الرسالة إلى ديوجنيتوس

مقدمة

في بعض النواحي، الإيمان المسيحي غريب جداً. فليس لدينا أية معابد، كهنة، أماكن حج، أو أضاحي. ليس لدينا أية أطعمة ومشاريب محددة ممنوعة. ليس لدينا إلزام ديني لطريقة لباس معينة. ليس لدينا ملوك مسيحيون أو بلاد أو مدن تحكمها الكنيسة أو تقودها أو تقيدها. ليس لدينا لغة أو عِرق أو جنسية لها قيمة أكبر من أخرى.

ومع هذا، يعيش أتباع المسيح بحسب قيم ومعتقدات مختلفة عن العالم. وهذا كثيراً ما يجعلنا مختلفين عن الثقافات التي نعيش وسطها وقد يكون السبب وراء الكراهية أو حتى الاضطهاد الموجهين ضدنا.

هذا ليس بالأمر الجديد.

فبعد مائة عام من صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء بالجسد، كُتبت رسالة قصيرة سميت بالرسالة إلى ديوجنيتوس تفسر فرادة أتباع يسوع وكيف يعيشون كنموذج للمواطنين في المجتمعات التي تكرههم.

وبالرغم من أن هذه الرسالة قد كُتِبَت قبل 2000 عام إلا أنها لا تزال فعال للمؤمنين اليوم، ليقرأوها وليتذكروا كيف ينبغي بنا أن نحيا في الثقافات والمجتمعات التي تعاملنا بلا عدل.

الرسالة

لا يختلف المسيحيون عن باقي البشرية بسبب بلدهم أن لسانهم أو عاداتهم. لأنهم لا يسكنون في مدنٍ خاصة بهم أو يستخدمون لغة مختلفة أو يمارسون حياة فريدة. هذه المعرفة التي يعرفونها لم يتم اكتشافها بالفكر أو الجهود البشرية الفضولية. وهم ليسوا أبطالاً لعقيدة بشرية كما هو حال البعض.

وبالرغم من أنهم يسكنون في مدن يونانية وبربرية بحسب نصيب كل منهم، ويتبعون عادات الأرض من حيث اللباس والطعام وأمور الحياة الأخرى، إلا أن طريقة عيشهم كمواطنين رائعة ومقبولة بشكل يفوق كل توقع. فهم يعيشون في بلادهم كضيوف؛ إذ يشاركون المواطنين حياتهم لكنهم يحتملون نصيب الغرباء. بالنسبة لهم، كل بلد أجنبي هو وطن، وكل موطن هو بلد أجنبي.

إنهم يتزوجون مثل باقي العالم وينجبون الأطفال لكنهم لا يجهضونهم. يشاركون بمائدتهم ولكن ليس سريرهم. هم موجودون في الجسد لكنهم لا يعيشون بحسب الجسد. يقضون وجودهم على الأرض لكن وطنيتهم في السماء. يطيعون القوانين السائدة لكنهم يفوقون كل القوانين في حياتهم الخاصة. يحبون كل الناس وهم مُضطهَدون من الجميع.

هم غير معروفين لكنهم مُدانين. يُقتَلون لكنهم يُثبِتون وجود حياة جديدة. هم فقراء لكنهم يجعلون الكثيرين أغنياء. يفتقرون إلى كل شيء ولكنهم يفيضون في كل شيء. يتعرضون للخزي لكن عارهم يصبح مجداً لهم. يتم تلطيخ سمعتهم لكن يتم إبراؤهم. تُساء معاملتهم لكنهم يبارِكون. يُشتَمون لكنهم يردون على الإهانة بكرامة. يفعلون الخير ويُعاقَبون كصانعي الشر، وفي عقوبتهم يفرحون كمن يجد حياة جديدة فيها. يحاربهم اليهود كغرباء، ويضطهدهم اليونانيون، ومع هذا فإن الذين يكرهونهم يعجزون عن إيجاد أي مبرر لكراهيتهم.

  • الرسالة إلى ديوجينتوس، الفصل 5

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8