ما هو الصوم الحقيقي؟

هل تساءلت يوماً عن ماهية الصوم؟

نسمع عادة أن الله يأمرنا بالصوم لأنه جيد لإراحة جهازنا الهضمي أو لأنه ينبغي بنا أن نشعر بالجوع لنتعاطف مع ما يشعر به الفقراء الجائعون على الدوام. هذه هي الإجابات الشائعة التي تقدمها لنا جميع الديانات لتفسير ضرورة الصوم.

لكن ما الذي يجعل الصوم شيئاً يسر الله فعلاً؟

هل يريد الله مجرد الانقطاع عن الطعام والشراب؟ إن لم آكل أو أشرب، فهل هذا صوم أم مجرد تجويع؟ هل يريدنا الله أن نمارس ضبط النفس فقط أم أن هناك شيئاً أعمق من ذلك؟ هل الصوم مجرد اختبار لنا ليعرف الله إن كنا نحبه حقاً؟

يقلب الله أفكارنا نحو ماهية الصوم رأساً على عقب في الكتاب المقدس عندما يظهر لنا ما هو الصوم الحقيقي، ولما يأمر به، وكيف يكون مقبولاً أمامه.

يُظهر الكتاب المقدس أن الصوم يكون مقبولاً عندما لا يكون الغاية بحد ذاته. فالصوم الحقيقي، بحسب كلمة الله، يكون ذا معنى عندما يرتبط بشيء آخر. يقول الكتاب المقدس أنه إن كان هدف الصوم هو عدم تناول الطعام أو الشراب فهو مجرد تجويع وهو لا يُسِرّ الله على الإطلاق. يقول الكتاب المقدس “لها مظهرُ حكمةٍ بعبادةٍ نافلةٍ وتواضعٍ وقَهْر الجسد ليس بقيمةٍ ما من جِهة إشباع البشرية” (كولوسي 2: 23)

ينبغي أن يرتبط الصوم الحقيقي، بحسب الكتاب المقدس، بشيء آخر. فالصوم أمر من الله ليكون مساعداً لصلاتنا، ليساعدنا على التوبة، ليجذبنا بعيداً عن العالم ويساعدنا على تركيز انتباهنا على الله وقراءة كلمته، ولتذكيرنا بأننا معتمدون على الله كلياً في هذه الحياة. بكلمات أخرى، الصوم ليس عملاً يأمر به الله لمجرد الصوم وإنما هو تدريب أو أداة مستخدمة للصلاة والتوبة. بحسب كلمة الله، إن امتنعت عن الأكل والشراب ولكن استمريت في حياتك العادية فأنت لست تصوم وإنما تجوّع نفسك.

ولأن الكتاب المقدس يعلمنا أن الصوم ليس بعملٍ صالحٍ بحد ذاته لكنه أداة تساعدنا في الانضباط الروحي. فالكتاب المقدس لا يعطينا يوماً محدداً أو وقتاً محدداً أو شهرً معيناً للصوم لكنه يترك ذلك لضمير المؤمن أو للكنيسة.

يذكرنا يسوع المسيح ألا نجمع لأنفسنا كنوزاً على الأرض من خلال الصوم الذي يراه الآخرون. “متى صُمْتُم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صُمْتَ فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى 6: 16-18).

إن رغبت بمعرفة المزيد عن كيفية دخولك في علاقة مع الله، تواصل معنا اليوم، ونحن سنساعدك.