وجود فادي أفضل من وجود شفيع

يوجد شفيع او وسيط في جميع الديانات، فلا جديد أو غير اعتيادي في مفهوم الوسيط. فكل ديانة تقدم نبياً عظيماً أو رسولاً أو كاهناً ليتشفّع لله نيابة عن المؤمنين المخلصين.

وجود الوسيط أمر جيد ـ لكنه ليس ما نحتاجه تماماً. فوجود وسيط يشابه باللغة العامية استخدام “الواسطة”، فعندما لا تعرف كيف تحصل على ما تريده بنفسك، تطلب من شخص ذي مقام أعلى أو سلطة أقوى أو تأثير أعظم ليتحدث نيابة عنك عند الشخص الذي يقدر على منحك ما تحتاج إليه.

لكن في النهاية، مجرد وجود وسيط لا يحل مشكلتنا الحقيقية. فمشكلتنا الحقيقية تكمن في افتقارنا للمركز والحق والقدرة للحصول على ما نحتاجه. وهي ذات الأسباب التي جعلتنا بحاجة للواسطة منذ البداية. 

تخيل وجود ملك عظيم ومهيب، ولديه خادم أو تابع في مملكته يدين له مبلغاً كبيراً جداً من المال. مقدار الدين كبير جداً لدرجة عجز معها خادم الملك على تسديده بنفسه. فوجد نفسه عالقاً في دين يعجز عن سداده، فبحث عن شخص ذي نفوذ ليكلم الملك نيابة عنه، لكن الوسيط لا يفعل شيئاً فعلياً، فهو ذاته لا يملك القدرة على سداد الدين، كل ما بإمكانه فعله هو محاولة إقناع الملك ليرحم خادمه المدين. فالوسيط يتكلم لا غير لأنه لا يقدر على فعل أي شيء آخر.

لكن وجود الفادي أفضل بكثير من الوسيط؛ لأن الفادي يملك القدرة على سداد كامل الدين. فالفادي ليسواسطةلكنه يملك القدرة على تسديد كامل الدين الذي عجز الخادم عن سداده وبالتالي أطلقه حراً. فالفادي لديه القدرة على التعامل فعلياً مع مصدر المشكلة مباشرة، ويمكنه أن يخلّص الخادم من حِمْل الدين الساحق بتسديده شخصياً للملك. 

كل الديانات لديها وسيط، لكن في المسيح وحده نحظى بوسيط وفادٍ معاً.

يقدم لنا الكتاب المقدس الرجاء الأعظم بغفران خطيتنا ومسح عارنا تماماً. الدين الذي ندين به لله، ملك الملوك، يمكن أن يزول تماماً من خلال يسوع المسيح. تُعلمنا كلمة الله أننا قد اشتُرينا بدم يسوع المسيح الفادي (أعمال الرسل 20: 28) الذي سدّد كامل الدين المترتب علينا إلى التمام. فالمسيح كما يعلّم الكتاب المقدس “الَّذِي ضَحَّى بنَفْسِهِ لِكَي يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَيُطَهِّرَنَا لِنَكُونَ شَعْبًا مُقَدَّسًا لَهُ وَحْدَهُ بِالْكَامِلِ، مُتَحَمِّسِينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.(تيطس 2: 14).

 المسيح ليس واسطتنا فحسب، بل هو مخلصنا ونصيرنا. فهو لا يتحدث مع الله نيابة عنا كما قد يفعل نبي أو رسول أو كاهن. فالمسيح خلصنا وفدانا ودفع ثمن حريتنا، فبتنا ننتمي إليه.

لقد دفع المسيح كل شيء كنا مدينين به لله بسبب عصياننا وتمردنا وخطيتنا. فقد قال يسوع المسيح نفسه “فَإنْ حَرَّرَكُمُ الابْنُ، تَكُونُونَ حَقًّا أحرَارًا.(يوحنا 8: 36).

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن الخلاص الذي قدمه يسوع المسيح، فادينا الأعظم، لك تواصل معنا اليوم وسنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8