رُفِضت لأن ملابسي كانت متّسخة

غالباً ما أجتمع مع الناس بطريقة عفوية في قاعة الانتظار في فندق ما فعملي يتعلق بالصيانة والحدائق، لذا غالباً ما أكون مرتدياً ملابس العمل. صادف في أحد الأيام أن أحد الأمراء كان يجتمع مع أحدهم في القاعة في نفس وقت وجودي هناك. كانت أجهزة التصوير والحراس الشخصيين والمتفرجين الفضوليين يشحنون الجو لوجوده هناك. وأدركت فوراً الملابس التي كنت أرتديها؛ ملابس عملي المتسخة والمبقّعة ببقع الدهان والمبيّض والطين واللطخات فوق حذائي الممزق، لم تكن تلك ملابس تليق بلقاء العائلة المالكة. شعرت بالحَرَج لمظهري ذاك جالساً بالقرب من شخصية مرموقة كتلك. هل يمكنني الاقتراب من سمو الأمير الذي كان يرتدي حلّة أنيقة ومحاطاً بالحرس الشخصي ووميض الكاميرات؟ مستحيل!

اجتماعي كان مع رجل أكبر سناً يرتدي ملابس أنيقة. وأراد أن يذهب لإلقاء التحية على الأمير الذي كان قد التقاه منذ بضعة سنوات. “آه، لا! أرجو أن لا يدعوني لمرافقته” شعرت بالقلق وفكرت “لا يمكن أن يراني أحد بهذا المظهر، سيكون مخزياً أن ألتقي بالأمير وأنا بهذه الملابس.”

بدأت بالتمنّي لو أحضر لي أحدهم سترةً أنيقة بسرعة أو أن تتغير ملابسي بطريقة سحرية لحلّة كتانية أنيقة ومكويّة. لكانت فرصة مذهلة لمصافحة شخصية مميزة. فيما وضعت يداي في جيبي بخجل بالقرب من الأمير نظر إليّ الحرّاس المدججون بالأسلحة في شكّ كما لو كنت أحمل سلاحاً في جيبي.

لاحقاً في ذلك اليوم، جلست في ردهة الطعام الخاصة بالعاملين في الفندق لأتناول طعام الغداء مع بعض العاملين هناك ممن يعملون في تنظيف الأرضيات والحمامات، وشاركت معهم هذا اللقاء. وفكّرت أثناء روايتي لما حدث مدى روعة ذلك، فبالرغم من أنني لم أحظَ بشرف الاقتراب من سمو الأمير إلا أن باستطاعتي أن أقترب من الله بقلبي الملطّخ والمكسور، وبدأت بإخبارهم مدى روعة الواقع الذي أفصح عنه الله “…إن كانت خطاياكم كالقرمز تَبيَضّ كالثلج.” (إشعياء 1: 18). ويسوع المسيح (المسيح بمعنى أنه ممسوح مثل الملوك القدماء الذين كانوا يُمْسَحون بالزيت) في القصص المذكورة بالأناجيل – فيسوع كان يرحم الضعفاء والمساكين والخُطاة البشعين والمخزيين بأن شفاهم ولمسهم وتقرّب من أشخاص لم يكُن إنسان آخر يقترب منهم.

كيف نقترب من الله تعالى؟ نفعل ذلك من خلال يسوع الذي يعطينا ملابس روحية من البر ويغفر خطايانا.

أدركت أنني، أنا الخاطئ المنكسر الذي تلقّى الغفران فأصبح طاهراً في نظر الله، أصبح بإمكاني أن أخبر بهذه الأخبار الرائعة لعامة الناس وأبسطهم الذين هم في نظر الله بذات أهمية كبار الشخصيات. لم أحظَ بلقاء سمو الأمير في ذلك اليوم لكن يا له من مذهل أمير السلام ذلك الذي طهّرني من الخطية والعار. إنه يعرفني ولي امتياز أن أتحدث عن نعمته وغفرانه بنفس السلطان الذي له. هذا شرف وامتياز كبير.

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8