الجامعة
تاريخ الكتابة: 931 قبل الميلاد
لمحة بسيطة
”المبشِّر” الملك سليمان هو رجل يملك كل شيء ويحكم على أسباط إسرائيل الاثني عشر. الجامعة هي محاولته لإجابة الأسئلة: ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟ (الجامعة 1: 3).
المقصود بـ“تحت الشمس” هو الانفصال عن الله. الله في السماء والإنسان على الأرض (الجامعة 5: 2). لذا إن تعاملت منفرداً مع المرئي والملموس وما هو ملاحظ من المسبِّب والنتيجة من تجربة الإنسان، فماذا بقيلك؟ إنه سؤال صعب. فالشمس تشرق وتغرب، ومن ثم تشرق ثانية. الأنهار تفيض لكنها لا تفرغ. المعلومات تتضاعف لكن الذهن لا يشبع أبداً. لذا ماذايقدر الإنسان أن يفعل في دوائر الحياة التي ليس لها نهاية هذه؟ يبدو كل شيء بلا معنى. وكلما تعلم المبشِّر عن العالم كلما ازدادت كآبة العالم بالنسبة له (الجامعة 1: 18).
لذا، يستكشف هذه المشكلة. القسم الأول من سفر الجامعة يستكشف موقف الإنسان على الأرض (الجامعة 1: 13).
ولا يبدو الوضع مشجعاً أبداً:
- كلما ازددتَ حكمةً كلما صَعُب عليك التكيف مع العالم (1: 18)
- المسرة والغِنى لا يُشبعان (2: 10-11؛ 5: 10).
- الحكماء والحمقى يموتون على حد سواء (2: 16).
- لا يمكنك أن تحمل نتائج عملك الجاد معك عندما تموت (2: 18-19؛ 5: 13-17).
- ما تتركه وراءك يذهب إلى جيل لم يكسبه (2: 18-19).
- كما أن نتائج عملك لا ترضي رغباتك (2: 10-11؛ 5: 10؛ 6: 7).
- يمارس الناس الشر بدلاً من العدل (3: 16؛ 4: 1؛ 5: 8).
- حتى طاعة الله لا تضمن حياة طويلة وسعيدة (7: 16).
- وأحياناً ينجو الأشرار بأعمالهم الشريرة (7: 15؛ 8: 14).
ثم يتحوّل لتفسيره. لماذا يسير العالم على هذا النحو؟ ماذا يمكننا أن نفعله بهذا الشأن؟ ما الجدوى؟ إنه متأكد من أن الله عادل (8: 12-13)، فهو قد اختبر الله بشكل شخصي (1ملوك 3: 5). لكن العالم لا يعكس عدل الله دائماً، لذا يفسر المبشر ما الذي يستطيع الناس فعله للاستمتاع بالحياة، حتى لو كانت أعمال الله غير واضحة:
- كُل واشرب واستمتع بالحياة لأنك بين يدي الله (9: 7-9).
- اعمل بجد واستخدم الحكمة طالما أمكنك ذلك (9: 10، 18).
- تجنب أعمال الحماقة – خاصة أثناء تعاملك مع السلطات (10: 2، 5-6، 20).
- استغل الفرص واسعَ وراءها واستمتع بالحياة طالما أمكنك ذلك (11: 4، 8-10).
- اذكر خالقك في حياتك (12: 1).
ومن ثم يلخص المبشر كل شيء:
“فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الْكَلامِ كُلِّهِ: اِتَّقِ اللهَ، وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ كُلُّ وَاجِبِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ اللهَ سَيَدِينُ كُلَّ عَمَلٍ مَهْمَا كَانَ خَفِيًّا، سَوَاءٌ كَانَ خَيْراً أَمْ شَرّاً.” (12: 13-14).
السؤال: في عالم حافل بالظلم والألم، ما جدوى الحياة؟ الإجابة: اتقِ الله حتى لو لم تكن تراه افعل الصواب.
الشخصيات الرئيسية: المبشر (سليمان)، الملك داود، الحكماء والحمقى، الخالق
مواضيع مرتبطة بالشريعة: للإنسان الطبيعي، الحياة والنجاح لا تهمان، الحماقة تسرّع الهلاك، الحياة غير مُشبعة.
إشارة إلى الأخبار السارة: يحبنا الله على حساب المسيح، يوفر الله لنا بغِنى في كل موسم وكل وقت، عندما نخافه ونحبه ونثق فيه فإنه يقدّم لنا الحكمة الحقيقية.
بركات للقارئ
فيما تصف غالبية النصوص الكتابية الحياة من منظور سماوي إلا أن سليمان يقدّم منظوراً أرضياً بشرياً في سفر الجامعة (“تحت الشمس”). يرتبط هذا السفر بقوة مع الإحباط وخيبة الأمل ومخاوف الحياة الحالية والآتية. بالرغم من كل نقاط الحزينة التي قدمها سليمان للحكمة والتجارب إلا أنه يختم بكلمة رجاء واضحة. بهذه الطريقة، يوضح السفر الأخبار السارة التي لا تقهر عن عناية الله ورحمته. إنه يؤكد جدوى مبادئ الحياة وأساسياتها: فرح الشباب والصحة الجيدة، العمل الجاد، محبة شريك الحياة الأمينة، ورجاء الحياة الأبدية مع الله.
التالى
نشيد الانشاد
السابق
الامثال
التالى نشيد النشاد
هذا السِفْر هو ترنيمة محبَّةٍ كتبها سليمان الحكيم، هي ترنيمةٌ تحتفل بالحبِّ والعاطفة والزواج. إنَّ لهيب محبَّة الله في المسيح لك إنَّما هي “لهيب نار لظى الربِّ“ (8 :6)، والتي تستطيع وحدها أن تغلب الموت وتجعلك قادرًا على أن تكون أمينًا للربِّ وللشخص الذي أنت متَّحِدٌ معه/معها بالمحبَّة الزوجيَّة.
السابق الامثال
سِفْر الأمثال هو مجموعةٌ من الأقوال/الأمثال كتبها سليمان الحكيم لمساعدة الناس على اتِّخاذ قرارتٍ حكيمةٍ تؤدِّي إلى إحلال العدل، وإلى الإيمان بعناية الله الصالحة بشعبه.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17