يُشبَّه المسيح بيونان النبي، لكنه أعظم!

بالرغم من أن المسيح كان يتجوّل صانعاً عجائب مذهلة، إلا أنه عندما طُلِب منه أن يصنع معجزة ليبرهن أنه المسيح الذي طال انتظاره، رفض. لكنه قال حينها أنه سيفعل أمراً واحداً ليثبت أن كل ما فعله وعلّم به كان صحيحاً. قال المسيح أنه سيفعل أمراً أعظم من كل المعجزات الأخرى التي أجراها. سيفعل أمراً عظيماً لدرجة أنه سيثبت بلا شك أنه هو المسيح مخلص العالم.

ماذا كانت تلك المعجزة؟

لقد سمّاها آية يونان.

قبل ثمانمائة عام من ولادة المسيح، كان يونان نبياً في إسرائيل. دعاه الله ليعظ بالدينونة على شعب نينوى (العراق في الزمن المعاصر) بسبب خطيتهم. لكن يونان توجّه إلى ميناء مدينة يافا واستقل أول سفينة متجهة إلى الاتجاه المعاكس تماماً عبر البحر الأبيض المتوسط نحو ترشيش (تركيا في الزمن المعاصر).

أثناء عبور البحر، أهاج الله عاصفة عظيمة أرعبت جميع مَن على السفينة إذ خافوا من أن تغرق السفينة فيموتون جميعاً غرقاً. فرموا كل الأمتعة لتخفيف حمولة السفينة بلا جدوى. ففكروا أن الله ربما غاضب من أحدهم، فألقوا القرعة لمعرفة المذنب. ووقعت القرعة على يونان الذي اعترف بأنه عصى الله وطلب منهم أن يرموه عن ظهر السفينة إلى البحر. حالما لمس سطح الماء هدأت العاصفة، وكما نعرف جميعاً، ابتلع حوت كبير يونان.

أمضى يونان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الحوف، ومن ثم جعله الله يقذف يونان إلى الشاطئ حياً (يونان 1).

لكن، ما علاقة هذا بيسوع؟

قال المسيح: “لَنْ يُعْطَى آيَةً إِلّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ، هكَذَا سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍوَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ!(متى 12: 38-41)

بهذا التصريح القصير، تنبأ يسع بموته ودفنه وقيامته في اليوم الثالث. أعلن المسيح أن موته وقيامته سيكونان أعظم دليل أنه هو ابن الله ومخلص العالم.

قد يدّعي أي شخص أي شيء، يقدر أي كان أن يعلن أنه نبي. ويقدر أي كان أن يعلن أنه مُرسَل من الله. يقدر أي كان أن يدّعي أنه الطريق الوحيد لله. ويقدر أي كان أن يدّعي أنه هو مخلص العالم. لكن ما هو الدليل الذي يقدمونه؟ معجزات؟ كتب؟ نبوءات؟ لقد فعل الكثيرون هذه الأشياء في تاريخ البشر، لكن هذا لم يثبت ادعاءاتهم. تقدم كل الديانات المعجزات كدليل على أنهم من الله، لكن يتضح أن ليس كل الديانات من الله.

بقوله أنه سيتمم آية يونان، أعلن المسيح أنه سيقوم من الموت للحياة.

لكن لا يستطيع أحد إقامة نفسه من الموت.

إذا كنا نعرف شيئاً واحداً عن كل الشعوب، عبر الأزمنة، هو أن جميعهم يموتون. فنسبة الموتى تبلغ 100% من الولادات. وحالما يموت أحدهم فإن هذه تكون نهاية حياتهم. الأمر بهذه البساطة. لن يستطيع الحديث إلى الجثة مهما طال من إعادتها إلى الحياة. ولا يستطيع أي دواء حفظها من آثار الموت.

لكن المسيح أعلن أن له سلطان على الموت ذاته. فبآية يونان، أعلن أنه أعظم من الموت نفسه. سيموت المسيح لكن الموت لن يبقيه. فسيغلب الموت نفسه، وبانتصاره سيثبت يقيناً أنه ابن الله، مخلص العالم.

هذه هي آية يونان.

نقرأ بعد بضعة اصحاحات من إعطاء المسيح الناس آية يونان، أنه قُبِض عليه بواسطة اليهود وصُلِبَ على صليب بواسطة الرومان. مع تسليم نَفَسه الأخير، يقول الكتاب المقدس: “فَصَرَخَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ(متى 27: 50). لقد مات المسيح على الصليب.

لكن بعد ثلاثة أيام، في صباح الأحد، عندما ذهب أتباعه إلى القبر، ظهر ملاك الله لهم وقال: “لا تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ إِنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ(متى 28: 5-6).

ومن ثم التقى المسيح نفسه مع تلاميذه وأمضى معهم أربعين يوماً بعد قيامته، ومن ثم صعد إلى السماء بجسده.

بكل تأكيد، ذاك الذي هو أعظم من يونان قد أتى.

إذا كنت ترغب بوضع إيمانك في المسيح مخلصاً لك لتحيا بقيامته، يمكنك ذلك اليوم. تواصل معنا ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.