ما هي تكلفة اتباع المسيح لتكون تلميذاً له؟
قد نواجه إغراء النظر إلى المسيحية بأنها إيمان روحي بحث يخلو من المتطلبات، لأن خلاصنا ورجائنا بالسماء لا يعتمدان على أعمالنا أو قدرتنا على تقديم الطاعة لشريعة الله، وإنما على المسيح الذي فعل كل شيء من أجلنا، فنميل للاعتقاد بأن يسوع المسيح لا يطلب منا شيئاً.
الالتزام الكامل (التام)
لكن، لا يوجد أبعد عن الحقيقة من هذا. فقد وضع المسيح الأسس لاتباعه بالتزام كامل إذ قال “إن كان أحدٌ يأتي إليّ ولا يُبْغِض أباه وأمّه وامرأته وأولاده وإخوته و أخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومَن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً … فكذلك، كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً” (لوقا 14: 26-27، 33).
بعد سماع الوعود والبركات المترتبة على اتباع المسيح مثل غفران الخطايا المجاني ومصالحة العلاقة مع الله وضمان السعادة الأبدية مع الله في السماء قد تعتقد أن “يبدو هذا جيداً، أريد ذلك”. ويأتي الكثيرون للمسيح لمجرد التمتع بالبركات التي يقدمها لهم، لكنهم يغيرون رأيهم عندما يعرفون أن اتباع المسيح يعني الموت عن أنفسهم والتخلي عن خطاياهم المحببة والسير في طريق الآلام مع المسيح.
أن تكون تلميذاً للمسيح يعني الالتزام التام والاستعداد الكامل للتضحية بكل ما نحن عليه وكل شيء نملكه من أجل الله. يعلم الكتاب المقدس “فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله” (1كورنثوس 10: 31). حتى أبسط المهام مثل الأكل والشرب تتم من أجل الله وحده.
يخاف غالبية البشر من فقدان سمعتهم أو خسارة صيتهم إن اكتشف الآخرون أنهم أتباعٌ للمسيح. لكن المسيح يقول أن تحسب تكلفة اتباعه قبل أن تأخذ قرار اتباعه (لوقا 14: 25-33). يطالب المسيح بكل ما عندك وليس بعضاً مما عندك. لا يمكن تجزئة نواحي حياتك، فإما تقدم الكل أو لا شيء.
المكافآت العظيمة
لكن مع مطالب اتباع المسيح هنالك الوعد بمكافآت عظيمة تفوق أي خسارة يمكن أن تتكبّدها بألف ضعف. لا يوجد تكلفة ستتحملها من أجل اتباع المسيح إلا وسيعوضها لك مئة ضعف في الحياة الآتية. علينا أن نتذكر دائماً الآية الواردة في متى 13: 44 والتي تعلم “يشبه ملكوت السموات كنزاً مُخفىً في حقل وجده إنسانٌ فأخفاه ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل”. رجل يرى كنزاً فيبيع كل ما شيء – كل ما يملك – للحصول على ذلك الكنز. بكلمات أخرى، كل ما يمكن تسميته “تكلفة” وكل ما يمكن اعتباره “خسارة” –كل شيء- هو “لا شيء” مقارنة بالمكاسب المتأتية عن اتباع المسيح، الكنز الأعظم. هو الكنز الذي يدوم إلى الأبد. يعلم الكتاب المقدس أن موقفنا ينبغي أن يكون “أحسب كل شيء خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي” (فيلبي 3: 8).
إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن اتباع يسوع المسيح، أو إن كنت من أتباعه لكنك تصارع مع التكلفة المترتبة على اتباعه، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.
اقرأ مقالات مشابِهة
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17