الكنيسة: خسارة شديدة وربح اعظم

“فَأَخَذَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: “هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ.”  فَأَجَابَ يَسُوعُ: “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أُمّاً أَوْ أَباً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً،  إِلاَّ وَيَنَالُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمُّهَاتٍ وَأَوْلاداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الزَّمَانِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.  وَهُنَاكَ أَوَّلُونَ كَثِيرُونَ يَصِيرُونَ آخِرِينَ، وَالآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِينَ!”  مرقس 10: 28-31

العهد الجديد مليء بمقولات صعبة صدرت عن يسوع المسيح. كانت مقولات صعبة أحياناً بسبب صعوبة فهمها لكن في أحيان أخرى كانت صعبة لأنها كانت شديدة الوضوح إلا أن تطبيقها وإطاعتها صعب جداً. هذه المقولة للمسيح تقع ضمن الفئة الثانية، فهي سهلة الفهم لكن صعبة التطبيق. المسيح يتكلم هنا عن الخسائر الكبيرة الناتجة عن اتباعه.

يطالبنا المسيح بكل ما لنا: آمالنا وأحلامنا، توقنا للعلاقات، الحب والقبول، بالإضافة إلى أجسادنا وأذهاننا. المسيح يطلب كل شيء. إنه لا يتظاهر بأن اتباعه سيجلب لك الفخر في هذا العالم. إنه لا يتظاهر بان اتباعه سيجعلك ثرياً أو في صحة جيدة أو محبوباً من الناس. يفترض المسيح أن اتباعه سياتي بتكلفة عالية عليك. يقول المسيح أنك قد تخسر كل شيء إن تبعته؛ أبوك وأمك وإخوتك وأخواتك قد يرفضونك بسبب إيمانك بالمسيح.

لكن مع تحذير المسيح بأن اتباعه قد يكلفنا كل شيء فهو يعِد أيضاً بأنك ستحصل على أكثر مما تخليت عنه يوماً. 

واحدة من الأوصاف المعروفة للكنيسة هي “جسد المسيح” إذ يتم وصفنا بأننا جسد واحد بأعضاء كثيرة. يركّز العهد الجديد دائماً على الوحدة التي ينبغي أن تكون في جسد المسيح أي الكنيسة. نحن وحد. كل ما لي هو لك وكل ما لك هو لي. عندما سُئِل المسيح عن ماهية الوصية العُظمى بين الوصايا قام بتلخيص كل شريعة الله بوصيتين “أحب الله من كل نفسك وأحب قريبك كنفسك (متى 22: 36-40). إذا قرأت الوصايا العشر في العهد القديم وهي التي تلخّص بشكل رائع كل شريعة الله ستلاحظ أن أغلبها يأتي بصيغة النفي: لا تكن لك آلهة أخرى، لا تقتل، لا تتفوّه بالزور … الخ. لكن هنا، يضع المسيح كل شريعة الله بصيغة إيجابية: أحب الله وقريبك!

قد نعاني من خسائر كبيرة بسبب الإنجيل، لكن لدينا أيضاً الوعد في وسط الخسارة بعائلة جديدة قانونها هو المحبة. إن كنتَ مؤمن في المسيح فإن بيتك ينبغي أن يكون موضع راحة لأي أخ أو أخت في المسيح ممن ليس لديهم بيت. إن كنتَ مؤمن في المسيح ينبغي استخدام مواردك المالية لمباركة اولئك المحتاجين. إن كنت مؤمن في المسيح غير مختبِر للخسارة فإن دورك في لجسد المسيح هو تسديد احتياجات أولئك المحتاجين من حولك. ينبغي أن تكون الوحدة والمحبة والكَرَم من صفاتنا المميزة.

كيف ينبغي على المؤمن أن ينظر لموارده المادية؟ يتم تذكيرنا في رسالة كورنثوس الأولى 4: 7 “فَمَنْ ذا الَّذِي يَقُولُ إنَّكَ أفضَلُ مِنَ الآخَرِينَ؟ وَما الَّذِي تَملُكُهُ وَلَمْ يُعطَ لَكَ؟ وَمادامَ كُلُّ شَيءٍ تَملِكُهُ قَدْ أُعطِيَ لَكَ، فَلِماذا تَتَباهَى وَكَأنَّهُ لَمْ يُعطَ لَكَ؟”. كل ما عندي: وظيفتي وثروتي وبيتي وحتى قدرتي الذهنية قد أُعطِيَت لي كعطية من الله، فهي ليست ملكي لأدّخرها، لكنها أُعطيَت لي لأستخدمها في خدمة إخوتي وأخواتي في المسيح ممن هم في حاجة.

قد تعاني من أجل المسيح والإنجيل، وقد تخسر كل ما تملك، لكن هنالك وعدٌ أكبر من أي خسارة. هنالك وعد بأنك ستكون جزءاً من عائلة الله في هذه الحياة تسدد لك احتياجاتك. وفي النهاية، هنالك وعدٌ أعظم بالحياة الأبدية مع الله في السماء.

عندي فكرة أخيرة من أجلك في هذا اليوم: المسيح لم يطلب منك يوماً ولن يطلب أبداً أن تفعل أي شيء لم يفعله هو قبلك. إنه يطلب منا أن نحمل صليبنا وأن “نتبعه”، كما حمل هو الصليب قبلنا. ألم يسر مخلصنا وأخينا الأكبر درب الألم من أجلنا ممهداً السبيل لنا؟

إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك الاستفادة بشكل شخصي من موت المسيح على الصليب والحصول على الخلاص والغفران، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8