخارقين؟

تمتلئ دور السينما بأفلام عن أناس يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة. بعضهم يطير والبعض الآخر يركض بسرعة كبيرة، آخرون يمتلكون قدرات للشفاء حيث يتعافون بشكل فوري عندما يتعرضون للإصابة، وآخرون يمكنهم تسلّق جدران البنايات العالية بكل سهولة فيما يقدر آخرون على تغيير شكلهم ليظهروا بشكل أناسٍ آخرين. نحن نعرف بالطبع أن أياً من هذا غير حقيقي، فنحن نعرف أن ما هذه إلا قصص هوليودية.

لكن الفكرة التي تتملكنا أحياناً أن الله يشبه رجلاً خارقاً يختلف عما هو في الحقيقة.

الطريقة الشائعة التي نفكر فيها عن الله تجعل الله مجرد إنسان يتمتع بقوى خارقة. فنميل لإسقاط صفاتنا البشرية على الله ونطبّقها عليه ومن ثم نضيف درجة الذروة أو التميز فيها. فإن كنا أذكياء نقول أن الله هو الأذكى، وإن كنا أقوياء فالله هو الأقوى، وإن كنا قادرين على فعل بعض الأشياء نقول أن الله قادر على كل شيء. سواء أدركنا ذلك أو لم ندركه فنحن نميل للتفكير بالله على هذا النحو.

الفكرة التي شكّلناها عن الله كثيرة البساطة، إذ بدلاً من أن نفهم مَن هو بالحقيقة قمنا بتكوين صورة وهمية خاطئة عنه في أذهاننا. الله ليس رجلاً، وليس رجلاً خارقاً أيضاً، فالله أعقد بكثير من مجرد أن يكون مثلنا حتى مع إضافة درجة التميز لصفاته.

الله مختلف تماماً.

وكمخلوقات محدودة فانية نجد صعوبة في تفسير الله. كل ديانة أو منظومة إيمان  قادرة على تفسير شخص الله بالقول أن “الله واحد” تفشل في تفصيل وفهم مَن هو الله في الحقيقة.

من الشائع أن نقول “الله واحد“. هذه حقيقة بالطبع بالمفهوم المُطلَق إذ ليس هناك آلهة أخرى، بل هو  واحد فقط. يقول الكتاب المقدس “أنت تؤمن أن الله واحد، حسناً تفعل، والشياطين يؤمنون ويقشعرون!(يعقوب 2: 19). الإيمان بأن الله واحد أمر جيد لكنه ليس كافياً فحتى الشيطان نفسه يعرف أن الله واحد ويخافه.

كشف الله عن نفسه للعالم من خلال كلمته أي الكتاب القدس، وهو لا يكذب. وإله الكتاب المقدس يفوق قدرة الإنسان على الفهم لأنه ببساطة ليس إنساناً تصل صفاته ذروة التميز (مزمور 145: 3؛ رومية 11: 36). الله غير محدود في وجوده وهو مصدر كل الأشياء. ينبغي علينا أن نتوقع أن يكون المصدر أكثر تعقيداً من المخلوقات التي كوّنها (روية 11: 33).

عندما نفكر كمسيحيين بالله نخضع دوما لما يقوله الكتاب المقدس الذي يعلم عن وحدة الله بالإضافة إلى اختلافات سامية في وحدته (يوحنا 1: 1-18؛ عبرانيين 1 1-4). فقد كشف الله عن نفسه في الكتاب المقدس بأنه واحد في الجوهر وفي ثلاثة أقانيم (متى 28: 19).

ماذا نقصد عندما نقول أن الله واحد في الجوهر وفي ثلاثة أقانيم؟

الله واحد في الجوهر، هذا هو الله، لا يوجد أكثر من إله واحد. جوهر الله ليس منقسماً أو مندمجاً مع شيء آخر. لكننا نرى أن جوهر الله ليس بسيطاً في وحدته، بل هناك جوانب لوحدته ندعوها أقانيم. كلمة أقنوم تعني “جانب لا يغيّر من جوهر الشيء ذاته”. في وحدة الله نميّز بين الآب والابن والروح القدس، لكن هذه الجوانب لا تُفسِد جوهر الله فهي كلها من جوهر الله.

نسمّي هذه العقيدة أو التعليم عقيدة الثالوث، إله واحد في ثلاثة أقانيم. 

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8