أهمية قيامة المسيح

قيامة المسيح فريدة.

يحيك الغموض الموت، لكن واحدة من الأشياء الواضحة للجميع هي أن الموت نهائي. فلا داعي للتمعن طويلاً في جسد ميتٍ ليدرك الشخص أنه ميت، فشيء فريد يحدث للجسد عندما تغادره الحياة.

سمعنا جميعاً قصصاً عن أموات عادوا للحياة. في العهد القديم، أعاد إيليا النبي الحياة لابن إحدى الأرامل (1ملوك 17: 17-24)، وكذلك فعل سابقه النبي أليشع (2ملوك 4: 32-37). بالطبع، من المعروف أن يسوع المسيح أقام الموتى، أكثرهم شهرة كان لعازر الذي أقامه المسيح بعد أربعة أيام من موته (يوحنا 11). كما أعاد الرسول بطرس الحياة لصبية شابة تُدعى طابيثا (أعمال الرسل 9: 36-43). كما أعاد الرسول بولس الحياة لشاب اسمه أفتيخوس بعد أن سقط من شباك الطابق الثالث ولقي حتفه (أعمال الرسل 20: 7-12).

لكن هنالك شيء أكثر فرادة في قيامة المسيح. فالأمر الذي يربط كل أحداث القيامة التي ذكرت سابقاً هو وجود شخص أعاد كل واحد من أولئك الأموات إلى الحياة، فلم يعد أي منهم للحياة من تلقاء نفسه. فقد أقامت قوة خارجة كل واحد من الموتى المذكورين سابقاً.

لكن قيامة المسيح فريدة تماماً إذ لم توجد قوة خارجية لتقيمه من الموت وتعيد إليه الحياة، فلم يوجد أحد عند قبره  ليأمره بالعودة إلى الحياة. ولم يكن هناك أحد يصلي عليه ولا زيت لمسح جسده الخالي من الحياة. عندما قام المسيح من الموت لم يتلقَ أي مساعدة خارجية.

فقد قام وعاد إلى الحياة بقوته الذاتية (يوحنا 10: 18، 2: 19-22).

يستحيل على إنسان عادي أن يموت ويعود للحياة من تلقاء نفسه، لكن قيامة المسيح كانت فريدة في مسار التاريخ.

الطريقة الوحيدة التي يستطيع أحد أن يعيد نفسه للحياة  بعد الموت هي أن يكون هو أعظم من الموت ويملك سلطان الحياة. تمكن المسيح من إقامة نفسه من الموت لأنه هو مصدر ومعطي الحياة (1كورنثوس 15: 45؛ يوحنا 6: 54-55).

ما أهمية هذا الأمر؟

أعلن المسيح كثيراً عن نفسه وإرساليته وما سيفعله لأجل أتباعه.

فقد أعلن أنه جاء من السماء (يوحنا 6: 38)،  وأنه معطي الحياة الأبدية ومصدرها (يوحنا 4: 14)، وأنه الطريق الوحيد للوصول إلى الله (يوحنا 14: 6). وأن من يراه فقد رأى الله نفسه (يوحنا 14: 8-10). كما قال أن كل مَن يؤمن به سيكون مقبولاً في محضر الله في يوم الدينونة (يوحنا 11: 24-27). كما أعلن المسيح انه سيموت كذبيحة كفارية عن خطايا العالم (يوحنا 3: 16، 10: 11)، وأنه هو نفسه مانح الغفران (مرقس 2: 5-12).

هذه كلها إعلانات جليلة ووعود مهيبة. فإن صحّت عندها ستؤثر حقاً على حياة كل إنسان يعيش على الكوكب.

إن صحّت إعلانات المسيح فعلينا عندها أن نتبع المسيح رباً ومخلصاً لنا. لكن قبل أن نصدقه علينا أن نجد الدليل، إذ لا يمكننا أن نقبل كلمة المسيح مجردة، فأيٌّ كان يستطيع قول أنه هو المخلص أو المُرسَل من الله، فمجرد قول شيء ما لا يعني بالضرورة صحته.

إذاً، ما هو الدليل الذي يقنعنا بصحة ما أعلنه المسيح؟

يقدم المسيح قيامته من بين الموات كدليل بأن كل إعلانه قدّمه عن هويته صحيح وأن كل وعدٍ وَعَدنا به سيحدث بكل تأكيد (متى 12: 38-40).

يعلم الكتاب القدس أن “تعيّنَ ابنَ الله بقوةٍ … بالقيامة من الأموات(رومية 1: 4).

إنها قيامة المسيح التي تقدمّ الدليل اليقين الذي لا يمكن  إنكاره بأن كل ما قاله المسيح وادّعاه وفعله ووعد به كان صحيحاً وبأنه موضع الثقة التامة. تقول كلمة الله الموحَى بها أنهإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كِرازَتنا وباطلٌ أيضاً إيمانكم … أنتم بعدُ في خطاياكم.” (1كورنثوس 15: 14-17)

بكلمات أخرى، كامل رسالة الإنجيل متعلقة بقيامة المسيح من الأموات.

بما أن المسيح قد قام فعلاً من الأموات بحسب الكتب (1كورنثوس 15: 3-4) يمكننا التأكد من أن موته وذبيحته الكفارية لخطايانا قد قُبِلت من الله وأنه سيقيمنا للحياة الأبدية معه بعد موتنا.

إن كنت ترغب بأن تؤمن بالرب يسوع المسيح المصلوب والمُقام، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8