ما هي المعمودية في المسيحية؟

ذَنْ مَاذَا نَقُولُ؟ أَنَسْتَمِرُّ فِي الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَتَوَافَرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! فَنَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ أَمْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّنَا جَمِيعاً، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، قَدْ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِمَوْتِهِ؟ وَبِسَبَبِ ذلِكَ دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ. (رومية 6: 1-4)

المعمودية هي أمر من يسوع المسيح نفسه لكل من يؤمن به. إنها رمز ووعد ذو معنى عميق يحمل راحة لكل تابع من أتباع المسيح، لكنه أمر يُساء فهمه من قِبَل الكثيرين.

المعمودية في أبسط معانيها هي غَمْر الجسد في الماء فيما يتم نُطق اسم الآب والابن والروح القدس عند غمر الشخص المُعْتَمِد (متى 28: 19-20). هذا هو الجانب الجسدي من المعمودية، لكن الواقع الروحي أكثر بكثير من مجرد التغطيس تحت الماء.

أولاً، المعمودية هي علامة وإقرار لعهد الله بالنعمة لشعبه. كما أن خاتم الزواج هو علامة للزواج والإخلاص والالتزام والحب إلا أن الأمر ليس بالشيء نفسه، أيضاً المعمودية هي علامة وإتمام لوعد الله بالمحبة والقبول والغفران الذي يقدمه لك. إنها علامة العهد الجديد بين الله وشعبه. في المعمودية يعلن الله نفسه أنك ابن له. تتم المعمودية مرة واحدة في حياة المؤمن ان الله لن يكسر وعده لك أبداً. كل الوعود التي تمثّلها المعمودية مضمونة للمؤمن للأبد. في المعمودية يعرّف الله نفسه بك أي أنك ابنه وهو إلهك.

ثانياً، تمثل المعمودية وتصادق على اتحادنا مع المسيح في موته وقيامته. فحين يُغمَر الجسد تحت الماء في المعمودية فهذا رمز بأننا مُتنا عن حياتنا القديمة مع المسيح على الصليب، فالإنسان العتيق قد مات. ومع خروج الجسد من الماء في المعمودية فهذا رمز بأننا قُمنا مع المسيح لحياة جديدة مع الله. نموت عن ذواتنا والآن نقوم لنسلك في الحياة الجديدة. حياتي لم تعد ملكي الآن لكنني أحيا الحياة بالإيمان في ابن الله الذي أحبّني لدرجة أنه ضحّى بنفسه من أجلي (غلاطية 20:2).

ثالثاً، المعمودية هي علامة للغفران الكامل للخطايا. في مياه المعمودية يوجد وعد بأن كل خطاياك قد مُسِحَت تماماً وسُتِرَت وأُلغِيَت وأنها لن تعود أبداً أمام الله، ولن يتم ذكرها أو نَسْبُها إليك ثانية. لقد دفع المسيح ثمن خطاياك كاملاً، الماضية والحاضرة والمستقبلية، وهي لن تُحسَب ضدك ثانية. المعمودية ترمز وتضمن هذا التسديد.

رابعاً، المعمودية هي إعلاننا لأنفسنا وللعالم أجْمَع بأننا قدّمنا حياتنا طَوْعاً (بكامل حريتنا) لله، وأن حياتنا الآن لن تكون إلا فيه وأنه هو ربنا وسيدنا ومخلّصنا. نعلن في المعمودية بأننا سنسير مع الله كل أيام حياتنا.

خامساً وأخيراً، المعمودية هي راحة لكل الذين وضعوا إيمانهم في المسيح كمخلّص. المعمودية هي علامة وخِتْم بأننا قد غُسِلنا وتطهّرنا من كل آثار الخطية. وبالرغم من أننا لا نزال نسقط في الخطية إلا أن علينا أن نتذكر معموديتنا دائماً والتي هي علامة ثابتة لا تتغير عن وعد الله بالغفران والقبول الكامل. في المعمودية ينطبق علينا كمال وطهارة المسيح نفسه والذي يعمل فينا دائماً ولا يمكن أن يتلوّث بأي خطية، بل الحقيقة أنه يمسح ويغسل كل نجاستنا.

المعمودية تتم فقط لأولئك الذين شعروا بثِقَل خطيتهم وجاؤوا إلى المسيح بصفته طبيب النفوس الأعظم من أجل غفرانه الشافي. لأولئك الذين جاؤوا للمسيح طلباً للغفران فإن مياه المعمودية والوعود المرتبطة بها أصبحت لك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8