هل أكل لحم الخنزير مسموح للمسيحين؟
“إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا، مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ الْمُنْقَسِمَ: الْجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالْوَبْرُ، لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لاَ تَشُقُّ ظِلْفًا، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. … لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.”
(تثنية 14: 7-8، 21ب)
هل أكل لحم الخنزير مسموح للمسيحين؟
“إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا، مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ الْمُنْقَسِمَ: الْجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالْوَبْرُ، لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لاَ تَشُقُّ ظِلْفًا، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. … لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.” (تثنية 14: 7-8، 21ب)
قبل مجيء النعمة والحق في شخص ربنا يسوع المسيح، كان شعب الله يخضعون لشريعة موسى بكل وعودها وبركاتها وتهديداتها ولعناتها (يوحنا 1: 17؛ تثنية 28). كانت هنالك 613 شريعة مختلفة ينبغي حفظها في شريعة موسى غالبيتها تحظر أطعمة وأغذية معينة تجعل الإنسان طاهراً أو دَنِساً (مُنَجَّساً) بحسب الشريعة. وعد الله شعبه أنهم إن أطاعوا الشريعة بحذافيرها فإنه سيكون مسروراً بهم وسيعيشون في سلام معه إلى الأبد، لكنهم إذا فشلوا في تطبيق كمال الشريعة فإنهم سيكونون ملعونين: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الشريعة لِيَعْمَلَ بِهِ” (غلاطية 3: 10)
واحدة من الشرائع الغذائية تضمنت منع أكل لحم الخنزير. لم يكن الحظر نتيجة كراهية الله للخنازير أو لكون الخنازير أقذر في طبيعتها من باقي الحيوانات (فأكل الجِمال والأرانب كانت محظورة مثلها مثل لحم الخنزير في شريعة موسى). صُمِّمَت الشرائع الغذائية إلى جانب الشرائع الطقسية لتمييز شعب الله عن باقي شعوب الأمم من حولهم وليظهروا لهم فسادهم وخطيتهم ودينونتهم. كان الهدف من تطبيق شريعة الغذاء هو حث الخاطئ على البحث عن مخلص من لعنة الشريعة. يسوع المسيح هو المخلص من لعنة الشريعة (تثنية 14: 21؛ رومية 7: 10؛ غلاطية 4: 4-5).
لفهم حظر لحم الخنزير في شريعة موسى وسبب حرية المسيحيين في ظل العهد الجديد بدم المسيح من تلك الشرائع، علينا أن نفهم القصد الأوسع وراء شريعة موسى.
صمم الله شريعة موسى ليكشف لشعبه عن ضعفهم وعجزهم عن أن يكونوا مقبولين أمام الله بناء على طاعتهم. فقد صمم الله الشريعة، “وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ إِنَّمَا تُخَاطِبُ بِهِ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ، لِكَيْ يُسَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَقَعَ الْعَالَمُ كُلُّهُ تَحْتَ دَيْنُونَةٍ مِنَ اللهِ. فَإِنَّ أَحَداً مِنَ الْبَشَرِ لَا يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ بِالأَعْمَالِ الْمَطْلُوبَةِ فِي الشَّرِيعَةِ. إِذْ إِنَّ الشَّرِيعَةَ هِيَ لإِظْهَارِ الْخَطِيئَةِ.” (رومية 3: 19-20)
جاء يسوع المسيح، مخلصنا، إلى العالم ليطيع كمال الطاعة ويتمم كل ما طلبه الله منا، وبالتالي يطهرنا تماما من الداخل. حمل الرب يسوع طوعاً عجزنا عن إطاعة شريعة موسى وتدنيسنا الناتج عن عدم الطاعة، وفوق هذا وذلك حمل على عاتقه اللعنة والدينونة اللتان نستحقهما بسبب فشلنا. يعلم الكتاب المقدس: “فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً مَا يُشْبِهُ جَسَدَ الْخَطِيئَةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ حَتَّى يَتِمَّ فِينَا الْبِرُّ الَّذِي تَسْعَى إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ، فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَا بِحَسَبِ الْجَسَدِ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوحِ.” و“إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ“ (رومية 8: 3-4؛ غلاطية 3: 13).
من خلال طقوس حظر الطعام، حفظت شريعة موسى شعب الله من التشبه بالأمم المحيطين بهم. لكنها أظهرت لهم في نفس الوقت ضعفهم وحاجتهم للمسيح ليخلصهم. لكن عندما جاء ربنا يسوع المسيح إلى العالم، طهّرنا تماماً من خلال تقديم نفسه “لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ” (عبرانيين 10: 14). “فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ.” (كولوسي 2: 16أ)
علمنا ربنا يسوع المسيح أنه لا يوجد شيء نأكله يمكنه أن ينجّسنا لأنه مجرد طعام. ما ينجّسنا هو ما يخرج من أفواهنا لأنه نابع من قلوبنا، منبع عدم الطهارة. “أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ، وَذلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ الأَطْعِمَةِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ ذلِكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (مرقس 7: 18ب-23).
لأولئك الذين آمنوا في ربنا يسوع المسيح وتطهّرت قلوبهم به، فإنه يحل لهم أكل كل الأشياء مع إعطاء الشكر لله. “لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ” (1تيموثاوس 4: 4). لم يعد الطعام هو ما يميز المسيحيين عن العالم المحيط بهم وإنما ثمر الروح القدس النابع عنهم: الْمَحَبَّةُ وَالْفَرَحُ وَالسَّلامُ، وَطُولُ الْبَالِ وَاللُّطْفُ وَالصَّلاحُ، وَالأَمَانَةُ وَالْوَدَاعَةُ وَضَبْطُ النَّفْسِ (غلاطية 5: 22-23). هذه هي الأشياء التي تميز المؤمن عن العالم الساقط من حولنا. دعونا نتذكر أنها ليست ممارساتنا الغذائية ما تميزنا وإنما هو إيماننا في مخلصنا الرب يسوع المسيح وكيفية عيش حياتنا بحسب الروح.
إذا كنت ترغب بالتعرف على محبة الله القوية والمطهِّرة، تواصل معنا اليوم.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17