ما هي الأسرار المقدسة؟

تكلم الله دوماً من خلال كلمته الواردة في الكتاب المقدس وايضاً من خلال علامات مرئية. فقبل مجيء المسيح كان لدينا علامة قوس قزح التي أُعطيَت لنوح وجميع الأجيال التي جاءت بعده بأن الله لن يُهلِك الأرض بطوفان ثانية. يظهر قوس  قزح للناس فيذكّرهم بوعد الله. الخِتان كان أيضاً علامة جسدية أعطاها الله لإبراهيم ونسله دلالة على أمانة الله وعلاقة شعب العهد مع الله. يتم الاحتفال بوليمة الفصح في كل سنة من قِبل شعب الله كتذكير لتسديد الله لاحتياجاهم للكفارة عندما خلّصهم من العبودية في مصر. وعد الله المنطوق كان يُدعّم ويؤكَّد من خلال أشكال تواصلٍ مرئية وخارجية وغير منطوقة.

لا زال الله يستخدم اليوم علامات غير منطوقة لإيصال وعوده لنا. العلامات الملموسة التي يستخدمها الله في هذه الأيام أقل عدداً لكنها غنية في المغزى متمثلة بالمعمودية والعشاء الرباني.

يتم تحديد الأسرار المقدسة في الكنيسة من خلال ثلاثة عوامل: تم وضعها من قِبَل يسوع المسيح، تم تعليمها للرُّسُل أي التلاميذ، وتمت ممارستها من قِبَل الكنيسة الأولى. وبما أن هذه العوامل الثلاثة لا تنطبق إلا على المعمودية والعشاء الرباني، إذاً لا يوجد سوى اثنين من الأسرار المقدسة بحيث لا يُغني أيٌّ منهما عن الحصول على الخلاص، كما أنهما ليسا من شروط الخلاص.

محبة الله وعنايته بشعبه كبير جداً لدرجة أنه لا يدعونا إلى الشركة مع نفسه من خلال كلمته فحسب وإنما يؤكّد لنا صلاحه، مُلزِماً نفسه بنا ورابطاً إيانا به، وأيضاً واحدنا بالآخر من خلال الأسرار المقدسة التي أنشأها بنفسه. فهي تعمل مع وعودة المنطوقة كوسائل للنعمة ولذا فهي علامات أساسية للكنيسة الحقة وعلى المؤمنين الصادقين قبولها.

سر المعمودية و العشاء الرباني لا يمثّلان أعمالاً تنم عن طاعة لله ينبغي علينا تنفيذها، وإنما هي أعمال رحمة من قِبَل الله نحونا، من خلالها يقوّي إيماننا من خلال وعود مرئية ويشجّعنا في مسيرتنا معه.

لا تسمّى الأسرار “سراً” لأنها غامضة وإنما لأنها تمثِّل كشف الله لنا عن لغز الخلاص من خلال حياة وموت وقيامة يسوع المسيح من أجلك (أفسس 9:1؛ كولوسي 1: 26؛ تيموثاوس الاولى 3: 16).

منذ موت وقيامة المسيح، يحتفل المسيحيون في جميع أرجاء العالم بالعشاء الرباني بشكل أسبوعي، فيمثّل الخبز جسد المسيح المكسور من أجلك على الصليب ويمثّل الكأس دمه المسفوك من أجل غفران خطاياك. أما المعمودية فهي علامة العهد الجديد بأننا شعب الله، وتمثّل اتحادنا مع المسيح في موته وقيامته المنتصرة من بين الأموات. إنها ترمز إلى غسل خطايانا وتمثّل ختماً دائماً لمحبة الله الأمينة ورحمته لك.

سر العشاء الرباني وسر المعمودية علامات خارجية يختم بها الرب ضميرنا بوعده بمشيئته الصالحة تجاهنا لكي يقوّي ضَعف إيماننا فيما نشهد عن إيماننا به.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8