هل تبحث عن الحقيقة؟

يبحث الكثيرون في ثقافتنا عن الحقيقة. فبعكس الغرب، لا نزال نؤمن في العالم العربي بالله. ونعرف أن لا شيء يأتي من العدم، وأن هذا العالم وكل ما فيه لم ينشأ من لا شيء، بل إن الله خلقه.

لكن، لا تزال لدينا أسئلة. كيف تعرف أن ما تؤمن به هو الحقيقة؟ هذا سؤال يطرحه الكثيرون منا في العالم العربي.

في زمن الامبراطورية العثمانية، كان بلاد الشام مزارع فقير لم يملك الكثير باستثناء قطعة واحدة من الذهب توارثتها عائلته من جيل إلى جيل. كان المزارع يعلم أنه ما دام يملك القطعة الذهبية فإن كل شيء سيكون على ما يرام.

في إحدى السنوات، أصدر سلطان اسطنبول مرسوماً ينص على أن جميع مَن يعيش في الامبراطورية العثمانية عليه أن يدفع ضريبة قيمتها قطعة ذهبية واحدة قبل انقضاء المدة المحددة. عمل جميع من في الامبراطورية بجهد في تلك السنة ليجمعوا ما يكفي من نقود لتسديد الضريبة. لكن المزارع الفقير عرف أنه سيكون بخير إذ أنه يملك القطعة الذهبية التي ورثها عن أبيه الذي ورثها عن أبيه. في يوم استحقاق الضريبة جلب المزارع الفقير قطعته الذهبية إلى جابي الضرائب وسلّمه إياها بثقة. نظر جابي الضرائب إلى المزارع وقال له: “هذه القطعة مزيفة، ليست من الذهب”، ورمى القطعة على المنضدة ليسمع المزارع رنين المعدن الذي صنعت منه القطعة المعدنية. صُعِق المزارع وقال “لكن هذه القطعة متناقلة في عائلتي منذ أجيال، أعطاني إياها أبي ميراثاً لي إذ كان أبوه قد أعطاها له، يجب أن تكون من الذهب الحقيقي”. فرد جابي الضرائب “يا سيد، قطعتك زائفة، وما لم تكن تملك قطعة أخرى من الذهب الحقيقي فستذهب للسجن لعجزك عن تسديد الضريبة المستحقة عليك”. واقتيد المزارع الفقير إلى السجن لأنه لم يكن يملك شيئاً آخر لسداد ما يستحق عليه. 

كيف تعرف أنك تؤمن بما هو حقيقي؟ هل تؤمن لأن أبيك آمن بذلك؟ أو لأن مجتمعك يؤمن بذلك؟

أعلن يسوع المسيح العديد من الإعلانات الجريئة أثناء خدمته على الأرض، وكان لديه الكثير مما يقوله عن الحقيقة.

عندما شك الناس فيما إذا كان المسيح هو مَن قال عن نفسه، لم يطلب منهم أن يؤمنوا به إيماناً أعمى، ولم يغضب منهم ويلعنهم، بل أشار ببساطة لما كان يفعله “إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلَا تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِٱلْأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ ٱلْآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ(يوحنا 10: 37، 38).

لم يقل المسيح أنه يعرف الحقيقة فحسب بل قال أيضاً أنه هو الحق نفسه “أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي(يوحنا 14: 6). وقال أنه بصفته حق الله في شكل إنسان فإنه سيحررك “وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ(يوحنا 8: 31).

لا يرد في الكتاب المقدس إطلاقاً أي تشجيع للإيمان الأعمى بأن المسيح هو الطريق الوحيد للآب، بل يتم تشجيعنا وتذكيرنا على الدوام على لسان شهود عيان للمسيح أنه هو ما يقول عن نفسه “لِأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ(2بطرس 1: 16).

الدليل القاطع بأن يسوع المسيح هو الحق يظهر في قيامته من بين الأموات، فلو كان المسيح قد صُلِب وبقي ميتاً لكان كاذباً، فلولا موت المسيح لما كان لنا سبيل آخر لمعرفة فيما إذا كان بمقدورنا الإيمان بما قال على أنه حق. لكن المسيح قام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه، وقيامته هي الدليل –الإعلان- بأن كل ما قاله وما علّم به هو حقيقة وموضع ثقة (رومية 1: 4).

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن شخص المسيح، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.