هل الخطايا الصغيرة شر؟

“لستٌ بحاجة لمخلص”. كانت هذه كلمات قالها صديق لي كان مقتنعاً بقدرته على إطاعة شريعة الله بما يكفي لضمان دخوله السماء بناء على أعماله الصالحة.

يرفض غالبية الناس دعوة يسوع المسيح بسبب اعتقادهم بأنهم ليسوا بحاجة لمخلص. إذ يعتقدون أنهم ليسوا بالسوء الذي يتطلب مخلصاً.

يفكر الكثيرون تفكيراً مُرضياً عن أنفسهم لأنهم لم يفكروا بجدية قط. إذ لا ينظرون إلى ما هو تحت السطح لذا تخدعهم المظاهر. أكثر أعمال الإنسان صعوبة هو التفكير – فآخر شيء يرغبون بتقييمه هو سلوكهم أو امتحان دوافعهم أو تأمل طرقهم لاكتشاف فيما إذا كانت سليمة في نظر الله.

نفضّل إطراء أنفسنا بدلاً من التفكير بجدية بأعمالنا ودوافعنا.

نتكلم غالباً عن الخطايا الصغيرة وكأنها ليست ذي أهمية. فكثيراً ما أسمع الناس يعذرون “خطاياهم الصغيرة” لأنهم – كما يقولون – يعلم الله أنني ضعيف. بل أسمع بعضهم يلوم الله قائلين “هكذا خلقنا الله”.

لكن ما هي الخطية الصغيرة؟

خطية صغيرة واحدة بدت غير ذات أهمية مثل الكل من الشجرة التي حرم الله الأكل منها طُرِد آدم، أبونا الأول، من الفردوس إلى الأبدي، وطُرِد معه كل الجنس البشري.

قد نعتقد أن لا بأس بالخطايا الصغيرة ونكاد نصدق أن الله يغفل عنها ويتجاهلها.

لكن لأنه يسهل تجنُّب الخطايا الصغيرة لذا فهي الأفظع عندما نرتكبها فعلياً! إنها أمور صغيرة مثل النميمة والكسل والشهوة التي يسهل الهرب منها وبالتالي عندما نستسلم لها ونفعلها تصبح أكثر إهانة لله وبالتالي تكون الأكثر مسرّة عند أعظم أعداء النفس أي الشيطان.

إنه المطر الخفيف المنهمر في الصحراء الذي يجعل الوديان تفيض بقوة عنيفة تسحق البيوت والطرق والمركبات. الفيروس غير المرئي بالعين المجردة هو الذي يقتل ملايين البشر. إنه الثقب الصغير في هيكل السفينة الذي يجعلها تغرق. ثقب صغير في إطار المركبة يجعلها تجنح. وموت أقوى الرجال لا يتطلب سوى طعنة بسيطة في القلب.

الرجل الذي يلجأ إلى المحكمة بقضية مُحكمة وموقف جريء لا يطلب من القاضي الرحمة، وعرضها عليه يُعتبر مهانة له. فيقول “أريد العدل، أعطني حقوقي” ويدافع عنها بشجاعة العُربان. لكن عندما يشعر الإنسان أن القانون يدينه عندها يلتمس الرحمة.

نحن بحاجة للرحمة لنفس السبب وهو أن خطايانا جميعها، من أكبرها إلى أصغرها، شريرة وتديننا أمام كمال الله.

نحن بحاجة لمخلص، وقد وفّر الله المخلص الكامل في يسوع المسيح. ففي المسيح، تم توضيح محبة الله تجاهنا. فقد أنقدك الله وفداك وجعلك خليقة جديدة. يسوع المسيح، مخلص الخطاة العظيم، مات على الصليب كذبيحة كفارية من أجل خطاياك. وقام من بين الأموات غالباً القبر بعد ثلاثة أيام ليمنحك الغفران والحياة الأبدية. يمكنك أن تحظى بالمخلص اليوم إن كنت تريده. فالمسيح لا يرفض أي خاطئ يأتي إليه طالباً الرحمة.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد أو كانت تراودك أية أسئلة، لا تتردد في التواصل معنا.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8