المُبادَلة العظمى

أخذ المسيح خطايانا وعارنا وأعطانا طهارته وكرامته

ماذا كان الهدف من حياة المسيح؟

قام المسيح بالكثير من المعجزات المذهلة مثل شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة ومعرفة أفكار الناس وإقامة الموتى إلى الحياة. تعاليمه كانت قوية ومليئة بالسلطان. الأشخاص الذين سمعوه قالوا أنهم لم يسمعوا أحداً قط يتكلم مثله (متى 7: 28-29). كما عاش حياة نقاء وطهارة كاملة؛ ولم يتزوج قط، لم ينطق بكلمة مخادعة، أعطى أكثر مما كان يأخذ، أحب الآخرين أكثر مما أحب حياته، عزى الخطأة معطياً إياهم رجاء، واطاع شريعة الله إلى الكمال.

كل هذه هي مجرد أجزاء من مهمة المسيح على الأرض، إن أخذوا منفردين فإنهم لا يقدمون صورة شملة لسبب مجيء المسيح إلى العالم. تعاليم المسيح ومعجزاته وأخلاقياته كلها تخدم وتشير إلى تلك الإرسالية العظمى لحياته: كفارته بدلاً عنا.

كان المسيح في مهمة مصالحة البشرية واستعادة علاقتهم مع الله، وتغيير وضعنا من أعداء إلى أبناء، وتحريرنا من الخوف من الله وإحضارنا إلى السلام معه. كان المسيح في مهمة مبادلة كل انكسارنا وعارنا وفشلنا وفسادنا بجماله وكماله وكرامته.

كل مَن عاشوا سواء كانوا أنبياء أو كهنة أو ملوك، من الأغنياء أو الفقراء، المشهورين وغير المعروفين، الأقوياء والمقهورين، القدماء والمعاصرون، كل الناس عبر التاريخ جمع بينهم شيء واحد وهو أننا لا نستطيع بلوغ معايير الله. فكلنا خطأة ونحتاج غفران الله ونعمته. يعلمنا الكتاب المقدسلَيْسَ بَارٌّ، وَلا وَاحِدٌ .. لأَنَّ الْجَمِيعَ قَدْ أَخْطَأُوا وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ بُلُوغِ مَا يُمَجِّدُ اللهَ(رومية 3: 10، 23).

يعلمنا الكتاب المقدس أن مهمة المسيح الأساسية على الأرض تمثلت في تخليصنا من خطيتنا وعارنا اللذين هدما علاقتنا مع الله وشركتنا معه. مهمة المسيح هي أن يستعيد فرحنا وقربنا من الله والمحبة والسلام مع الله. مهمة المسيح كانت أن يطهرنا من خطيتنا وبؤسنا فيجعلنا طاهرين وأبرار (1يوحنا 1: 7).

يا لها من مهمة مدهشة.

يعلمنا الكتاب المقدس أن الله يحبنا لدرجة أنه أرسل المسيح إلى العالم ليجري المبادلة العظمى (يوحنا 3: 16). عاش المسيح حياة الطهارة والقداسة والطاعة التي فشلنا في عيشها. لكن بدلاً من قبول مكافأة طاعته، استبدلها بالعقاب الذي نستحقه نحن.

كانت خطة الله للمسيح أن يبادل كماله وطهارته وطاعته بفسادنا وعارنا وخطيتنا. على الصليب، حمل المسيح خطايانا وذنبنا وأعطانا كماله وكرامته.

يعبّر الكتاب المقدس عن كل هذا على هذا النحو “فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2كورنثوس 5: 21). هل ترى المبادلة العظيمة في هذه الآية؟ خطايا العالم حُسِبَت على المسيح الذي كان بريئاً وحُسِب برُّه لنا نحن المذنبون.

فَإِنَّ الْمَسِيحَ نَفْسَهُ مَاتَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِكَيْ يَحُلَّ مُشْكِلَةَ الْخَطَايَا. فَمَعَ أَنَّهُ هُوَ البَارُّ، فَقَدْ تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ الْمُذْنِبِينَ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، فَمَاتَ بِجِسْمِهِ الْبَشَرِيِّ، ثُمَّ عَادَ حَيًّا بِالرُّوحِ(1بطرس 3: 18). في هذ الآية، نرى حدوث المبادلة العظمى في آلام المسيح من أجل خطايانا لكي نحيا بسلام مع الله. لقد فُصِل عن القُرب من الله لكي يجلنا نحن إلى شركة معه.

فَالْمَسِيحُ، الَّذِي تَأَلَّمَ لأَجْلِكُمْ…إنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ خَطِيئَةً وَاحِدَةً، وَلا كَانَ فِي فَمِهِ مَكْرٌهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ(1بطرس 2: 21-24)نرى المبادلة العظيمة هنا في المسيح الذي حمل أعباءنا، لقد تحمّل عقاب الموت الذي نستحقه، وفي المقابل أعطانا طاعته الكاملة واستعاد علاقتنا مع الله التي تتميز بالمحبة واللطف والنعمة.

جاء المسيح إلى هذا العالم ليس ليجري المعجزات أو يعلم دروساً اخلاقية فحسب بل جاء ليبادلنا حياتنا؛ عارنا بكرامته وخطيتنا بطاعته وخوفنا بمحبته وانفصالنا بالعلاقة معه ورفضنا بقبوله ودينونتنا بمكافأته، لقد فعل كل هذا من أجلك.

إذا كنت تؤمن أن المسيح مات من أجلك، تواصل معنا الآن  ونحن سنساعدك على اخذ خطواتك الأولى إلى حياتك الجديدة مع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8